إدراج "جزيرة الأحلام" التونسية على لائحة التراث العالمي لليونسكو
أدرجت رسميا جزيرة جربة التونسية، اليوم الإثنين، بالعاصمة السعودية الرياض على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
وتم اليوم القبول النهائي لملف إدراج جزيرة جربة على لائحة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو" وذلك بحضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط والوفد التونسي المرافق لها خلال الدورة الـ45 الموسعة للجنة التراث العالمي، التي انطلقت في 10 سبتمبر 2023 وتتواصل فعالياتها حتى 25 من الشهر نفسه.
وأكدت وزارة الثقافة التونسية في بيان لها أن "هذا التصويت جاء لينصف الجهود الوطنية المشتركة بين وزارة الشؤون الثقافية وعدد من الأطراف المتدخلة من وزارات ومصالح معنية ومجتمع مدني، خلال السنوات الأخيرة والتحفيز على التفاعل الدّولي مع هذا الملف واعتماد الحشد له، أو ما يعرف باللّوبينغ السياسي والدبلوماسي الذي أتاح فرص التبادل المعرفي المختصّ بين الوفد التونسي والوفود العربية والأجنبية التي اطّلعت على هذا الملفّ الثريّ عن قرب".
وأكدت الوزارة "عمل فريق من الخبراء التونسيين المنتمين إلى مختلف الهياكل والأطراف المعنية على المستوى المركزي والمحلي بإعداد تقرير فني مفصل عن جربة".
وأوضحت الوزارة في بيانها: "كان ملف تسجيل جزيرة جربة على قائمة التراث العالمي محل اهتمام رئيس الحكومة أحمد الحشاني خلال لقائه بوزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط، موصيا في هذا السياق بضرورة انخراط كل المتدخلين لإنجاحه".
ويشار إلى أن جزيرة جربة تضاف إلى قائمة الـ8 مواقع المصنفة كتراث عالمي وهي المدرج الروماني بالجم والموقع الأثري بقرطاج ومدينة تونس العتيقة ومدينة سوسة ومدينة القيروان ومدينة كركوان البونية وموقع دقة الأثري كآخر موقع تونسي تم تصنيفه منذ سنة 1997.
وجِرْبَة هي جزيرة تونسية تقع في جنوب شرق تونس تبلغ مساحتها 514 كم2 وتعد أكبر جزر شمال أفريقيا وتلقب بجزيرة الأحلام.
تتواصل بالقارة عبر طريق يمتد على 7 كم الذي شُيد منذ العهد الروماني والذي يؤدي إلى مدينة جرجيس. كما يمكن العبور من مدينة أجيم إلى الجرف عبر البطاح (العبارة).
جزيرة جربة هي رمز للتسامح الديني في تونس حيث يتعايش بها مسلمون ويهود، ويطلق على جربة أيضا "جزيرة المساجد"، لاحتوائها على 366 مسجدا معظمها يتميز بالبساطة وصغر المساحة.
وبقدر ما تعرف الجزيرة بمساجدها، تعرف كذلك بـ"معبد الغريبة"، الكنيس اليهودي الأكبر والأقدم في أفريقيا حيث يعود تاريخه إلى قرابة 2600 سنة، ويزوره يهود من أنحاء العالم كل عام لأداء طقوس "زيارة الغريبة"، أو ما يعرف بـ"حج اليهود".
ويعود بناء هذا المعبد لامرأة يهودية قدمت إلى جربة واستقر بها الحال في مكان كنيس الغريبة الآن
وعرفت هذه المرأة بالكرامات فأقيم لها هذا المقام عند الممات، كما سمي الكنيس "الغريبة " نسبة إليها.
ويرجع البعض التعايش الموجود في جزيرة جربة إلى عدة عوامل من أهمها العامل الجغرافي، إضافة إلى مرور معظم الحضارات على الجزيرة من الإغريق إلى الرومان إلى الفتح الإسلامي إلى الغزو الإسباني.
وقد دخل الإسلام إلى جربة سنة 47 هجرية على يد الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري.
وفي الجزيرة مساجد تحت الأرض. وفيها أبراج عديدة منها برج "الغازي مصطفى" الذي يعود تاريخه إلى سنة 1560.
كما شق الرومان طريقا في البحر يربط الجزيرة بمدينة جرجيس.
ولها تراث ثقافي ثري من أبرز معالمه الجوامع التي تبنى لكل عائلة، وبروج مراقبة تسمى أربطة على امتداد شواطئها، كل برج رباط وفي ذات الوقت مسجد، وفي العمق صف ثاني للدفاع يتكون من مساجد هي أيضا قلاع محصنة، وتتصل بالرباطات باستخدام الدخان نهارا والنار ليلا. كما أنها من معاقل الإباضية في المغرب الكبير.