إمرأة تونسية تزعم استحضار الأرواح على الهواء مباشرة

أثار بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي في تونس جدلا واسعا، بعد أن ظهرت فيه امرأة تدّعي أنها تستحضر أرواحًا لأنبياء ورسل، وتتواصل معهم عبر جلسات خاصة.
أثار الفيديو استنكارًا واسعًا بين رواد الإنترنت، ودفع بالعديد إلى التساؤل عن حقيقة هذه الادعاءات والإطار القانوني الذي تتحرك فيه مثل هذه الممارسات.
في بث مباشر جمع آلاف المشاهدين، ظهرت امرأة تدعى سنية/سونيا الخياري ،في قاعة محاضرات داخل أحد النزل بتونس، مرتدية ثوبًا أبيض وتحيط بها مجموعة من الأشخاص. أعلنت أنها بصدد تنفيذ "جلسة لاستحضار الأرواح الأثيرية"، وهو مفهوم يرتبط بعالم "الطاقة الروحية" و"الإسقاط النجمي"، حيث يُزعم أن الجسد الأثيري للإنسان يمكنه الانفصال عن الجسد المادي والتنقل بين الأبعاد المختلفة.
كما زعمت المتحدثة أنها تتواصل مع سيدنا يوسف عليه السلام، وأنه يجيب عن أسئلتها ويتحدث عن مستقبل تونس والعالم. كما أشارت إلى وجود "رماديين" قادمين إلى الأرض.
ولم تنته الأزمة هنا حيث استضافت إذاعة "ديوان أف ام" الخاصة هذه السيدة التي تدعي استحضار أرواح الانبياء والرسل لتثير أكثر استياء التونسيين.
وكتب عمر الوسلاتي القاضي والعضو السابق في الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (هيئة دستورية) تدوينة على صفحته الرسمية بالفيسبوك يقول فيها إن" الزعم باستحضار أرواح الأنبياء يمس بشكل خطير الحساسيات الدينية، إذ يستخدم رمزية الأنبياء -التي تحظى بمكانة مقدسة لدى الجمهور- في سياق يمكن اعتباره استغلالًا أو تشويهًا للمعتقدات".
وأكد أن "هذا الفعل قد يثير الانقسام والجدل، وربما الكراهية بين من يرفضون هذه الادعاءات ومن يروجون لها، مما يجعل المحتوى مخالفًا لهذا الفصل بوضوح".
وأوضح أن "المحتوى لا يعد مجرد انحراف عابر، بل يشكل مخالفة جسيمة لكراسة الشروط التي تحكم عمل الإذاعة، وتحديدًا القسم الثالث المتعلق بالمضامين الإعلامية".
وأكد أن "هذه المخالفة تستدعي تدخلاً عاجلاً يتمثل في سحب البرنامج فورًا، إيقافه نهائيًا، وإحالة الصحفي المسؤول إلى الجهات المختصة بتهمة نشر الشعوذة، وهي ممارسة تتعارض مع القوانين التونسية والمعايير المهنية".
وأكد أن" البرنامج لم يظهر أي توازن أو موضوعية، بل انحاز إلى ترويج فكرة غريبة تدعم الخرافات، مما يتناقض مع التزام الإذاعة بتقديم مضامين رصينة تحترم عقل المستمع".
من جهته،قال الباحث التونسي عز الدين الدخيلي إن "خرافة استحضار الأرواح التي يمتهنها البعض ترمي إلى تحريف القيم وتشكل خطر التطاول على العقيدة".
وأكد في تدوينة له على الفيسبوك "ألا يمكن للنيابة العامة التدخل الآلي لصد ظاهرة بث الخرافة. ".
وأوضح أنه "من المؤسف والمؤلم والمحزن أن نرى ونسمع في هذا الزمان وفي بلادنا عن انتشار بعض التصرفات اللا أخلاقية والشذوذ الفكري وعمى البصيرة الذي أصبح أمرا مباحا ومتداولا داخل المجتمع تساعد في انتشاره منصات التواصل الإجتماعي وبعض وسائل الإعلام الرسمية وتغافل السلط أو غفلتها عن التدخل للمعالجة و وقاية البلاد والعباد من مثل هكذا ظواهر غريبة".
وأفاد بأن "الغريب أنها تدعي امتلاكها لشهادات أكاديمية ومكانة علمية، لكن ذلك لا يعني أبدًا أن ما تطرحه صحيحا أو مقبولا، بل إنه أعلى درجات الجهل وأن ادعاءات هذه الكائنة ليست سوى تعمد لتمويه وتدليس القيم والمقدسات واستغلال فاحش لضعف الوعي لدى البعض".