رسائل صلاح عبدالحق من ظهوره المتكرر.. هل تفاقم انقسامات الإخوان؟
على طريق الصراع بين جبهتي تنظيم الإخوان شحذ كل طرف أسلحته لإجهاض حجة الآخر، وإظهار أنه الأحق بالفوز بإرث حسن البنا، الذي تداعت عليه الأزمات، وبات غير صالح للتطبيق زمانا أو مكانا.
ففيما أعلنت جبهة إسطنبول محمود حسين قائما بأعمال المرشد العام للإخوان، دخلت غريمتها جبهة لندن على الخط بتسمية صلاح عبدالحق قائما بالأعمال -كذلك-، في مؤشر واضح على الانقسام الذي بات يعصف بالتنظيم، ويهدد بمحو 94 عاما حاول أن يكون فيها موحدا.
إلا أن صلاح عبدالحق، الذي تأخرت جبهة لندن في الإعلان عنه قائما بأعمال المرشد العام، حاول تعويض غياب جبهته عن الساحة بالقفز على المشهد برسائل أمطر بها إخوانه خلال الأيام القليلة الماضية.
فمن قادة السجون مرورا بشباب الإخوان إلى جبهة إسطنبول، رسائل وجهها الرجل السبعيني إلى أطراف عدة، خلال ظهوره بوتيرة مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية.
وبحسب مراقبين، فإن الظهور المكثف للقائم بأعمال المرشد العام، بواقع مرتين في ثلاثة أيام، يعد محاولة للتأكيد على أنه يمثل الشرعية، فيما جبهة إسطنبول غير ذلك، مؤكدين أن صلاح عبدالحق حاول برسائله اتخاذ خطوة استباقية، أملا في أن يجد مؤيدين في الداخل والخارج.
موازين القوى
وإلى ذلك، قال الكاتب والباحث في الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي هشام النجار، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الظهور المكثف للقائم بأعمال المرشد العام يدل على "حرصه" على ألا ينفرد منافسه بالمشهد، ويتمكن من إحداث تغيير في المعادلة وفي موازين القوى.
وأوضح الباحث في الجماعات المتطرفة أن صلاح عبدالحق يحاول بظهوره فرض أمر واقع جديد، إلا أنه يقابل بيانات وتصريحات من محمود حسين تطعن في شرعيته.
بدوره، قال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي منير أديب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الظهور المكثف للقائم بأعمال مرشد الإخوان بجبهة لندن محاولة من لجان الإخوان للمشاركة بالعمل العام، في ظل التحديات المتعددة التي يمر بها التنظيم.
وأوضح أديب أن المنصب الجديد لصلاح عبدالحق يستلزم الظهور الدائم، مشيرا إلى أن كافة الدلالات تؤكد أن اختياره سيؤدي لمزيد من التشظي والانقسام داخل التنظيم.
وأكد الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي أن "الخروج المتكرر لصلاح عبدالحق في 3 أيام، محاولة للتأكيد على أن الشرعية معه"، مشيرا إلى أنه يحاول التصدي لبيانات جبهة إسطنبول.
رسائل ومغازلة
في السياق نفسه، اعتبر الكاتب والباحث في الإسلام السياسي الدكتور عمرو عبدالمنعم، في حديث لـ"العين الإخبارية"، الظهور المكثف لصلاح عبدالحق يهدف إلى إرسال عدة رسائل، أهمها أنه جاء للسيطرة على التنظيم بشكل عام.
وأوضح الباحث في الإسلام السياسي أن صلاح عبدالحق يحاول إيصال رسائل، مفادها أنه قادر على حسم الخلافات والتعامل مع المشكلات بشكل عام وبأكثر من طريقة ممكنة.
وأشار إلى أنه استخدم في خطابه المتكرر رسائل تدغدغ مشاعر الجميع سواء أعضاء الجماعة أو غيرهم، متكئا فيها على الخطابين البناوي والتلمساني، في إشارة إلى مرشدي الإخوان حسن البنا وعمر التلمساني.
وأكد أنه حاول العودة إلى المؤثرات والرسائل السابقة المستخدمة من القياديين السابقين، بهدف إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن الجانب التربوي هو ما يغلب على الجماعة الآن وليس الصراع أو الجانب الصدامي.
هل تتصاعد حدة الانقسامات؟
وتوقع الكاتب والباحث في الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي هشام النجار تصاعد حدة الانقسامات داخل أروقة الإخوان، مشيرا إلى أن صلاح عبدالحق سيحاول إثبات جدارته بخلافة إبراهيم منير، فيما سيعمل محمود حسين على استغلال نقاط ضعفه لتحقيق مخططاته السابقة الهادفة إلى الانفراد بقيادة التنظيم.
من جانبه، قال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي منير أديب إنه رغم اختيار صلاح عبدالحق قائما بأعمال المرشد إلا أنه لم يحصل على الشرعية بشكل كامل، بدليل خروج الجبهة الأخرى ببيان ترفض الاعتراف بتوليه.
ورجح أديب حدوث المزيد من الانقسام بين جبهتي إسطنبول ولندن، بالإضافة إلى دخول جبهة صلاح عبدالحق نفسها في انقسام، خاصة أن اختياره لم يكن مرضيا عنه من قبل بعض القيادات بالتنظيم.
وفيما قال الباحث في الإسلام السياسي عمرو عبدالمنعم إن صلاح عبدالحق يحاول توجيه رسالة مفادها أنه يتماشى مع الأمر الجديد بالمشاركة والتصالح، إلا أن استمرار النزاع سيؤدي لمزيد من الانقسام والفشل.
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز