إنجاز علمي: تحليل دم بسيط ينقذ آلاف الأرواح من سرطان البنكرياس

يقدم اختبار دم مبتكر تم تطويره من قبل باحثين في جامعة أوريغون للعلوم الصحية والأبحاث، أملا في اكتشاف سرطان البنكرياس في وقت مبكر.مما قد يحسن معدلات البقاء على قيد الحياة لهذا السرطان الذي يُعد من أكثر أنواع السرطانات فتكا.

يُسمى الاختبار الجديد "PAC-MANN" (الاختبار القائم على نشاط البروتياز باستخدام جهاز استشعار مغناطيسي نانوي)، ويستخدم عينة دم صغيرة للكشف عن التغيرات في نشاط البروتياز — وهو مؤشر مبكر على سرطان الغدة البنكرياسية الأقنية (PDAC)، وهو الشكل الأكثر شيوعا والأشد فتكا من سرطان البنكرياس، و تم نشر الدراسة في مجلة "ساينس ترنسليشن ميدسين"، مما قد يحدث ثورة في الطريقة التي يكتشف بها الأطباء المرض ويمنح الأمل الجديد للمرضى.

«طفرة سرطانات البنكرياس» تنهار أمام جزيء ذكي.. ما القصة؟

ويُعد سرطان البنكرياس من أصعب السرطانات اكتشافًا في مراحله المبكرة، حيث يتم تشخيصه غالبًا في مرحلة متقدمة، مما يحد من خيارات العلاج.

وتوفر الاختبارات الحالية مثل اختبار "CA 19-9 " معلومات عن التنبؤ بالمستقبل، لكنها تفتقر إلى الحساسية اللازمة للكشف المبكر.

 ويملأ اختبار " PAC-MANN " الجديد هذه الفجوة من خلال اكتشاف النشاط المتعلق بالسرطان في الدم، مما يسمح باكتشاف المرض في وقت مبكر.

ويقول الدكتور جاريد فيشر، أستاذ مساعد في الطب الجيني والطب في كلية الطب بجامعة أوريغون للعلوم الصحية والأبحاث "المشكلة في سرطان البنكرياس هي أننا غالبًا ما نكتشفه في وقت متأخر".

ويضيف: "هدفنا من الاختبار الجديد هو أن نمنح الأطباء أداة يمكنها اكتشاف المرض في وقت مبكر، عندما تتوفر المزيد من خيارات العلاج وتكون فرص البقاء على قيد الحياة أكبر".

فحص مبتكر للكشف المبكر

واستخدم فريق البحث عينات دم من 350 مريضًا، حيث كان لديهم إما سرطان البنكرياس أو كانوا في خطر عال للإصابة به، أو كانوا ضحايا لمشاكل غير سرطانية في البنكرياس.

وبحث فريق البحث عن بعض البروتينات، وتحديدًا البروتيازات، وهي بروتينات تصبح أكثر نشاطًا في الأشخاص المصابين بـسرطان الغدة البنكرياسية الأقنية، من خلال اكتشاف هذه البروتينات، طور الفريق اختبارًا يمكنه اكتشاف سرطان البنكرياس.

وقد أظهر الاختبار الجديد دقة تصل إلى 98% في تمييز المرضى المصابين بسرطان البنكرياس عن الأصحاء والأشخاص الذين يعانون من مشكلات غير سرطانية في البنكرياس. وعند استخدامه حنبا إلى جنب مع اختبار "CA 19-9" التقليدي، استطاع الاختبار الجديد اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة بدقة تصل إلى 85%.

علاوة على ذلك، أظهر الاختبار الجديد أيضا إمكانات في تتبع فعالية العلاجات، فعد الجراحة، لاحظ الباحثون انخفاضًا في نشاط البروتياز، مما يشير إلى أن الاختبار قد يساعد في مراقبة ما إذا كانت العلاجات فعالة.

ويقول الدكتور فيشر: "هذا الاختبار ليس مجرد اكتشاف، بل يمكنه أيضا مساعدتنا في قياس مدى فعالية العلاجات وتوجيه الخيارات العلاجية."

وأضاف: "إذا تمكنا من تتبع استجابة المريض للعلاج في الوقت الفعلي، يمكننا اتخاذ قرارات علاجية أفضل وتحقيق نتائج أفضل".

وعلى عكس الاختبارات التقليدية، يتطلب الاختبار الجديد عينة دم صغيرة تبلغ 8 ميكرولترات فقط ويقدم نتائج في 45 دقيقة بتكلفة تقل عن سنت واحد لكل عينة. كما أنه يوفر خيارا سريعا ومتاحا للكشف، مما يجعله مناسبا للاستخدام في المناطق الريفية والمحرومة حيث قد لا تتوافر الاختبارات التقليدية.