"تشويه السمعة".. حصار وزاري لـ"الغنوشي" يربك إخوان تونس
إرث أسود تفوح منه رائحة الكراهية والتطرف بات يلاحق زعيم إخوان تونس، راشد الغنوشي، ليكشف تاريخ ما جنته يداه في حق بلاده وشعبها.
ألاعيب إخوانية ودسائس ومكائد خبيثة نسجها الغنوشي، فلم يجد لنفسه شفيعا في زمن خفوت نجم الإخوان، والذي يطلق عليه عدد من المراقبين أنه زمن انكشاف فضائح التنظيم.
فبعد خمس سنوات من قضية رفعها مجموعة من الوزراء التونسيين ضده، بات القضاء اليوم يضرب بيد من حديد بعد أن صار أكثر تحررا في رحلة محاسبة التنظيم الأكثر دموية في العالم.
راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإخوانية، يمثل للتحقيق أمام الفرقة المركزية للحرس التونسي (الدرك) في بن عروس إحدى ضواحي العاصمة، للتحقيق معه بخصوص شكويين قدمهما وزراء تونسيون سابقون في حكومة يوسف الشاهد سنة 2018.
تاريخ أسود
قبل خمس سنوات، قدم أكثر من وزير تونسي سابق شكوى قضائية ضد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإخوانية، على خلفية اتهامه المغادرين لحكومة يوسف الشاهد بالفاسدين بعد أن خرجوا من الحكومة بتعديل وزاري في سنة 2018.
أما الشكوى القضائية فيقف خلفها الوزراء السابقون: وهم وزير العدل غازي الجريبي، ومبروك كرشيد وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية، وماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة السابقة.
وتحفظ الوزراء السابقون على التصريحات التي أدلى بها الغنوشي ومزاعمه بأن حزبه الإخواني أعطى (فيتو) بإقالة من سماهم الوزراء الفاسدين، وأن التعديل الذي أجري حينها أزاحهم.
هؤلاء الوزراء السابقون طالبوا رئيس حركة النهضة الإخوانية بمد القضاء بالأدلة والحجج على وجود وزراء فاسدين، وحال عجزه عن ذلك، فإنه يعتبر متستراً على الفساد أو مدّعياً بالباطل ومتهماً بالثلب أي "تشويه السمعة".
وينضم اتهام الوزراء السابقين للغنوشي إلى مجموعة اتهامات أخرى تلاحق حركة النهضة الإخوانية، التي يتزعمها بنفسه، كتشكيل أمن سري مواز للأمن التونسي الرسمي من خلال "غرفة سوداء" تحتوي على وثائق أخفتها قيادات الحركة عن القضاء.
ولعل التاريخ الأسود للحركة الإخوانية أيضا يشمل ضلوعها سنة 2013 في عمليتي اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وهي اتهامات نفتها حركة النهضة.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي يمثل فيها راشد الغنوشي أمام قاضي التحقيق بـ"قطب الإرهاب"، وهي محكمة مختصة، بشأن ما ورد في شريط مسجل يتضمن حوارا دار بين زعيم النهضة وعناصر من تنظيم أنصار الشريعة.
وأنصار الشريعة تنظيم محظور في تونس اغتال القياديين اليساري شكري بلعيد، والقومي محمد البراهمي عام 2013.
وتربط هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والبراهمي بين أنصار الشريعة وحركة النهضة، وتعتقد أن تنظيم الإخوان ضالع في جريمتي الاغتيال.
وفي قضية أخرى، مثل راشد الغنوشي أمام التحقيق على خلفية اتهامات بحيازة حركة النهضة الإخوانية جهازا سريا يقف وراء الاغتيالات السياسية، كما مثل أمام التحقيق من أجل قضية تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز