القشابية.. رداء التونسيين الشتوي يتحدى "تغير الأزمان" (صور)
مع انخفاض درجات الحرارة، يتسلَّح التونسيون بارتداء معطف تقليدي يسمَّى "القشابية" يقي أجسادهم من البرد دون الحاجة إلى المعاطف العصرية.
في السابق، كان "القشابية" لباساً يرتديه المزارعون والبسطاء ليمنحهم قسطاً من الدفء ويمنع عنهم برد شتاء تونس القاسي، فيما كانت الطبقات الميسورة والتي تسكن المدن ترتدي "البُرنُس".
تعود جذور "القشابية" إلى العهد الأمازيغي (السكّان الأصليون لتونس) واستطاع رُغْم مرور مئات السنين أن يحافظ على بريقه وأصبح الآن مواكباً للموضة.
وكان "القشابية" حكراً على كبار السن من الرجال، غير إن الحال تغيّرت في السنوات الأخيرة مع إقبال قطاع كبير من الشباب على ارتدائه بعدما أصبح يواكب العصر من حيث الشكل بفضل ابتكارات استجابت إلى مستلزمات العصر وواكبت متغيراته مع المحافظة على طابعه التقليدي الأصيل.
ما هو القشابية؟
لباس أمازيغي بالأساس مصنوع من صوف الأغنام أو وبر الجمال، ومتوارث عبر الأجيال وكان لباس سُكّان شمال أفريقيا وتحديداً دول المغرب العربي: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب.
سعر القشابية
يتراوح سعر القشابية من 80 إلى 250 ديناراً (28- 90 دولاراً) بينما يصل ثمن القشابية المصنوع من وبر الإبل إلى 500 دينار، ويحتاج هذا اللباس إلى نحو ثلاثة كيلوغرامات من الصوف.
في المدينة العتيقة، لا يزال حرفيون تونسيون يحافظون على حياكة هذا اللباس التقليدي، فتراه معروضاً أمام أبواب المحلات لمغازلة المارة لشرائه.
يقول الحرفي التونسي في سوق الشواشين بالعاصمة التونسية، جمال بن عبيد، لـ"العين الإخبارية" إن القشابية كان في السابق لباساً ومصدر دفء لسُكَّان المناطق الجبلية والريفية لكن في السنوات الأخيرة أثبت مكانته بين مختلف أنواع الألبسة الشتوية وبات يستهوي الشباب بعد ملاءمته مع الموضة العصرية.
ويضيف ابن عبيد: "أدخلنا على القشابية إضافات جميلة من حيث الشكل والزخرفة والألوان ونوعية القماش.. وأضفنا تصاميم مختلفة وبألوان عدة، بعد أن كان لونه إما البني أو الأسود فقط. أصبح الآن بألوان مختلفة وبات يطرَّز حتى بخيوط الحرير الملوّن، وبعد أن كان لباس سُكَّان الأرياف والقرى وخصوصاً الفقراء منهم، أصبح لباساً لسُكّان المدن والأثرياء".
ويتابع: "تحوَّلت حياكة القشابية من الصوف إلى القماش القطني باعتباره كذلك أخف وزناً من الصوف الثقيل وأصبح لباساً للنساء يرتدينه فوق سراويل من الجينز، كما أصبح المشاهير من فنانين وممثلين يرتدون هذا اللباس بعد أن تمّ تطويره في مناسبات عدة".