تونس تترقب.. هل تنجح وزارة الفخفاخ المصغرة في اختبار الـ30 يوما الأخيرة؟
مراقبون يرون اختيار الفخفاخ "جرأة سياسية" من الرئيس التونسي وضربًا لمقترحات الأحزاب ذات الأغلبية البرلمانية وعلى رأسها الإخوان.
بعد مهلة دستورية دامت 10 أيام، أرسى اختيار الرئيس التونسي قيس سعيد على شخصية إلياس الفخفاخ لتشكيل الحكومة الجديدة لعرضها على البرلمان لنيل الثقة.
اختيار "الفخفاخ" يرى فيه مراقبون "جرأة سياسية" من الرئيس التونسي، وضربًا لمقترحات الأحزاب ذات الأغلبية البرلمانية على غرار حركة النهضة (54 مقعدًا) وقلب تونس (38 مقعداً) بتسمية الفاضل عبدالكافي ومنجي مرزوق لتولي رئاسة الحكومة.
ورغم أن إلياس الفخفاخ كان وزيراً للمالية والسياحة في عهد الترويكا سنة 2013، أكدت مصادر مقربة من قيس سعيد أنه لا يحظى بمباركة حركة النهضة الإخوانية، موضحة أنها دفعت أمس الإثنين إلى استمالة قرار الرئيس نحو شخصيات أخرى.
وتشكلت الترويكا في تونس من 3 أحزاب، أبرزها الإخوان، وذلك خلال الفترة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ويرجع كثيرون فتيل الأزمة الاقتصادية بالبلاد إلى سوء الخيارات السياسية الخاصة بها.
وقالت المصادر نفسها لـ"العين الإخبارية" إن المنهجية التي اعتمدها قيس سعيد في اختيار الفخفاخ هي البعد الاقتصادي في التكوين الأكاديمي لرئيس الحكومة واستقلاليته عن التجاذبات السياسية، كما تم الاتفاق معه على تشكيل حكومة مصغرة لا تتجاوز 20 وزيراً.
وفي كلمة له، قال الفخفاخ إن حكومته المزمعة ستتكون من فريق مصغر منسجم وجدي يجمع بين الكفاءة والإرادة السياسية القوية.
وتعهد بالامتناع عن دخول أي مناكفات أو نزاعات سياسية ضيقة، مؤكداً أن تركيزه سينصب على كل الإمكانيات لرفع التحديات ذات الأولوية، وفي مقدمتها الاقتصادية والاجتماعية.
مهلة المشاورات
منذ قرار التكليف ينطلق العد التنازلي أمام حكومة إلياس الفخفاخ للبحث عن الحزام السياسي والبرلماني لدعمها، حيث من المنتظر أن يلتقي الثلاثاء برؤساء الكتل النيابية وممثلي الأحزاب السياسية.
وبدءاً من اليوم الثلاثاء تنطلق مرحلة المشاورات الفعلية لحكومة الفخفاخ في مدة لا تتجاوز 30 يوماً، غير قابلة للتجديد وفق ما ينص عليه الفصل 89 من الدستور التونسي لسنة 2014.
وترى الباحثة في العلوم السياسية نرجس بن قمرة أنه رغم عدم الرضا الضمني لحركة النهضة وقلب تونس على شخصية إلياس الفخفاخ، فإن حكومته تملك حظوظاً أوفر من الحبيب الجملي لنيل ثقة أغلبية النواب.
وذكرت "بن قمرة" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هواجس حل البرلمان وإعادة الانتخابات التشريعية تخيف كل الأحزاب السياسية الممثلة تحت (قبة باردو) في إشارة منها إلى مجلس النواب التونسي.
وأضافت أن كل الكتل النيابية ستجد نفسها مدفوعة لمنح حكومة الفخفاخ الثقة الكاملة؛ لأنها لا تضمن الاحتفاظ بمقاعدها نفسها في حالة إعادة الانتخابات التشريعية.
وأشارت الباحثة السياسية إلى أن حركة النهضة الإخوانية من أكثر الأحزاب التي تتخوف من عملية حل البرلمان في ظل تراجع وزنها.
ملفات حارقة
وينتظر رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة ملفات حارقة لحلها بعد أكثر من 4 أشهر من موعد إجراء الانتخابات التشريعية في 6 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، وتتوزع على 3 محاور (الاقتصادية والأمنية والاجتماعية).
ودعا إبراهيم بن ضيف الله الناشط السياسي في حزب مشروع تونس (ليبرالي) الفخفاخ إلى وضع برنامج دقيق للتصدي للمخاطر الإرهابية التي تعيشها البلاد مع ضرورة تكوين حكومته في أقل من 30 يوماً.
ونبه ضيف الله في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن تطورات الوضع في ليبيا وإمكانية تسلل إرهابيين إلى تونس لا تحتمل إطالة مدة تشكيل الحكومة في البلاد.
كما أكد ضرورة أن يكون لإلياس الفخفاخ "الشجاعة" لمراجعة اتفاقيات التبادل الاقتصادي مع بعض الدول على غرار تركيا، والتي أضرت بالميزان التجاري للبلاد، وخلق أسواق جديدة في العالم للاقتصاد تونس الذي يعيش انكماشا منذ 9 سنوات، على حد تقديره.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز