أسبوع تونس.. تبكير الانتخابات يفضح الإخوان وصعود شعبية وزير الدفاع
حجج حركة النهضة الإخوانية بضغط الرزنامة يرى فيها خبراء علة لتأخير الانتخابات بعد انشقاقات وفقدان شعبية على الأرض
جاء قرار اللجنة العليا للانتخابات في تونس حول تبكير موعد الاستحقاق الرئاسي إلى 15 سبتمبر/أيلول المقبل صادما لحركة النهضة الإخوانية التي أرادت تفصيل مواعيد تناسبها دون مراعاة الاستحقاقات الدستورية.
حجج حركة النهضة الإخوانية بضغط الرزنامة يرى فيها خبراء علة لتأخير الانتخابات بعد انشقاقات وفقدان شعبية على الأرض ومخالفة للاستحقاق الدستوري والقانون الانتخابي الذي يفرض في حال وفاة رئيس الجمهورية إنجاز انتخابات رئاسية في ظرف أدناه 45 يوما وأقصاه تسعون يوما.
ودفعت الخلافات التي ضربت حركة "تحيا تونس" المتحالفة مع الإخوان رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الأربعاء، إلى إعلان عدم نيته الترشح للانتخابات الرئاسية.
والأربعاء، قرر وزير الدفاع التونسي عبدالكريم الزبيدي الترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة التي رجح مراقبون أنها ستشهد منافسة كبيرة.
والزبيدي طبيب وسياسي، يبلغ من العمر 69 عاما، ويشغل منصب وزير الدفاع منذ 12 سبتمبر/أيلول 2017 في الحكومة الحالية، وتقلد عددا من المناصب الوزارية السابقة في فترات مختلفة.
خبث النهضة الإخوانية
حسن علية، الناشط السياسي التونسي، قال إن هذا الأسبوع الذي تلا وفاة الباجي قايد السبسي كشف "خبث الإخوان وعدم جاهزيتهم".
واعتبر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن رفضهم المعلن لموعد الاستحقاق الرئاسي هو مناورة لتأجيل الانتخابات نتيجة انهيارهم في نتائج استطلاعات الرأي لكل شركات استطلاع الآراء التونسية والخارجية.
وفي أكثر من استطلاع رأي لشركة "سيغما كونساي" (خاصة) كشفت عن تدني مستوى حركة النهضة الشعبي خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران السابقين.
وأكد الناشط السياسي أهمية إجراء الانتخابات في موعدها المقرر من قبل لجنة الانتخابات، وألا تكون خاضعة لإرادة تحالف يوسف الشاهد والإخوان.
انكسار معنوي وأخلاقي
جنازة قايد السبسي -الذي توفي 25 يوليو/تموز الماضي- والزخم الشعبي الذي رافقها وضع إخوان تونس أمام أزمة أخلاقية جراء فصول الانقلاب السياسي الذي حاولت الحركة ممارسته ضد رئيس الدولة الراحل.
وقال عبدالعزيز المليح، القيادي في حزب نداء تونس (حزب الباجي قايد السبسي)، إن الرئيس السابق وضع حركة النهضة بوفاته أمام استحضار شعبي لمحاولاتهم الانقلابية في لحظات مرضه، مشيرا إلى أنهم كانوا يعملون على إزاحة السبسي من الحكم وعزله من أجل تمرير قانون الإقصاء الانتخابي الذي يستهدف عددا من الزعامات السياسية.
وحاول التحالف الإخواني مع الشاهد خلال الفترة الماضية تفعيل قانون يقصي خصوم رئيس الحكومة من الانتخابات على غرار المرشح الرئاسي نبيل القروي والقيادية في حزب الحر الدستوري عبير موسى المعارضين للنهضة الإخوانية.. وهو القرار الذي رفضه السبسي قبل وفاته، ولم يوقع عليه وفق العديد من الشخصيات المقربة من قصر قرطاج.
واعتبر المليح خطوات الإخوان السياسية سقطة وانهيارا معنويا أمام جموحهم للسلطة ورغباتهم في الاستيلاء على الحكم بطريقة غير شرعية، ولا تحترم الآجال الدستورية في الانتقال السلس للسلطة.
ازدحام أمام قصر قرطاج
وانطلق، الجمعة 2 أغسطس/آب، موعد تقديم الترشح للانتخابات الرئاسية، وبدأت قبلها مرحلة الإعلانات الإعلامية عن أسماء المرشحين.
ويرى مراقبون أن الانتخابات الرئاسية ستشهد منافسة كبيرة، وستعرف فصول اللعبة الرئاسية ازدحاما مروريا أمام قصر قرطاج.
وأعلن 14 شخصا عن نيتهم الترشح للانتخابات الرئاسية، وكان أبرزهم رجل الأعمال نبيل القروي المتصدر لنوايا التصويت في سلم استطلاعات الآراء وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيد.
وفي تصريح مقتضب له، قال الشاهد إنه لا يفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة دون تحديد الأسباب والخلفيات، رغم أنه كان المرشح الطبيعي للحركة التي أسسها مطلع مايو/أيار الماضي.
وأكدت مصادر داخل حركة "تحيا تونس" المتحالفة مع تنظيم الإخوان الإرهابي، منذ عام 2018، أن وجود خلافات حول سياسات الحزب وتوجهاته وراء تراجع الشاهد.
أستاذ علم الاجتماع، صابر قيراط، قال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن إجماعا من خارج الأحزاب يدور حول دعم شخصية وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي للترشح للرئاسيات.
الزبيدي الذي قال إنه لن يكون مغالبا أمام نداء الوطن في تصريحات إعلامية يجد نفسه أمام منافسة تعطيه الأسبقية المعنوية والجماهيرية على حساب الآخرين.
ووقع البرلمان التونسي 12 تزكية من قبل النواب، التي يستطيع بموجبها الزبيدي تقديم ملفه للترشح، وهو ما يراه ملاحظون نقطة البداية لسير هذا الستيني تجاه قصر قرطاج.
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg جزيرة ام اند امز