تنظيف رؤوس الخراف في تونس.. مهنة مؤقتة تنتعش في عيد الأضحى

يوم العيد، تنشط مهنة تنظيف رؤوس الخراف والأكباش في تونس.. فما أن تمر من أي حي أو زقاق يعترضك في مسيرتك سوى مجموعة من الشباب المتجمع حول كومة من الحطب، يستلمون رؤوس الأضاحي وأرجلها من الأهالي ويشرعون في شيّها أو تشويطها.

وتسمى هذه المهنة التي تنشط يوم عيد الأضحى بالعامية التونسية "تشوشيط الرؤوس " وهي كلمة مشتقة من كلمة "شوّط اللحم" أي أنضجه.

وفي مختلف الأزقة والأحياء التي يتخذها عدد من الشبان مقرا لهم يقومون بإشعال الحطب أو الفحم ويضعون طاولة من الحديد أمامهم وينطلقون في تلك المهمة التي كانت قبل سنوات، تقام في المنزل وتنفذها أيادي النسوة.

لكن تلك العادة اندثرت نوعا ما بسبب كثرة البنايات العمودية وبسبب صعوبة القيام بها وأصبحت مهمة يقوم بها شباب الحي بمقابل مالي.

وتختلف الأسعار من جهة إلى جهة أخرى، ففي العاصمة يصل سعر تنظيف الرؤوس والأرجل فوق العشر دنانير (3 دولارات) وتتراوح في مناطق أخرى بين السبع والثماني دنانير.

فبعد ذبح خروف العيد وسلخه تنطلق ربات البيوت في تنظيف أمعاء الخروف وهي مهمة تتطلب الكثير من الوقت والتركيز، فيما يهتم رجال المنزل بتوصيل هذه الرؤوس إلى الشبان الموجودين في كل حي للانطلاق في شيها لإزالة الشعر الذي يغطيها.

وقبل العيد بيوم،يعمد الشباب إلى احتلال بعض أركان أحيائهم ويضعون فيها آنيات حديدية وبراميل ثم يلقون فيها أكوام من الخشب والألواح في انتظار يوم العيد.

ويعمد عدد من الشباب إلى هذه المهنة الظرفية لجمع مصاريف الجيب خاصة مع فصل الصيف الذي يتطلب الكثير من المال للاستمتاع به.

وتنطلق عملية تنظيف رأس الخروف والأرجل عن طريق شيّهم، وهي عملية تعني وضع رؤوس الأضاحي فوق النار لمدة من الزمن لإزالة الشعر الذي يغطيها ثم يتم تنظيف ذلك الشعر المحترق بالسكين.

ويفضل التونسيون طهي الرؤوس مع طبق الكسكسي أو طهيه في الفرن ويسمى"رأس علوش مصلي".

وفي بعض محافظات الشمال الغربي، يكون طبق رأس الخروف المطهي بمفعول البخار هو طبق أساسي في عشاء ليلة العيد حيث يتم تتبيله ببهارات لذيذة مع إضافة إكليل الجبل والزعتر.

ونفس الأمر بالنسبة للأقدام، أو ما يعرف بـ"الكرعين" في تونس، حيث يتم شيها وبعد ذلك تطهى، غالبًا في إناء مع الزيت والبصل والتوابل والحمص، ومثلها مثل الرؤوس، فهي مليئة بالسعرات الحرارية، ويشترط طهيها لمدة زمنية طويلة مقارنة باللحم.