صحيفة فرنسية: الانقسامات تعصف بحظوظ الإخوان في انتخابات تونس
إخوان تونس حاولوا خداع الشعب بمزاعم تمكنهم من الانخراط في العملية السياسية للالتفاف على إرادة التونسيين
فيما تشهد تونس، اليوم الأحد، الانتخابات الرئاسية الثانية في تاريخها الحديث لاختيار خلف للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، اعتبرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية أن هناك عملية ديمقراطية حقيقية في تونس ولكنها "هشة".
وأشارت إلى أن عناصر حركة "النهضة" الإخوانية في أزمة بسبب الانقسامات التي يشهدها الحزب وتدهور الأوضاع الاقتصادية وانهيار شعبيتهم.
وتحت عنوان "انتخابات تونس: النهضة في أزمة" قالت الصحيفة إنه منذ عام 2016 أصبح النقاش السياسي في تونس مرتكزا على تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تسبب فيه تحالف الإخوان مع حكومة رئيس الوزراء يوسف الشاهد، أحد المرشحين في الانتخابات.
- محكمة تونسية ترفض الإفراج عن المرشح الرئاسي نبيل القروي
- بدء التصويت في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التونسية
وأوضحت الصحيفة أن إخوان تونس حاولوا خداع الشعب بمزاعم تمكنهم من الانخراط في العملية السياسية، والالتفاف على إرادة التونسيين.
ولفتت إلى ما ذكره المحلل السياسي حمزة مدب في دراسته التحليلية، التي نشرها مركز "كارينجي" للشرق الأوسط، بعنوان "أزمة الهوية"، موضحا أن حركة النهضة الإخوانية في تونس لم تتغلب على "أزمة الهوية".
الأجندة الخفية للنهضة
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن رئيس معهد سيجما لاستطلاعات الرأي حسن زرقوني قوله "إن قاعدة الحزب أكثر راديكالية وتطرفاً من قيادته"، مشيراً إلى أن الثقة في الإخوان أصبحت منخفضة في العالم العربي.
وأشار الباحث السياسي التونسي إلى أن حركة "النهضة" الإخوانية منقسمة على نفسها، إذ يرفض معظم قادتها التقدم بمرشح للانتخابات الرئاسية، فيما يرفض أكثر من 40% ترشح عبدالمفتاح مورو، لعدم قدرته في حشد التونسيين خلفه، معتبراً أن مصير الإخوان سياسياً لا يزال مشكوكاً فيه.
وتابع أن رفض ترشح مورو يسهم في تفتيت المشهد السياسي للإخوان وعدم القدرة على التنبؤ بنتائج الاقتراع، خاصة أن "القاعدة الانتخابية لحركة النهضة ضعفت إلى حد كبير".
ووفقاً للباحث السياسي فإن قاعدة حركة النهضة بلغت 1.5 مليون في عام 2011، ثم انخفضت إلى أقل من مليون في الانتخابات الرئاسية لعام 2014، ووصلت إلى 550 ألفا في الانتخابات البلدية عام 2018.
الأوضاع الاقتصادية
وعادت "لاكروا" قائلة إن التحديات التي تواجه حركة النهضة الإخوانية لم تعد فقط رأب الانقسامات الداخلية، موضحة أنه رغم اتباعها أجندة خفية لإغواء الناخبين، إلا أن الوضع الاقتصادي المتدهور يشغل التونسيين أكثر من أي شيء.
وأوضحت الصحيفة أن اهتمام التونسيين بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية قلل من شأن الطبقة السياسية وعلى رأسها الإخوان، الذين أصبحوا جزءا من الحكومة، التي لم تتمكن من تقديم حلول للأزمة الاجتماعية التي يعاني منها التونسيين، في ظل ارتفاع معدلات البطالة لدى الخريجين الشباب ومعدلات التضخم التي وصلت إلى أكثر من 7% سنويا.
تهديد الديمقراطية
وأشارت "لاكروا" إلى أن أجواء من الحرية تعيشها تونس قبيل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، فمنذ بداية الشهر يدافع المرشحون الـ26 عن توجهاتهم دون خوف.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم ذلك فإن المرشح نبيل القروي، المسجون مؤقتاً، يعتبر من الغائبين عن هذه المناسبة بفعل مكائد تحالف حكومة يوسف الشاهد والإخوان.
ونوهت إلى أن رئيس الوزراء السابق يوسف الشاهد يرى في القروي أكبر عقبة في طريقه إلى قصر قرطاج منذ أن منحته استطلاعات الرأي الأفضلية طوال الأشهر السابقة.
وتابعت " الشعبية التي يحظى بها القروي دفعت بالحكومة إلى إقرار تعديلات على قانون الانتخابات لاستبعاده من السباق، لكن الرئيس الراحل الباجي القايد السبسي لم يصادق عليها".
ودخل القروي في خصومة سياسية مع الائتلاف الحاكم المكون من تحالف الشاهد والإخوان، وهو الذي جعل حزبه "قلب تونس" يتهم التحالف باصطناع الملفات القضائية من أجل إقصائه من الانتخابات.