60 عاما على الفرقة التونسية للفنون الشعبية.. رقصة تراثية جابت العالم
احتفلت تونس بمرور 60 عاماً على تأسيس "الفرقة الوطنية للفنون الشعبية" في حفل فني احتضنه مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة وسط العاصمة.
الفرقة التي تأسّست في 1962، تعد أحد أبرز عناصر القوة الناعمة لتونس في مجال الرقص التقليدي التونسي بجميع أنواعه.
جابت الفرقة، العالم، وساهمت في التعريف بالموروث الثقافي التونسي، بعد أن شاركت في العديد من المهرجانات الكبرى، وحصلت على الكثير من الجوائز والميداليات، ونافست فرقاً لها تاريخها في مجال الرقص والفنون الشعبية.
واعتمدت الفرقة منذ تأسيسها على البحث والتوثيق، وكوّنت خلية جابت جميع الجهات التونسية لتوثيق الخطوة التونسية، أي الحركة الأصلية في الرقص.
وجمعت الفرقة بين التراث المادي واللامادي في لوحات راقصة، وأعطتها طابعاً فرجوياً، في تناغم بين الحركة والموسيقى واللباس لتصل إلى درجة الإمتاع، وهي التي قدّمت إلى العالم الأختين زينة وعزيزة والراقص الراحل حمادي اللغبابي.
ومنذ 2018 باتت الفرقة تنشط بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس تحت إشراف مسرح الأوبرا، حيث صار هدفها الأول -في هذه المرحلة- تكوين مجموعة من الراقصين والراقصات الشباب يحملون المشعل عن الآباء المؤسّسين.
واستعرض المؤرخ التونسي عبد الستار عمامو في مستهل الحفل تاريخ الفرقة الوطنية للفنون الشعبية واعتبرها مكسباً ثقافياً لما تحمله في طياتها من تراث لا مادي ثمين وقيم قائلاً: "باتت الفرقة ملتصقة بوجدان جمهورها لما تقدّمه من لوحات فنية راقصة نابعة من تراثنا وحاملة لهويتنا وأصالتنا."
وقال عمامو: تتالت على الفرقة الوطنية للفنون الشعبية أسماء نقشت أثرها في الذاكرة واقترنت بتاريخ الفن الشعبي وبتراثنا وأصالتنا فذاع صيتها داخل وخارج البلاد وتطورت مواكبة للعصر، فانتدبت عناصر جديدة شابة وما يتماشى وذوق الأجيال الجديدة.
ودوني والنوالة
وخلال الحفل، قدّم الفنانان عماد عمارة وزياد الزواري عرض "ودوني" من إنتاج مسرح أوبرا- تونس قطب الباليه والفنون الكوريغرافية، ومن أداء الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، بمشاركة الأوركستر السيمفوني التونسي بقيادة المايسترو راسم دمق، وكتابة النص الشعري لجميلة الجلاصي.
ونقل العرض للجمهور قصة "شوق" وهي فتاة تونسية تحن إلى جذورها وتتوق إلى معرفة عاداتها وتقاليدها فتتلهف إلى زيارة مختلف ربوع الجمهورية وتشتاق إلى التعرف على كل ولايات تونس.
ومن خلال هذه الشخصية الجريئة والفضولية، يقدّم الفنان عماد عمارة بتصور وكتابة كوريغرافية عرضاً مستوحى من التراث الفني التقليدي التونسي بكل عناصره من رقص وموسيقى وأغان وشعر ولباس وإكسسوارات.
وفي الجزء الثاني من الحفل، قدم الفنانان التونسيان عماد عمارة ومعز الطرودي عرضاً بعنوان "النوالة".
النوالة معناها المنازل التونسية القديمة في القرى، وتحولت هذه الأيام إلى مخزن للتراث وفن يحتفي بمقاومة الشجعان الذين تحدوا الخوف والموت للدفاع عن الأرض والكرامة.
وحفل العرض مشاهد مليئة بالعواطف فُسِّرت بفن رائع من قبل 14 راقصاً على تصميم رقص لعماد عمارة الذي كرسّ حياته للحفاظ على الرقص التونسي التقليدي وتعزيزه.
وبمناسبة الاحتفاء بستينية الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، تم كذلك تنظيم معرض وثائقي يضم وثائق ولباساً وجوائز وإكسسوارات، فضلاً عن تقديم كتاب "ذاكرة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية بتونس".
وفي ختام السهرة تولت حياة قطاط، وزيرة الثقافة التونسية، تكريم مجموعة من قدماء الفرقة الوطنية للفنون الشعبية على غرار محمد دبلون وعبدالرحمن العيادي وفتحي زغندة وفوزي بن الشيخ وأسمهان الشعري وخيرة عبيد الله.