دراسة تكشف دور ميكروبات الأمعاء في تطور أدمغة الأطفال المبتسرين
كشفت دراسة جديدة أن هناك مجموعة من المؤشرات الحيوية على النمو المبكر لأدمغة الأطفال المبتسرين ترتبط بميكروبات الأمعاء.
وتوصلت الدراسة لمؤشرات حيوية على النمو المبكر لأدمغة الأطفال المبتسرين ذوي الوزن المنخفض عند الولادة، من خلال تحليل ميكروبيوم الأمعاء لديهم، وفقاً لموقع "يو بي آي" الأمريكي.
وأشار الموقع، في تقرير نشره السبت، إلى أن ميكروبيوم الأمعاء يتكون من آلاف الأنواع من البكتيريا والفطريات والفيروسات والميكروبات الأخرى، موضحاً أنه في الأشخاص الأصحاء تظل هذه الكائنات الدقيقة مستقرة نسبياً، ولكن هناك مجموعة واسعة من الأبحاث قد وجدت أن اضطرابها يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان، وتثبيط جهازه المناعي ووظائفه الإدراكية، حتى أن بعض العلماء قد أطلقوا على الجهاز الهضمي وهذه الميكروبات الموجودة في الأمعاء اسم "الدماغ الثاني" للجسم.
وتابع: "من أجل فهم العلاقة بين الأمعاء والجهاز المناعي والدماغ بشكل أفضل، قام الباحثون بتحليل ميكروبات الأمعاء لدى العديد من المواليد المبتسرين، إذ نظر العلماء، على وجه التحديد، في كيفية تأثير التغيرات في هذه الميكروبات على نمو الدماغ في مرحلة مبكرة".
وكشفت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة Cell Host & Microbe، عن وجود صلة بين إصابات الدماغ عند الخدج أو المبتسرين وبعض الأنماط الفريدة لمكيروبات الأمعاء والجهاز المناعي لديهم، إذ إنه بتحليل هذه الأنماط تبين أنها يمكنها التنبؤ بمدى شدة الإصابة.
ونقل الموقع عن المؤلف المشارك في الدراسة، ديفيد بيري، قوله: "لقد ظهرت هذه الأنماط، في بعض الأحيان، قبل حدوث تغيرات في الدماغ"، وهو الأمر الذي اعتبره عالم الأحياء الدقيقة بجامعة فيينا في النمسا يشير إلى وجود نافذة زمنية حرجة يمكن خلالها منع تلف دماغ الخدج، في أعقاب الإصابة، من التفاقم أو حتى تجنبه.
ووفقاً للموقع، فقد تمكن بيري وفريقه من تحديد بعض المؤشرات الحيوية للتطور المبكر للدماغ، وهي المؤشرات التي قال إنه يمكن للأطباء استخدامها لتحديد موعد تقديم علاجات معينة.
وتابع: "حدد العلماء هذه المؤشرات الحيوية بعد دراسة تسلسل الحمض النووي من عينات ميكروبيوم الأمعاء التي تم جمعها من 60 طفلاً مبتسراً، جميعهم ولدوا قبل إتمام الأسبوع الـ28 من الحمل ويزنون أقل من 1 كيلو جرام، وتحليل صور التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة هؤلاء الأطفال".
ونقل الموقع عن المؤلفة المشاركة في الدراسة، أنجليكا بيرجر، قولها: "معرفة كيف تتطور المهارات الحركية والمعرفية للأطفال تصبح واضحة على مدى عدة سنوات، ولكننا كنا نهدف في هذه الدراسة إلى فهم تأثير حدوث هذا التطور المبكر جداً بين الأمعاء وجهاز المناعة والدماغ على المدى الطويل".