"لا عاش بتونس من خانها".. إشادات واسعة بتوقيف الغنوشي
لاقى خبر توقيف زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي من قبل الأجهزة الأمنية في تونس تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في البلاد، وسط دعوات إلى المحاسبة والحزم تجاه المخربين والإرهابيين.
ومساء الإثنين، أوقفت قوات الأمن التونسية راشد الغنوشي بعد مداهمة منزله وتفتيشه ،على خلفية التحريض والدعوة للفوضى والفتنة.
ويواجه زعيم إخوان تونس عددا من القضايا أبرزها الفساد المالي والإرهاب والاغتيالات وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر والتخابر على أمن الدولة التونسية.
وبعد ساعات من إلقاء القبض على الغنوشي داهمت قوات الشرطة مقر النهضة الرئيسي بالعاصمة وأخلته من كل الموجودين فيه.
ووفق رويترز فإن الشرطة أظهرت إذنا قضائيا لتفتيش المقر لفترة تستمر أياما.
التحريض على حرب أهلية
والسبت، قال الغنوشي، في خطاب أمام أنصاره، إن إبعاد حزب النهضة من السلطة هو تمهيد للحرب الأهلية في تونس وبداية لانطلاقة الفوضى في البلاد.
وأضاف الغنوشي أن حل البرلمان من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد "لا يحتفى به وإنما يرمى بالحجارة".
وتابع: "تونس بدون النهضة والإسلام السياسي مشروع حرب أهلية".
تصريحات ليس بالغريبة على عراب الإرهاب في تونس والمتورط في قضايا الاغتيالات السياسية منذ عام 2011، حسب العديد من المراقبين، وهو تصريح يأتي في سياق تآكل حركة النهضة التي طالما تقاطع وجودها السياسي بالعنف منذ نشأتها أواسط سبعينيات القرن الماضي.
وجاءت تهديدات الغنوشي خلال اجتماع حزبي لرئيس حركة النهضة وفي سياق يواجه فيه تتبعات قضائية لتورطه في مجموعة قضايا منها اغتيال كل من القيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013 واغتيال النائب الأسبق في البرلمان التونسي محمد البراهمي في شهر يوليو/تموز من نفس السنة.
إشادات واسعة
وإثر إعلان توقيفه، انهالت التعليقات المؤيدة للقرار على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عدد سياسيون ونشطاء جرائم الإخوان في حق تونس على مدار العشرية السوداء التي حكموا فيها البلاد.
وكتبت البرلمانية التونسية فاطمة المسدي، في تدوينة لها على فيسبوك: "لقد أتت اللحظة.. الليلة يرقد الشهداء بسلام وفي مقدمتهم شكري بلعيد ومحمد البراهمي وكل شهداء الأمن والجيش".
وتابعت: "فلا عاش في تونس من خانها".
من جهته، وصف المحلل السياسي التونسي رياض جراد اعتقال الغنوشي بـ"اللحظة التاريخيّة".
وأكد في تدوينة، نشرها على فيسبوك: "بأذون من النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب (محكمة مختصة)، تمّ عشيّة اليوم توقيف رئيس العصابة راشد الغنوشي واقتياده إلى ثكنة العوينة بعد تفتيش منزله".
وتابع: "الغنوشي هدّد ودعا الى العنف والحرب الأهلية بعد حملة منظّمة قادتها حركته المارقة وصهره رفيق عبد السلام على الدولة وقواتها المسلحة من أمن وجيش وطني".
وزاد: "الغنوشي وصف التونسيّين الذين نزلوا إلى الشارع فرحا واحتفالا بقرارات 25 يوليو بالإرهابيّين، وفي ليلة القدر، تمّ أخيرا إيقاف رئيس العصابة راشد الغنوشي.. في ليلة القدر، في نفس الليلة التي ذبحوا فيها جنودنا الأبطال في تونس ورقصوا على جثثهم الطّاهرة".
ومضى قائلا: "إلى روح كل شهدائنا من مدنيّين وأمنيّين وعسكريّين.. إلى روح شكري بلعيد ومحمد البراهمي ولطفي نقّض و غيرهم..آن لكم الآن أن تناموا بسلام.. رحمكم الله".
وأضاف: "أخيرا وللمرّة للمرّة الألف، من يعتقد أنّه فوق القانون وأقوى من الدولة فهو واهم.. واهم.. واهم..يد القانون ستتطال كل الخونة و العملاء.إنها حرب تحرير وطني؛ لا تراجع عنها و لا حياد فيها. تونس تنتصر".
من جهتها، قالت التونسية وفاء الشاذلي إن "توقيف الغنوشي هو عنوان نهايته ونهاية حركته".
وأكدت في تدوينة على فيسبوك أن "الاعتقال هو رسالة مضمونة الوصول من الدولة التونسية العظيمة بأننا دولة ذات سيادة ولا أحد يتمتع بالحصانة الخارجية".
والغنوشي ملاحق في قضايا أخرى ذات علاقة بالإرهاب، حيث لا يزال على ذمة التحقيقات في قضية تسفير التونسيين للقتال مع الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، كما يخضع لتحقيق آخر بشبهة تبييض الأموال تتعلق بتحويلات مالية مشبوهة من الخارج لجمعية خيرية تحمل اسم "نماء تونس".
ومنذ مايو/أيار 2022، صدر قرار قضائي يقضي بمنع الغنوشي من السفر وتجميد حساباته المالية مع قياديين آخرين في حركة النهضة.
ومنذ فبراير الماضي، تشهد تونس حملة إيقافات واسعة، شملت سياسيين ورجال أعمال، بالإضافة إلى مدير إذاعة خاصة، للتحقيق معهم بشبهة التآمر على أمن الدولة والتورط في قضايا فساد مالي.