سقطت رأس الأفعى في أخطر تنظيم حكم تونس طيلة 10 سنوات، بعد اعتقال زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي.
ومساء الإثنين، اعتقلت قوات الأمن التونسي راشد الغنوشي بعد مداهمة منزله وتفتيشه على خلفية جرائم متعددة اقترفها هذا الرجل الثمانيني وآخرها التحريض على الأمن القومي والدعوة للعنف.
الغنوشي، الذي انطلق في شبابه كإرهابي، يحاسب اليوم على جرائم سياسية ارتكبها على مدار 60 عاما، إذ بدا في حالة فزع منذ يوم السبت الماضي، عندما أدرك أن نهايته اقتربت وأن موعد اعتقاله قد حان، خاصة بعد عودة العلاقات السورية التونسية إلى طبيعتها، وهو ما سيفتح نهائيا ملف تسفير الإرهابيين إلى سوريا الذي يتورط فيه الغنوشي شخصيا.
الغنوشي قال ويداه ترتعشان، خوفا من هذا اليوم، في خطاب أمام أنصاره السبت الماضي إن "إبعاد حزب النهضة من السلطة هو تمهيد للحرب الأهلية في تونس وبداية لانطلاقة الفوضى في البلاد".
وواصل الغنوشي إطلاق مزاعمه، قائلا إن"تونس بدون النهضة والإسلام السياسي مشروع حرب أهلية".
تصريحات كانت ليس بالغريبة على عراب الإرهاب في تونس والمتورط في قضايا الاغتيالات السياسية منذ عام 2011، بحسب العديد من المراقبين، وهو تصريح يأتي في سياق تآكل حركة النهضة التي طالما تقاطع وجودها السياسي بالعنف من نشأتها أواسط سبعينيات القرن الماضي.
وجاء هذا التصريح الخطير خلال اجتماع حزبي لرئيس حركة النهضة، وفي سياق يواجه فيه الغنوشي تتبعات قضائية لتورطه في مجموعة قضايا، منها اغتيال كل من القيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013 واغتيال النائب الأسبق في البرلمان التونسي محمد البراهمي في شهر يوليو/تموز من نفس السنة.
ومنذ عودة العلاقات التونسية السورية بزغ فجرٌ جديد، تسلل معه شعاع ينير درب تونس في تفكيك منظومة الإرهاب التي نشطت طيلة عشرية الإخوان.
فاليوم الإثنين، وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى تونس، في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي سوري منذ 2012.
المحاسبة
وقال الصحبي الصديق، المحلل السياسي التونسي، إن "تنظيم الإخوان في تونس انتهى سياسيا منذ 25 يوليو/تموز 2021، واليوم سقط نهائيا بعد اعتقال عراب الإرهاب راشد الغنوشي".
وأضاف الصديق في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أن "المحاسبة هي مطلب شعبي بامتياز ويجب أن تتم وفق القانون، كي لا يفلت لا الغنوشي أو غيره من العقاب".
وأكد أن الغنوشي اقترف جرائم متعددة، ونكل بالشعب التونسي وجوعه ودمر وطنا بأسره، وأفلس موازنة البلاد، لذلك ينبغي ألا يفلت من العقاب.
والغنوشي ملاحق في قضايا أخرى ذات علاقة بالإرهاب، حيث لا يزال على ذمة التحقيقات في قضية تسفير التونسيين للقتال مع الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، كما يخضع لتحقيق آخر بشبهة تبييض الأموال تتعلق بتحويلات مالية مشبوهة من الخارج لجمعية خيرية تحمل اسم "نماء تونس".
ومنذ مايو/أيار 2022، صدر قرار قضائي يقضي بمنع الغنوشي من السفر وتجميد حساباته المالية مع قياديين آخرين في حركة النهضة.
يذكر أن تونس تشهد منذ فبراير/الماضي حملة اعتقالات واسعة، شملت قياديين سياسيين وقضاة ورجل أعمال نافذا، بالإضافة إلى مدير إذاعة خاصة، للتحقيق معهم بشبهة التآمر على أمن الدولة والتورط في قضايا فساد مالي.