التلوث يحرُم التونسيين من السباحة في 28 شاطئا مع بداية موسم الصيف (خاص)

مع انطلاق موسم الصيف وتوجه المواطنين إلى الشواطئ هربًا من حرارة الطقس، أصدرت وزارة الصحة التونسية تحذيرًا دعت فيه إلى تجنب السباحة في 28 شاطئًا على امتداد السواحل، بسبب تردي جودة المياه وتعرضها لمستويات عالية من التلوث.
الوزارة أوضحت في بيان رسمي صدر الأربعاء، أنها راقبت خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري جودة المياه في 539 نقطة شاطئية، حيث بيّنت النتائج أن نحو 71% من الشواطئ المصنفة سجلت مستويات جيدة، فيما تم تصنيف 28 شاطئًا على أنها "غير صالحة للسباحة"، موزعة على خمس محافظات: بن عروس، تونس، أريانة، بنزرت (شمال البلاد)، وقابس (جنوبًا).
وأكدت الوزارة أن عمليات المراقبة مستمرة، وأنها ستوافي المواطنين بأي مستجدات تتعلق بجودة مياه البحر خلال الفترة المقبلة.
ووفق ما رصدته فرق المراقبة، فإن التلوث في عدد من هذه الشواطئ، خاصة في رادس، قابس، وجرزونة، يعود إلى تدفق مباشر لمخلفات صناعية وكيميائية، إضافة إلى تسرب مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى تغيّر لون المياه إلى درجات داكنة، في مشهد يثير القلق الصحي والبيئي.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، وصف الخبير البيئي كريم بن عمار الوضع بـ"الكارثي"، لافتًا إلى أن العديد من الشواطئ التونسية تحولت إلى مصبات مكشوفة لمختلف أنواع النفايات، يمكن ملاحظتها بالعين المجرّدة، ما يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات المعنية.
وأشار بن عمار إلى أن السبب الرئيسي في هذا التدهور البيئي هو الربط العشوائي لبعض المصانع بالبحر، بالإضافة إلى ضعف قدرة محطات معالجة المياه المستعملة على استيعاب الكميات المتزايدة من المياه الملوثة، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
ودعا السلطات إلى إطلاق خطة تدخل عاجلة تشمل تعزيز المراقبة البيئية، وتكثيف التحاليل الميدانية للمياه، وضبط مصادر التلوث سواء كانت صناعية أو زراعية أو ناتجة عن أنشطة سكنية غير مراقبة.
في السياق ذاته، أثارت ظاهرة نفوق الأسماك بكميات كبيرة في سواحل ولاية المنستير، وتحديدًا بين منطقتي خنيس وطبلبة، قلقًا واسعًا، خاصة مع تسجيل حالات مماثلة في شواطئ مدينة سليمان بمحافظة نابل. وقد تدخلت فرق مختصة لجمع الكميات المتناثرة وإجراء المعاينات اللازمة، وسط تحذيرات للسكان بعدم الاقتراب من المياه أو استهلاك الأسماك المتأثرة حتى صدور نتائج التحاليل الرسمية.
ويهدد التلوث المتصاعد مستقبل السياحة الساحلية في تونس، ويضع السلطات أمام مسؤولية بيئية وصحية كبيرة، في وقت تُعوّل فيه البلاد على موسم الصيف لتعزيز العائدات الاقتصادية وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز