حدث فني وإنساني استثنائي في تونس.. أطفال جانحون يشاهدون مسرحية «كتاب علاء الدين» (خاص)

استقبلت قاعة الفن الرابع بالعاصمة التونسية مجموعة من الأطفال الجانحين المودعين بمراكز الإصلاح (سجون الأحداث) وثلة من أطفال قرى «آس و آس» (جمعية خيرية تعتني بالأطفال دون سند) لمشاهدة عرض مسرحي بعنوان "كتاب علاء الدين" في حدث فنّي وإنساني استثنائي.

و«كتاب علاء الدين» هي كوميديا موسيقية من إخراج محمد مختار الوزير،  وإنتاج المسرح الوطني التونسي والمسرح الوطني الشاب.

والعرض من أداء الممثلين بشير الغرياني والمالكي اللباوي وأسامة الحنايني وأحمد الزواغي وثواب عيدودي وحلمي الخليفي وفاطمة الزهراء المرواني.

ويعيد هذا العرض رواية حكاية علاء الدين والمصباح السحري بطريقة معاصرة، تجمع على ركح واحد بين الرقص والغناء والتشويق في تجسيد لقصة حب علاء الدين وحبيبته الأميرة التي انتصرت على حقد الوزير وتلاعب الساحر.

ودارت المسرحية في عالم عجائبي يتجاوز حدود المألوف المستوحى من القصص الخيالية والأساطير، بأسلوب مغاير دون مس روح الحكاية وبنية أحداثها، وأضاف إليها الموسيقى والغناء ليكون العرض أكثر ثراء من الناحية الفنية.

وطيلة ساعة من الزمن، سافر هؤلاء الاطفال إلى عوالم جميلة، لتتعالى ضحكاتهم في أرجاء قاعة الفن الرابع بعد أن نجح أبطال "كتاب علاء الدين" في إهدائهم لحظات لا تُنسى من المتعة والحب والأمل.

وقال معز مرابط المدير العام لمؤسسة المسرح التونسي إن هذه المبادرة الإنسانية تندرج تحت شعار "أطفالنا آمالنا " وتهدف إلى ضمان حق الجميع في الثقافة.

وأكد لـ"العين الإخبارية» أن هذه المبادرة تهدف إلى الانفتاح على جمهور الجهات وسكان الهامش والفئات الاجتماعية من أطفال فاقدين للسند الذين تحتضنهم "قرى أطفال آس و آس" والأطفال الجانحين في مراكز الإصلاح.

وأكد أن هذا العرض حضره أطفال مودعين بكل من مراكز الإصلاح بالمروج والمغيرة وسيدي الهاني (شمال شرقي) ومجاز الباب (شمال غربي) رفقة أفراد عائلاتهم.

من جهتها، أكدت الهيئة العامة للسجون والإصلاح أنّ "مثل هذه الأنشطة الثقافية تندرج في إطار تنفيذ توجهات وزارة العدل.

وأكدت أنها تعمل على تكريس البعد الإصلاحي والإنساني والإحاطة بالأطفال الذين هم في نزاع مع القانون من خلال تجسيد حقهم من متابعة جملة من البرامج التربوية والتعليمية والتكوينية والثقافية حتى يتسنى إعادة إدماجهم بأيسر السبل وإعادتهم إلى محيطهم الأسري والاجتماعي بعيدا عن مظاهر الجنوح".