من الشائعات للإضرابات.. إخوان تونس يقفزون على أزمة «اتحاد الشغل»

كعادته، يحاول تنظيم الإخوان في تونس استغلال أي فرصة في محاولة يائسة لتأجيج الأوضاع في البلاد وضرب الاستقرار.
وإثر الصراع الأخير بين السلطات التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في تونس)، انقض تنظيم الإخوان على هذا الأزمة لتأجيح الأوضاع في محاولة للتحريض على الاحتجاجات الشعبية واستمالة بعض الأصوات المعارضة للرئيس قيس سعيّد لتعزيز حضوره.
ويوم الخميس الماضي، شهد محيط مقر اتحاد الشغل بالعاصمة تونس تعزيزات أمنية ملحوظة، بعد أن تجمهر عشرات المحتجين، إثر إضراب النقل الذي شل الحركة في العاصمة أيام الأربعاء والخميس والجمعة الأسبوع الماضي.
وحمّل الاتحاد العام التونسي للشغل، في بيان، المحتجين مسؤولية محاولة اقتحام مقره المركزي في العاصمة تونس.
فيما رد الرئيس التونسي قيس سعيد أول أمس السبت قائلا “لم تكن نية المحتجين الاعتداء ولا الاقتحام كما تروج لذلك ألسنة السوء،” متسائلا “ألم يدرك هؤلاء أن الشعب لم تعد تخفى عليه أدق التفاصيل؟” .
وأضاف أن “تزامن الأحداث في المدة الأخيرة ليس من قبيل الصدفة على الإطلاق"، مشيرا إلى أن “الشعب التونسي مصر على أن يمر إلى الأمام بالرغم من هذه الأكاذيب التي لا يصدقها أحد".
وتابع سعيد قائلا إنه "سنواصل ثابتين وصامدين وصادقين، ولن تكون هناك حصانة لأي كان إذا تجاوز القانون، فالقانون يطبق على الجميع، ولا يمكن أن نترك أحدا يتطاول على الشعب التونسي.”
لتعلن فيما بعد جبهة الخلاص الإخوانية عن إدانتها لهذه الاحتجاجات والتي زعمت أنها" أعمال الشغب تثيرها الجماعات الموالية للسلطة لتستهدف مقرات الأحزاب والجمعيات المدنية بغاية شل نشاطها ودفع السلطة الى حلها".
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن الصراع واضح بين الدولة والمنظمة النقابية والذي يتمثل في فتح ملفات الفساد التي تدين عدد من النقابيين، لكن تنظيم الإخوان وأذرعه يواصل نفث سمومه لتعميق الأزمة.
وقال الناشط والمحلل السياسي التونسي عبد الكريم المحمودي إن تنظيم الإخوان يستغل أي أزمة للظهور من جديد والقفز على الأحداث.
وأضاف المحمودي لـ"العين الإخبارية" أن تنظيم الإخوان يواصل بث سمومه من أجل إشعال النار أكثر بين المنظمة النقابية التي ينتمي إليها 800 ألف شخص وبين السلطة التي تسعى لفتح ملفات الفساد التي يتورط فيها البعض من النقابيين.
وأشار إلى أنه بعد فشل كل المحاولات لضرب الاستقرار عن طريق نشر الشائعات والاحتجاجات،ها هو اليوم يحاول هذا التنظيم اشعال فتيل الأزمة وتوريط الاتحاد في احتجاجات شعبية في الشارع ونشر الفتنة.
وأوضح أن التنظيم يعمل على إرباك الوضع مستغلا الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، ويسعى بكل قوته للتنكيل بالتونسيين أملا في العودة للساحة السياسية.
الخلاف بين الدولة واتحاد الشغل
من جانبه، قال المحلل السياسي التونسي عبد الرزاق الرايس إن الاضرابات الأخيرة التي شنها الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى رأسها إضراب قطاع النقل لمدة 3 أيام وإضراب المحروقات لمدة يومين، أزّم الوضع بين السلطة والاتحاد.
وأكد الرايس لـ"العين الإخبارية" أن الرأي العام المحلي يحمل الاتحاد مسؤولية تأزم الأوضاع في البلاد، خصوصاً الوضع الاقتصادي والاجتماعي، بحكم الكم الهائل من الإضرابات التي قاربت نحو 30 ألف إضراب في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن الرئيس التونسي يعتبر أن الاتحاد امتداد لمنظومة الفساد التي يعمل على محاربتها حيث أشار في لقاء سابق إلى الفساد الذي ينخر في الاتحاد، وأن المحاسبة ضرورية، ما ينذر بمواجهة محتملة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOSA=
جزيرة ام اند امز