هل البكتيريا تزيد خطر الإصابة بسرطان البنكرياس؟.. خبراء يجيبون
وجدت دراسة حديثة أن بعض البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي لديها القدرة على التسبب في تلف خلايا البنكرياس، مما يزيد من خطر الإصابة بالأورام الخبيثة.
وقالت الوكالة الآسيوية الدولية للأخبار "إيه إن آي" في تقرير نشرته، السبت، إنه في الدراسة التي تُعد الأولى من نوعها، قام باحثون في معهد كارولينسكا بالسويد بتحليل البكتيريا الحية من آفات البنكرياس التي تعد نذيراً للإصابة بسرطان البنكرياس.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Gut Microbes"، يمكن أن تؤدي إلى تبني تدخلات وقائية باستخدام المضادات الحيوية.
ويعد سرطان البنكرياس أحد أكثر أنواع السرطانات عدوانية وفتكاً، وذلك لأنه يمكن أن يكون له أعراض غير واضحة، إن وجدت، في مراحله المبكرة، لذا فإنه عادة ما يتم اكتشافه في مرحلة متأخرة، وهو الوقت الذي يكون قد انتشر فيه بالفعل في الجسم، وبالتالي فإنه في وقت التشخيص يكون المرض قد أصبح شديداً في غالبية المرضى.
وفي هذه الدراسة الجديدة، حللّ الباحثون السائل الموجود في أكياس البنكرياس من 29 مريضاً خضعوا لعملية جراحية لأورام البنكرياس في الفترة بين عامي 2018 و2019.
وأظهرت النتائج أنه قد كان هناك وجوداً زائداً لبكتيريا "Gammaproteobacteria" ونوعاً آخر من البكتيريا يُسمى "Bacilli"، والتي تعيش بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي والتي ثبت سابقاً أنها تعزز مقاومة عقاقير السرطان من خلال التدخل في تأثير الجيمسيتابين، وهو دواء يستخدم في علاج سرطان البنكرياس.
وأظهرت الدراسة أن العديد من هذه البكتيريا يمكن أن تصيب خلايا البنكرياس بل وتختبئ داخلها مما يؤدي إلى عواقب وخيمة.
ونقلت الوكالة عن مؤلفة الدراسة الدكتورة مارجريت سالبرج تشين قولها إن "بعض البكتيريا يمكن أن تتسبب في الإضرار بالحمض النووي والذي يعتبر الخطوة الأولى لتكوين السرطان، وقد وجدنا أن المضادات الحيوية يمكنها أن تمنع هذا الضرر الذي يلحق بالحمض النووي، فالنتائج التي توصلنا إليها لا تؤكد فقط أن البكتيريا تلعب دوراً مهماً في تطور السرطان، ولكنها توضح أيضاً طرقاً جديدة لمهاجمة هذه العملية".
ولفتت الوكالة إلى أنه حتى الآن لا يزال من غير المعروف كيف تتمكن بكتيريا الجهاز الهضمي من الدخول إلى البنكرياس للاختباء بعد ذلك في خلاياه.
وقال كبير الاستشاريين في معهد "كارولينسكا"، الدكتور فولكان أوزنش: "في الظروف العادية، يتم إغلاق القناة الممتدة من الأمعاء إلى البنكرياس، ولكن في حالة وجود التهاب أو إصابة فإنه من الممكن أن تنزلق البكتيريا، كما أنه من المحتمل أن تكون قد انتقلت من تجويف الفم والجهاز الهضمي إلى البنكرياس من خلال هذه القناة".
وتابع: "فضلاً عن أنه يمكن لبعضها أن تختبئ في بعض الخلايا، مثل خلايا الدم البيضاء، وتنتقل إلى البنكرياس بمساعدة تلك الخلايا".
وأوضح مؤلفو الدراسة أنهم قد ناقشوا إمكانية تقديم المضاد الحيوي كعلاج بالتزامن مع الفحص بالمنظار أو العلاجات الأخرى أيضاً، وهو الأمر الذي قالوا إنه يقلل من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية ويمنع حدوث مشاكل في المستقبل.