"اتحاد القرضاوي" بتونس.. كيان مارق يحتضن الإرهاب
عبير موسي تقول إن حزبها سيواصل نضاله حتى يتم إغلاق كل ينابيع الإرهاب في تونس.
وصف مراقبون تونسيون الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان، بـ"اتحاد التحريض على الإرهاب واحتضان الأفكار الإخوانية"، حيث صار نشاطه في تونس محل جدل منذ سنة 2012.
وتؤكد جهات سياسية بأن السكوت على نشاط هذا الكيان المارق عن القانون هو بمثابة تسليم البلاد إلى شيوخ الفتنة لممارسة أبشع أنواع الاستقطاب ودفعهم للانخراط في الإرهاب.
واعتبرت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي أن نشاط الاتحاد، والذي يرأسه أحمد الريسوني وأسسه مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي، ويمثله في تونس راشد الغنوشي، هو المحطة الأولى لنشر الفكر الإخواني الخطير في البلاد.
وأكدت في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن وجود هذه المنظمة في تونس والسماح لها بتقديم دروس للأطفال والشباب يخلق خزانا احتياطيا للجماعات الإرهابية.
وتابعت قائلة إن حزبها سيواصل نضاله حتى يتم إغلاق كل ينابيع الإرهاب في تونس.
وينشط الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بصيغة غير قانونية في تونس، بحسب العديد من المصادر في رئاسة الحكومة التونسية.
وبينت هذه المصادر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الحكومة السابقة (حكومة إلياس الفخفاخ ) تقدمت للبنك المركزي التونسي بعرض تقرير كامل وشامل لحركة تدفق الأموال للاتحاد.
مجالات النشاط المشبوهة
لا يخفى على أحد، تعرض تونس منذ سنة 2011 إلى ضربات إرهابية قاسية، استهدفت مئات الجنود والأمنيين، كما طالت عديد السياح الأجانب.
ومن بين أبرز العمليات الإرهابية التي هزت تونس، تلك التي نفذها الإرهابي سيف الدين الرزقي في 26 يونيو/حزيران 2015، حيث أودت بحياة العشرات من السياح الأجانب في أحد النزل بمحافظة سوسة الساحلية.
وعن هذه العملية أكد حسان الصانع، المحامي التونسي، تلقي الإرهابي لدروس استقطاب من العديد من الأشخاص الذين مروا بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قبل تنفيذ العملية بثمانية أشهر.
وأوضح في حديث لـ"العين الإخبارية "أن هناك تقارير أمنية تثبت تورط هذا الاتحاد في استقطاب الإرهابيين والتنسيق بين الحواضن السياسية للإرهاب والجماعات المسلحة.
وقال إن تنظيم الإخوان عمل منذ سنة 2011 على إنشاء تعليم موازٍ للتعليم الرسمي الذي تشرف عليه الدولة التونسية، وذلك خدمة لمشروع التنظيم الذي يتلقى تمويلات طائلة من قطر.
دروس الإرهاب
ومن جهته أوضح توفيق البكري، الناشط في نقابات التعليم الثانوي في تونس، تتبع الاتحاد العام التونسي للشغل، أن اتحاد الشغل يعتبر نشاط الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تونس لا علاقة له بالدروس العلمية التي تحفز على التعايش السلمي بين المواطنين.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن أبرز النقاط التي يطرحها "اتحاد القرضاوي" التخريبي هو التركيز على فريضة الجهاد المسلح، معتبرا أن هذه الزاوية تدفع عديد الشباب إلى رفع السلاح على القوات العسكرية والأمنية.
ودعا وزارة التعليم التونسية إلى التحرك لمنع النشاط التعليمي لهذه المنظمة الغامضة، والتي تمثل خطرا على المجتمع التونسي
راشد الغنوشي.. عراب الخراب
وصف الغنوشي في أحد تصريحاته الإعلامية جموع الإرهابيين بـ"الفئة المبشرة بثقافة جديدة"، وهو ما يعتبره التونسيون دليلا واضحا على تبني الرجل السبعيني للفكر المتطرف.
وقد خلق الغنوشي لهذا الفكر المتطرف أذرعا إرهابية عبر جمعيات سياسية، لتحويل الإرهاب إلى "آلة" يمكن تشغيلها عند الطلب لترهيب الخصوم وتصفية المعارضين.
أما بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية العسكرية والأمنية، فتقول إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هو أحد الأذرع التي يستعملها الإخوان في حربهم على الفكر المدني المتحرر.
وأشارت في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن تواصل نشاط هذا الاتحاد في تونس سيكون حاضنة لتفريخ مزيد من الإرهابيين والمتطرفين وتأطير مئات الشباب من أجل استقطابهم في بؤر التوتر الإقليمية.
وخلال الأيام الماضية استهدف إرهابيون في تونس دورية أمنية في محافظة سوسة، راح ضحيتها عون شرطة وجرح آخر.
كما كشفت الداخلية التونسية عن خلايا إرهابية تهدف إلى إنشاء إمارة داعشية في محافظة قفصة، وإيقاف أكثر من 10 إرهابيين يخططون لاستهداف مراكز حيوية في الدولة التونسية.
ويرى متابعون بأن تواجد اتحاد القرضاوي المدمر في تونس هو إساءة لتاريخ كبير من التعليم المدني والمستنير أسسه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الذي قام بتجفيف منابع التطرف منذ بناء الدولة سنة 1956
ولهذا يعتبر أكثر من فاعل سياسي وبرلماني أن مواصلة ترؤس راشد الغنوشي للبرلمان هو خطر على الأمن القومي التونسي وضرب لاستقرارها.