الذكرى الـ13 لرحيل الشيخ زايد في نادي تراث الإمارات
محاضرة نظمها مركز زايد للدراسات والبحوث استعرضت شخصية القائد المؤسس من جوانبها الإنسانية والفكرية والوطنية.
نظم مركز زايد للدراسات والبحوث في نادي تراث الإمارات، الأربعاء على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج، محاضرة بعنوان "زايد الموحد والإنسان" تحدث فيها الدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام السّابق للمجلس الوطني الاتحادي، وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك في إطار البرنامج الفكري للمهرجان الرمضاني 12، الذي ينظمه النادي برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات.
تابع المحاضرة سنان المهيري، المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات، ومنصور سعيد عمهي المنصوري نائب مدير عام مركز سلطان بن زايد، وفاطمة مسعود المنصوري، مدير مركز زايد للدراسات والبحوث ولفيف من الشخصيات الثقافية والإعلامية والبرلمانية وجمهور كبير.
استهلت المحاضرة بتقديم لرئيس قسم الدراسات والبحوث والندوات بالنادي حمدان الدّرعي، استشهد فيها بمقولة الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان:"لا نجتمع اليوم لنتذكر القائد المؤسس، والد الجميع، الشيخ زايد "طيب الله ثراه" فذكراه لا تتصل بيوم أو مناسبة، وهو لم يغب عنّا أبدا، بل إنّ غيابه كان تأكيدا لحضوره بيننا وبين أبناء شعبه وأمته".
ثم ركّز المزروعي في محاضرته، على أنّ فكر القائد المؤسس يظل معلما تاريخيا، لافتا إلى أنّه كانت للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" قناعة ثابتة بأن الإنسان بقدراته العلمية والجسدية هو رأس المال الأساسي للتنمية والتطوير، مسلطا الضوء على ذلك من خلال جملة محاور: فلسفة الشيخ زايد وتركيزه على بناء الإنسان والاتحاد، معتبراً أن أهم مكاسب دولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة تقدمها تتمثل في نجاحها في بناء الإنسان، ثم محور ذات صلة بدوره النوعي في تأسيس الدولة الحديثة، وماذا تبقى من الشيخ زايد؟ ما هو إرثه، وماذا ترك من فكر وحكمة وإنجازات؟
وتحدث المزروعي تفصيليا عن رحلة فقيد الوطن الكبير الشيخ زايد من الجانبين التاريخي والإنساني وهاجسه وحلمه في تحقيق الوحدة، ودوره في مسيرة الاتحاد الظافرة، ومراحلها، حتى قيام الاتحاد وبناء الدولة عام 1972، معتبرا أن ذلك إنجاز رائع في ظل التحديات الجمّة، وتطرق المحاضر إلى البُعد الإنساني في شخصية الشيخ زايد، مؤكدا أن فلسفته "رحمه الله" في عطائه الإنساني والخيري يشهد الواقع الآن نجاحا منقطع النظير، حيث تحولت المشروعات الأولى التي أقامها ورعاها في عدد من المناطق حول العالم إلى بنية أساسية للنمو والنماء بكافة محاوره الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمجتمعية، وهو أيضا ما وضع الإمارات في مكانة مرموقة والأولى في العمل الإنساني.
وقال المزروعي: إن التاريخ الإنساني ما زال يقف إجلالا أمام سيرة وشخصية رجل نادر واستثنائي نجح في أن يبني دولة من لا شيء، بفعل روحه المتسامية، وكرمه وعفويته وإخلاصه لوطنه وأمته، ومنح البعد الخليجي والعربي بعدا واسعا، واهتم ببناء المؤسسات وفق معادلة الأصالة والمعاصرة، من أجل تثبيت دعائم الدولة المعاصرة، مستعرضا نجاح تجربتي صندوق الزواج، وبرنامج زايد للإسكان، وتأثيرهما على حياة ورفاه المواطنين، التي كانت مصالحهم بالنسبة له خط أحمر، كما استعرض العلاقة الطيبة التي كانت تربطه بالبرلمان.
وأكد المزروعي أن الفقيد الكبير الذي رحل عنا عام 2004، ما زال بيننا، فهو الحاضر الغائب، الحاضر بإنجازاته العظيمة المستدامة، وبفكره المستمر حتى الآن، وقال: كان من أهم إنجازاته تأسيس الدولة، التي كان يراهن البعض على فشلها، لكنه بحكمته وفكره المستشرف خيّب آمالهم، لأن الأساس التي قامت عليه الدولة كان صلبا، راسخا، فأصبح لنا إرث كبير، ممثلا بدولة قوية، تنمو وتتطور، بفعل ما استلهمته قيادتنا السياسية الحالية في الإمارات من هذا النهج العظيم في الحكم وإسعاد الشعب، من خلال سلسلة المبادرات التي ارتقت بحياته، لنشاهد اليوم أهم تجربة وحدوية، ودولة مميزة في كل الجوانب .
عقب ختام المحاضرة، تجوّل المحاضر والحضور في أروقة معرض الصور النادرة للفقيد الراحل، كما قام سنان المهيري، المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات بتقديم شهادة تقديرية تكريما للمزروعي وحضوره المميز في المحاضرة التي تفاعل معها الجمهور تفاعلا لافتا.
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA==
جزيرة ام اند امز