المعتمرون وبؤر الصراع.. تجارة رائجة في سوق إخوان تونس
تتساقط أقنعة جماعة الإخوان الإرهابية في تونس تباعا كاشفة عن قدر هائل من الفساد ونهب الأموال والمتاجرة بالدين.
موجة كانت قد بدأت في مصر منذ 2013 ولاحقت الجماعة الإرهابية في السودان وتونس وبلدان أخرى ما وضع التنظيم الإرهابي الأكبر في العالم أمام أزمة عميقة تهدد وجوده بعد أن فقد غطاء شعبيا نجح عبر سنوات من التضليل في كسبه.
آخر جولات تونس في كشف حقيقة التنظيم الإرهابي جاءت بعد أن أمرت وزيرة العدل ليلى جفال بالتحقيق في بلاغات بشأن وقائع نصب قيادي إخواني على معتمرين.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" إن تحقيقات جرت بشأن القيادي الإخواني الحبيب اللوز أشارت إلى دوره في عمليات نصب على معتمرين من خلال جمعية أسسها تحت اسم "الدعوة والإصلاح" رفقة وزير الشؤون الدينية الأسبق والهارب إلى الخارج نور الدين الخادمي.
وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات الأولية أوضحت أن القياديين الإخوانيين أسسا وكالة سفر مختصة بالحج والعمرة وقد قاما من خلالها بالاستيلاء على أموال المعتمرين بين عامي 2013 و2017، لافتة إلى أن الأموال المنهوبة قدرت بنحو 940 ألف دينار (300 ألف دولار).
سوابق اللوز والخادمي
ويقبع اللوز (70 عاما) حاليا في السجن لتورطه في مجموعة من القضايا أبرزها التآمر على أمن الدولة وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر.
واللوز إخواني تونسي وقيادي في حزب حركة النهضة وبرلماني سابق، وتولى سابقا رئاسة الحركة بين يونيو/حزيران عام 1991 حتى تاريخ توقيفه في سبتمبر/أيلول من نفس العام.
وخلال عام 2012، توجه بخطاب للسلفيين يقول فيه "لو ينتهي حكم النهضة.. سنعود كلنا للسجون".
أما نور الدين الخادمي قد تولى منصب وزير الشؤون الدينية بين عامي 2012 و2013، وهو عضو بما يسمى "مجلس أمناء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين في تونس".
وهرب الخادمي من تونس إثر إجراءات 25 يوليو/تموز عام 2021 بعد ورود اسمه في قضية التسفير إلى بؤر الإرهاب .
وفي يوليو/تموز قبل عامين اتخذ الرئيس التونسي قيس سعيد سلسلة إجراءات أبرزها تعليق عمل البرلمان قبل حله في وقت راهن من أجل انتشال البلاد من هيمنة جماعة الإخوان الإرهابية التي اعتبرها تمثل تهديدا لأمن البلاد.
والخادمي سبق أن شجع الشباب التونسي خلال خطبة له في رمضان عام 2012 على الانضمام للجماعات الإرهابية في سوريا
وكانت الخطبة في جامع الفتح، أحد أبرز جوامع العاصمة التونسية الذي سيطرت عليه الجماعات السلفية الجهادية في تونس حينها، ورغم تراجع الخادمي عن أقواله بعد الإحراج السياسي الذي لحق الحكومة المنتمي إليها؛ فإن ذلك لم يخفِ دعوته صريحة.
تجارة الإخوان
وقال الصحبي الصديق المحلل السياسي التونسي إن تنظيم الإخوان حينما وصل إلى السلطة وانتشر في مفاصل الدولة اعتبر أموالها غنيمة.
وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن مرحلة المحاسبة ستستمر طويلا لأن فسادهم استشرى في جميع القطاعات قائلا "عندما خرجوا من السجون كانوا لا يمتلكون شيئا وبعد 2011 أصبحت لديهم أموال طائلة.
وأشار إلى أن المحاسبة هي مطلب شعبي بامتياز ويجب أن تتم وفق القانون كي لا يفلت أي أحد من العقاب وكي يعاقب كل شخص سنحت له نفسه أن ينهب أموال الشعب.
وسبق أن جمدت تونس أرصدة وحسابات مالية لأكثر من 100 قيادي ورجل أعمال تابعين لحركة النهضة الإخوانية من بينهم زعيمها راشد الغنوشي، على خلفية القضايا المرتبطة بـ"غسل الأموال"، والمتورط فيها قيادات سابقة ومنتسبون لحزب النهضة ورجال أعمال، بالإضافة إلى جمعيات إخوانية تورطت في ملف تسفير الشباب إلى بؤر التوتر.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg جزيرة ام اند امز