قمة "تيكاد 8".. هل تنعش اقتصاد تونس؟
الاستعدادات على قدم وساق في تونس لإنجاح القمة الثامنة لندوة طوكيو الدولية حول التنمية في أفريقيا "تيكاد 8" التي تنطلق 27 و28 أغسطس.
ويمثل مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8" الذي سيعقد بالعاصمة التونسية فرصة استثمارية ودبلوماسية هامة لتونس بعد تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد نتيجة العشرية الأخيرة.
ووصل وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي بتونس مساء الخميس رفقة وفد رسميّ وكان في استقبالهم وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي.
وأطلقت الحكومة اليابانية مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية "تيكاد" منذ سنة 1993 بهدف تسريع الحوار السياسي بين الفاعلين في أفريقيا والشركاء ورفع التحديات التي تواجهها القارة.
وحصلت تونس في فبراير/ شباط 2020 على الموافقة على احتضان تيكاد 8 الذي سيعقد يومي 27 و28 أغسطس/ آب الجاري بمشاركة حوالي 5 آلاف مشارك من اليابان و من القارة الإفريقية.
- أزمة "السلع الأساسية" تستعر.. المضاربون في مرمى نيران الرئيس التونسي
- الشركات الأهلية.. "ورقة" قيس سعيد لتخفيف البطالة في تونس
وقد أشرفت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن بقصر الحكومة بالقصبة، مساء اليوم الخميس، على جلسة عمل وزارية خصّصت للنظر في عدد من الاتفاقيات والمحاور التي سيتم التطرق إليها خلال المنتدى الاقتصادي الإفريقي الياباني في قمة "تيكاد".
وشددت رئيسة الحكومة بالمناسبة على أهمية انعقاد هذا المنتدى بما سيتضمنه من لقاءات متعددة بين الفاعلين الاقتصاديين في إطار الشراكة بين مختلف الأطراف الاقتصادية والمالية والاستثمارية العمومية والخاصة.
كما نوهت رئيسة الحكومة بأهمية المحاور المطروحة خلال المنتدى الاقتصادي الإفريقي الياباني وخاصة المتعلقة منها بدعم الاقتصاديات الافريقية على مستوى التجديد التقني والتكنولوجي والاقتصاد الأخضر وغيرها من المجالات ودورها في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة.
وقال المتحدث الرسمي باسم "تيكاد 8" محمد الطرابلسي إن تونس تتطلع إلى تحقيق نتائج إيجابية من خلال مؤتمر طوكيو خاصة على مستوى صورة تونس في الخارج ومدى انعكاسا إيجابيا على المستوى الاقتصادي.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه من المنتظر أن يشارك خلال هذه القمة 100 ممثل للشركات اليابانية الكبرى.
وأكد أن الدورة السابقة لـ "تيكاد" انتظمت في كينيا وعرفت أثرها البلاد تطورا كبيرا للاستثمارات.. موضحا أن "تيكاد " هو اجتماع عالي المستوى للنظر في كيفية إنعاش الاقتصاد بعد تداعيات كورونا والتحديات التنموية في أفريقيا.
وأشاد بأهمية العلاقات الثنائية والتعاون المالي بين تونس واليابان.
إنعاش اقتصادي
ويرى مراقبون للمشهد الاقتصادي التونسي أن "تيكاد" سيكون فرصة لإنعاش الاقتصاد التونسي واسترجاع ثقة المستثمرين.
وأكد أستاذ الاقتصاد التونسي رابح بوراوي أن تونس تسعى من خلال احتضان مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا إلى لعب دور اقتصادي قاري محوري.
وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذا المؤتمر سيكون منطلقا للاستثمارات اليابانية في منطقة شمال افريقيا.. مضيفا أن انعقاد هذا المؤتمر في تونس سيكون له وقع على مستوى تحسن الاقتصاد التونسي الذي يعرف تدنيا في نسب النمو وارتفاعا في نسب التضخم ما سيجعل تونس تتموقع في الساحة الاقتصادية الدولية كوجهة استثمارية.
وأشار إلى أن اليابان تعتبر تونس بوابة نحو القارة الإفريقية حيث تشتد المنافسة مع قوى دولية للاستثمار فيها .
وتوقع بأن تكون تونس قد أعدت بدورها مشاريع لعرضها على الجانب الياباني في إطار الشراكة الثنائية بين البلدين .
81 مشروعا
فيما أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية، الهادي بن عباس، أنه تم الاختيار على 81 شروعا لعرضهم على الجانب الياباني خلال أشغال القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بأفريقيا (تيكاد 8) يومي 27 و28 أغسطس/آب الجاري.
وأضاف الهادي بن عباس، في تصريحات إعلامية، أن أغلب المشاريع التي وقع الاختيار عليها في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي.. مبرزا أن الاختيار كان صارما.
وبين بن عباس أن من بين المعايير التي تم اعتمادها في الاختيار أن يكون المشروع موجودا على أرض الواقع وليس نظريا ويحترم البيئة وله تأثير اجتماعي وله أفق.
وأشار إلى أن هذه المشاريع تتطابق مع تطلعات المستثمرين اليابانيين الذين يركزون في استثماراتهم على شرطين أساسيين هما الجودة والشفافية.
كما أوضح أن الاستثمارات اليابانية لن تنطلق مباشرة بعد انعقاد قمة التيكاد فاليابانيون يفكرون جيدا قبل الدخول في الاستثمارات.
الوزير الأول لليابان يتغيب
يشار إلى أنه من المنتظر أن يترأس وزير الخارجية الياباني وفد بلاده الذي يتضمن رجال أعمال خلال أشغال المؤتمر وذلك بعد إصابة رئيس الوزراء الياباني بفيروس كورونا.
ويوم الثلاثاء، أفادت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في بلاغ لها أنه وعلى إثر الإعلان عن إصابة الوزير الأول الياباني، فوميو كيشيدا، بفيروس كورونا، يُواصل الجانبان التونسي والياباني مشاوراتهما بشكل حثيث لضمان أفضل شروط النجاح للدورة الثامنة لندوة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا.
وذكرت الوزارة أن الوزير الأوّل الياباني قد أكّد، وفق بلاغ صادر عن الحكومة اليابانية، "مُشاركته عن بُعد في كافّة أشغال الندوة"، مشددا في هذا الصّدد على الأهمية التي يوليها اليابان لنجاح ندوة "تيكاد 8" التي قال إنها "ستُمثّل الإطار الأمثل للتباحث، على أعلى مُستوى ولأوّل مرّة إثر جائحة كوفيد-19، حول مُستقبل الشراكة الاستراتيجية بين أفريقيا واليابان والآليّات الملموسة الكفيلة بتعزيزها وضمان استدامتها".
ووفق وزارة الخارجية، أبرز الوزير الأول الياباني أن ندوة "تيكاد 8" تمثل فرصة للتأكيد مجددا على التزام اليابان بأن يظلّ شريكا فاعلا واستراتيجيا لإفريقيا.
وأكدت وزارة الخارجية "جاهزية تونس التامة " لاحتضان "تيكاد 8 " وإنجاح مختلف فعالياتها وذلك بالتنسيق الكامل مع الجانب الياباني والاتحاد الإفريقي ومختلف الجهات المشاركة في التنظيم، حتى تكون هذه الندوة الدولية "محطة فارقة على درب الشراكة الإفريقية- اليابانية، والإفريقية-الإفريقية ودفعا لتعزيز الاستثمارات الخارجية بتونس".
ويأمل التونسيون تحقيق نتائج جيدة في مجالات الصحة وصناعة السيارات والطاقات المتجددة بأكثر من 80 مشروعًا بقيمة 2,7 مليار دولار.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA== جزيرة ام اند امز