ارتفاع فرص نجاة الأطفال "الخدج"
السويد تحمل الرقم القياسي العالمي لنجاة الأطفال الخدج بنسبة تصل إلى 77% من المولودين في الأسابيع 22 إلى 26 من الحمل عام 2016
حقق الطب خطوات كبيرة منذ ثمانينيات القرن الماضي لزيادة فرص الأطفال الخدج في البقاء على قيد الحياة، بحسب ما بينت نتائج دراسات حديثة في هذا المجال، تتناول الولايات المتحدة والسويد.
وحتى الثمانينيات، كان الطب يؤكد عدم وجود إمكانية لبقاء الأطفال الخدّج (أي طفل مولود قبل الأسبوع الـ37 من الحمل يصنف على أنه خديج)، على قيد الحياة سوى للمولودين في الأسبوع الـ28 من الحمل كحد أدنى، فيما الحمل الطبيعي يجب أن يمتد حتى 40 أسبوعا.
وفي الأسبوع الـ28 من الحمل، لا يتعدى وزن الجنين الكيلوجرام الواحد.
غير أن هذا الحد لا يزال ينخفض بشكل مطرد منذ ذلك الحين، وتسجل حالات كثيرة لأطفال يبقون أحياء رغم أنهم ولدوا في الأسبوع 24 أو 23 أو 22 من الحمل، بأوزان تصل إلى نصف كيلوجرام أو أقل.
وفي فبراير/شباط، تصدّر طفل ياباني عناوين الصحف، فقد بلغ وزنه 268 جراما عند الولادة في الأسبوع الـ24 للحمل، وخرج من المستشفى بصحة جيدة بعد 5 أشهر من تلقيه العلاج.
يقول إدوارد بيل، طبيب حديثي الولادة والأستاذ في طب الأطفال في جامعة إيوا الأمريكية: "أزاول هذه المهنة منذ 40 عاماً، وقد رأيت هذا الحد ينخفض أسبوعاً خلال السنوات الـ10 التي عملت فيها في المستشفى".
وتحمل السويد بلا شك الرقم القياسي العالمي لنجاة الأطفال الخدج، فقد نجا 77% من الأطفال المولودين في الأسابيع 22 إلى 26 من الحمل بين العامين 2014 و2016، وكانت تلك النسبة 70% بين العامين 2004 و2007 وفق دراسة نشرتها، الثلاثاء، مجلة الجمعية الطبية الأمريكية "جاما".
وفي الوقت نفسه، وضعت السويد إجراءات موحدة ونظمت عملية إنعاش الأطفال حديثي الولادة لتصبح منهجية. والآن 88% من الولادات المبكرة تجرى في مستشفيات تتبع تلك التدابير.
ويقول مايكل نورمان، الأستاذ في طب الأطفال والمشارك في هذه الدراسة: "في السابق، عندما يكون الجنين في أسبوعه الـ22 أو الـ 23، كان يمكن للطبيب القول إنه لا يستطيع القيام بأي شيء (لإنقاذه)".
الولايات المتحدة متأخرة
منذ تسعينيات القرن الماضي، طُوّرت 3 تقنيات بهدف إنقاذ الأطفال الخدج أو حديثي الولادة.
الأولى هي ابتكار مادة اصطناعية تحل محل مادة لا ينتجها الأطفال الخدج في رئاتهم لمساعدتهم على التنفس، والثانية هي إعطاء الأم منشطات عن طريق الحقن قبل الولادة مباشرة لجعل رئة الطفل تنضج أسبوعاً في يوم واحد، والثالثة هي التقدم المحرز في أجهزة التنفس.
وتتوافر هذه التقنيات على نطاق واسع في البلدان المتقدمة، لكن هذا لا يمنع وجود تباينات كبيرة من بلد إلى آخر، وحتى من مستشفى إلى آخر.
وأظهرت دراسات أجريت قبل سنوات قليلة في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة أن نصف المواليد الخدّج (أقل من 26 أو 27 أسبوعا) يبقون على قيد الحياة، لكن الولايات المتحدة ليست السويد، فالنظام الصحي غير متكافئ بين البلدين ما يغير طريقة رعاية الحوامل.
وأظهرت دراسة نشرتها "جاما" تباينا بين أصحاب البشرة البيضاء والسمراء على هذا الصعيد، إذ يولد الأطفال الخدج أصحاب البشرة السمراء في مستشفيات أقل جودة.
لكن نسبة البقاء على قيد الحياة ما زالت تتقدم حتى بالنسبة إلى الأطفال الذين تقل أوزانهم عن 400 جرام، وهي حالات نادرة للغاية لكنها كانت موضوع دراسة أخرى نشرت نتائجها "جاما"، الإثنين.
فقد نجا 13% من الأطفال الذين كانت أوزانهم أقل من 400 جرام، وولدوا بين الأسابيع الـ22 و 26 من الحمل في 21 مستشفى أمريكيا بين العامين 2008 و2016.
وقال بيل: "هذا يظهر أن البقاء على قيد الحياة هو أمر ممكن"، مضيفا: "لا يمكن القول إن هؤلاء الأطفال يجب أن ينعشوا دائما، لكن يجب على الوالدين معرفة هذه المعلومات وأن يعطوا رأيهما في القرار المتعلق بالإنعاش".
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز