بالصور.. كيف استقبلت تونس أول باخرة سياحية منذ عام ونصف؟
وسط جو احتفالي وإجراءات أمنية مشددة، رست بالميناء، صباح الخميس، باخرة "أوروبا" التابعة لشركة الرحلات البحرية الألمانية "هاباغ لُويْد".
بالرقص والموسيقى التراثية وروائح الياسمين، استقبلت القرية السياحية بميناء حلق الوادي أول باخرة سياحية إلى تونس منذ الهجوم الإرهابي الدموي على متحف باردو في مارس/آذار 2015.
ووسط جو احتفالي وإجراءات أمنية مشددة، رست بالميناء، صباح الخميس، باخرة "أوروبا" التابعة لشركة الرحلات البحرية الألمانية "هاباغ لُويْد" وعلى متنها 310 ركاب أغلبهم ألمان.
وأحيا وصول هذه الباخرة الأمل في نفوس تجار قرية حلق الوادي السياحية، بعدما مر عليهم 18 شهراً عجافاً.
وجد سياح باخرة "أوروبا" في استقبالهم بالقرية السياحية في حلق الوادي فرق رقص وموسيقى فولكورية، ومضيفين يرتدون أزياء جنود قرطاج أهدوهم "مشموم" (باقة) الياسمين التونسي فيما عبقت في الجو رائحة البخور.
وقالت السائحة الألمانية جابرييلا القادمة من برلين: "أنا سعيدة جداً لوجودي هنا لست خائفة إطلاقاً".
وتحت أشعة شمس الخريف، انتقل نحو 200 من سياح الباخرة إلى قرية سيدي بوسعيد المجاورة أو مدينة تونس العتيقة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وفي المقابل، لن يزور السياح متحف باردو هذه المرة.
وقال صالح، المنشط السياحي منذ 12 عاماً في ميناء حلق الوادي: "اشتقت كثيراً للقرية (السياحية). هذا الجو يرفع معنوياتي".
وأضاف "لقد تعفنت من البطالة، وجاعت إبلي".
ورحب صالح الذي يرتدي زياً تونسياً تقليدياً بالسياح قبل أن يسمح لهم بركوب إبله الثلاثة مجاناً.
وقال مالك الغانمي، مدير محطة البواخر السياحية في ميناء حلق الوادي، إن وصول أول رحلة سياحية بحرية إلى الميناء "مهم للغاية لأنه يبعث رسالة إيجابية ومطمئنة".
وتوقع مصطفى جابر، المدير العام للمحطة: "عودة تدريجية للحركة في الميناء اعتباراً من يناير/ كانون الثاني" القادم.
وستشرف وزيرة السياحة، سلمى اللومي الرقيق، على احتفال بمناسبة عودة أول رحلة سياحية بحرية إلى تونس.
التونسية هيفاء درجوث (39 عاماً) قالت: "مهم جداً أن أعيد فتح متجري، وشيء يثلج الصدر أن تعود الحياة مجدداً إلى القرية السياحية" في حلق الوادي.
واعتبرت هيفاء أن عودة البواخر السياحية إلى تونس "تبعث كثيراً من الأمل" للسياحة التونسية.
وفي 18 مارس/ آذار 2015، قتل شابان تونسيان مسلحان برشاشيْ كلاشنيكوف شرطياً تونسياً و21 سائحاً أجنبياً -وصل أغلبهم على متن بواخر سياحية- في هجوم على متحف باردو تبناه تنظيم داعش.
ومنذ ذلك الهجوم هجرت شركات الرحلات السياحية البحرية تونس التي شهدت يوم 26 يونيو/ حزيران 2015 اعتداءً إرهابياً ثانياً على فندق في سوسة (وسط شرق) أسفر عن مقتل 38 سائحاً أجنبياً وتبناه أيضاً تنظيم داعش.
وتشهد السياحة التونسية بوادر تحسن بفضل الاستقرار الأمني في البلاد خلال الأشهر الستة الأخيرة، لكن دولاً مثل بريطانيا لا تزال تحذر رعاياها من السفر إلى تونس.
وخارج أوقات الأزمات، يسهم هذا القطاع بنسبة 7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد التونسي ويشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA== جزيرة ام اند امز