تمغزة.. واحة التاريخ والجمال بين جبال الصحراء التونسية
 
                                        تُعدّ تمغزة واحة جبلية مفعمة بالحياة، تجذب الزوّار الباحثين عن منتج سياحي مختلف يبتعد عن صخب الشواطئ وضجيج البحر، حيث تمتزج فيها الطبيعة الخلابة بعبق التاريخ وسحر الصحراء.
تقع تمغزة في محافظة توزر جنوب غربي تونس، على بُعد بضعة أميال من الحدود مع الجزائر، وتتميّز بواحاتها الجميلة وأوديتها التي تنساب منها المياه الرقراقة.
كما تتميّز هذه البلدة بتاريخها العريق وجمال طبيعتها الصحراوية، ومعالمها الأثرية التي تجذب الزوّار من مختلف أنحاء العالم.
تمغزة محاطة بتضاريس فريدة تجمع بين الجبال الوعرة والواحات الخضراء، وتشتهر بشلالاتها المائية الرائعة، مثل شلال تمغزة الذي يُعدّ مقصدًا رئيسيًا للزوّار، حيث تتدفّق المياه من بين الصخور لتُشكّل لوحة طبيعية مبهرة وسط صحراء قاحلة.
وقال المدير العام للديوان الوطني للسياحة محمد المهدي الحلوي، خلال أشغال المجلس المحلي للسياحة بمحافظة توزر، المنعقد الخميس، في تصريحات إعلامية، إن محافظة توزر بأكملها، وتحديدًا تمغزة، تحظى باهتمام كبير على مستوى الدعاية والترويج للمنتج السياحي، من خلال استقبال المؤثّرين والوفود الصحفية، ما يعكس أهميتها كوجهة سياحية مميّزة.
وأضاف أن الجهة تشهد تحسّنًا ملحوظًا، خصوصًا في مستوى الاستثمار السياحي، من خلال إعادة فتح عدد من النزل المغلقة، من بينها وحدة سياحية أعادت فتح أبوابها مجددًا في بلدة تمغزة، تزامنًا مع تنظيم مجموعة من التظاهرات السياحية والترويجية، مثل الملتقى الدولي للمناطيد والطائرات الشراعية، والدورة الثانية من الصالون الدولي للسياحة الواحية والصحراوية.
وأكّد أن هذه التظاهرات تُعزّز جاذبية الوجهة السياحية بمحافظة توزر، وتُسهم في تنمية النشاط وتحسين نسق توافد السياح، مشيرًا إلى أنه يتم تخصيص حيز مهم في التظاهرات والصالونات الدولية للتعريف بالسياحة الصحراوية، وبوجه خاص بمحافظة توزر، التي يُفرد لها أيضًا اهتمام كبير على مستوى الترويج الرقمي، ما يعكس حرص وزارة السياحة والصناعات التقليدية على دعم هذه الوجهة الفريدة.
من جهته، قال أحد أهالي تمغزة والناشط بالمجتمع المدني في البلدة بلال الغزواني، إن تمغزة قديمًا كانت تُعرف بـ "تيمغاد"، وكانت مركزًا حضريًا خلال العهد الروماني، حيث احتضنت منشآت عسكرية وحمّامات عامة وقنوات مياه.
وأكد في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن معالمها الأثرية ما زالت شاهدة على عظمة التاريخ، موضحًا أن البلدة القديمة تضم مباني تقليدية تعكس فن العمارة المحلية وتاريخ سكان المنطقة.
وأشار إلى أن تمغزة تُعد وجهة رائعة في فصلي الخريف والشتاء، خاصةً وأنها منطقة تجمع بين التاريخ والطبيعة والثقافة.
ودعا السلطات التونسية إلى ضرورة الاهتمام أكثر ببلدة تمغزة، نظرًا لما تكتسبه من خصائص هامة تجعل منها وجهةً سياحيةً ساحرة بكل المقاييس.
 
                                                            
                                                     
                                                            
                                                     
                                                            
                                                    