«إسفنج جرجيس».. فن وتراث على سواحل تونس (خاص)
"جرجيس" شبه جزيرة تونسية تعرف بشواطئها الأجمل والأروع في سواحل البحر الأبيض المتوسط وتعرف بصيد الاسفنج.
عُرفت جرجيس منذ القدم بصيد الإسفنج، وهي حرفة لا يزال الكثير من الأهالي يمارسونها كنشاط أساسي حتى اليوم. وتستخرج من سواحل جرجيس أجود أنواع الإسفنج والتي يسميها البحارة بأسماء محلية من بينها «الحجامي»، «الجربي» و«الكمامي».
مساحة جرجيس تبلغ 340 كيلومترا مربعا، وتعتبر ذات كثافة سكانية عالية إذ يفوق عدد سكانها أكثر من 100 ألف ساكن. وتقع على بعد 540 كم من العاصمة تونس، وتمتد شبه جزيرة جرجيس التي يحيطها المتوسط جنوبا وشمالا وشرقا، إلى الغرب لتعانق أراضيها قسما كبيرا من السهل الذي يتبع محافظة مدنين جنوب شرقي تونس.
والإسفنج هو حيوان بحري ينمو في قاع البحر وله خلايا كثيرة وهيكل عظمي مركب من إبر ذات نوعية تختلف باختلاف نوع الإسفنج.
وهو يتغذى من الجزيئات الموجودة بالماء مثل البكتيريا والمواد العضوية ويتناسل ككل الكائنات الحية.
ويوجد 15 نوعا من الإسفنج بالمياه التونسية في أعماق كبيرة تصل إلى 60 مترا خاصة في جرجيس و"أجيم" و"أغير" بجزيرة جربة (جنوب شرقي) وفي أعماق قصيرة بجزيرة" قرقنة" (جنوب شرقي) تتراوح بين متر واحد و5 أمتار.
ولتثمين هذه الثروة البحرية، ينتظم بمدينة جرجيس سنويا مهرجان دولي للإسفنج حيث انطلق هذا المهرجان في دورته 52 يوم الأحد ويتواصل حتى 14 أغسطس/ المقبل.
وتحدثت نائبة رئيس جمعية مهرجان الإسفنج ربيعة زايد عن هذه التظاهرة لـ"العين الإخبارية" قائلة إن "مهرجان الإسفنج بجرجيس يسعى إلى تثمين ثقافي لقيمة الإسفنج كمنتج بحري ذي دور اقتصادي كبير".
ويشارك في هذا المهرجان مجموعة من الفنانين وهم الفنان التونسي رؤوف ماهر وعرض لمسرحية "فيزا" لكريم الغربي لتتواصل السهرات الفنية بحفل للفنان التونسي مرتضى الفتيتي وعرض موسيقي "مارافيلا" وتختتم الفعاليات بنمط موسيقي صوفي لسامي اللجمي بعنوان "الزيارة".
وتابعت: "نسعى إلى تسجيل الإسفنج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي وإعداد ملف الإدراج وتعميق البحث والتوثيق والاستئناس بالتجارب المماثلة".
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، راسلت جمعية مهرجان الإسفنج وزارة الثقافة لمدها بالإجراءات والخطوات اللازمة لتسجيل الإسفنج في لائحة التراث العالمي.
وتم استدعاء خبراء في المجال لتقديم المشورة والتعرف على تجارب السابقين في هذا المجال على غرار تسجيل جزيرة جربة في لائحة التراث العالمي.
وأكدت أن مدينة جرجيس تعد الأولى وطنيا في إنتاج الإسفنج الذي عرفت به منذ ما لا يقل عن قرن وتطورت تقنيات صيده بأنواعه المختلفة.
ويعد إسفنج مدينة جرجيس من أجود الأنواع على غرار الحجامي والكمامي.
وتعد طريقة الصيد الكمامي من الطرق التقليدية وهي تتمثل في الغوص إلى أعماق البحار دون التزود بالهواء لمدة تتراوح بين دقيقتين أو ثلاث ثم يطفو على السطح محملا بقطع الإسفنج ثم تطورت طرق الصيد بعدة وسائل أخرى حديثة.
وتتمتع معتمدية جرجيس بثروات طبيعية ثرية ومتنوعة تجعلها من أهم الأقطاب السياحية بتونس. ومن أهم المواقع السياحية «العقلة» و«السويحل».
كما تتميز جرجيس بطول سواحلها الرملية التي تصل إلى عشرات الكيلومترات وتزين شواطئها واحات نخيل تعانق الرمال والبحر وتشكل منظرا طبيعيا خلابا يلامس الروعة والجمال حيث الخصوصيات البيئية والزراعية والخصوصيات الأثرية والثقافية.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز