ردا على الاحتجاجات.. الشرطة التركية "تعري" طلاب الجامعة
واصل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاوزاته ضد الطلاب الرافضين لفرضه وصايته على الجامعات.
وكشفت محامية تركية عن قيام قوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتفتيش عدد من الطلاب بعد تعريتهم، عقب الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها جامعة "بوغاز إيتشي/البسفور"، يوم الإثنين الماضي.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها أزجي أونلان محامية الطلاب، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، الخميس.
والإثنين الماضي، شهدت مدينة إسطنبول التركية مظاهرات احتجاجية شارك فيها طلاب وبعض الرموز السياسية، كما احتج الثلاثاء الماضي عدد من الأكاديميين للتعبير عن رفضهم تعيين مليح بولو، الذي قالوا إنه عين بأسلوب "فرض الوصاية" على المكان من جانب أردوغان، لكونه مواليًا له.
احتجاج أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة، الثلاثاء، جاء بالتزامن مع حفل تنصيب بولو بشكل رسمي.
المحتجون اعتبروا التعيين عملية "غير ديمقراطية" وحمل الطلاب لافتات كتب عليها "مليح بولو ليس رئيسنا"، و"لا نريد رئيسا معينا من طرف الدولة".
المظاهرة قوبلت بعنف شديد من الشرطة التركية التي اعتقلت 22 عقب الوقفة الإثنين، و14 الأربعاء، ليصل الإجمالي إلى 36 شخصا.
واليوم الخميس، ذكرت المحامية أونالان أن "قوات الأمن (التركية) بدأت في استجواب الطلاب المعتقلين أول أمس وقامت بتفتيش عارٍ لعدد من الطلاب، وهذه الأمور سنكشفها بشكل أوضح في وقت لاحق".
استقالة
وفي سياق ردود الأفعال، أعلن مستشار رئيس جامعة "البوسفور" ظفر يانال استقالته من منصبه في الجامعة، اعتراضا على تعيين رئيس الجامعة الجديد.
جاء ذلك بحسب تغريدة نشرها يانال، الخميس، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال فيها: "لقد بذلت جهداً لتقريب العلاقة بين جامعتنا وخريجينا وإثرائها وإضفاء الطابع المؤسسي عليها. وخلال هذه الفترة، كان دعم المئات من خريجينا لعملنا قيماً للغاية".
وأضاف قائلا: "أنا ممتن لجميع زملائي، وخاصة أعضاء مجلس الإدارة، أعلن استقالتي من منصب مستشار رئيس الجامعة رغم الأعين الشريرة، سأستمر في التدريس والقراءة والكتابة والعمل بجدية أكبر بالطبع”.
ردود أفعال غاضبة
وأعلن القيادي الكردي المعتقل بسجون أردوغان صلاح الدين دميرتاش دعمه لطلاب جامعة “البوسفور” في احتجاجاتهم.
جاء ذلك في تغريدة نشرها دميرتاش المعتقل منذ 2016 على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال فيها: "ماذا فعلتم يا شباب، أصواتكم تهز الأماكن هنا.. من يدري، أي الأماكن الأخرى التي ترتعد؟".
بدوره انتقد رئيس حزب السعادة، المعارض، تمل قره ملا أوغلو، قرار التعيين، قائلا: "أصبح تعيين المؤيدين قاعدة في هذه الدولة (التركية)، فإذا كنت مرشحًا لحزب العدالة والتنمية في الماضي، فسيتم تخصيص أي منصب لك بأي مكان".
وشدد على أن "تعيين الأوصياء في الجامعات التركية، ليس صحيحا بالمرة، وأن هذا يحدث منذ زمن طويل".
بداية الأزمة
وبدأت الأزمة، عندما وقع أردوغان قرارا بتعيين رئيس الجامعة الجديد، حيث نشر مرسوما رئاسيا، السبت، يقضي بتعيين بولو، الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال رئيسا للجامعة، وهو من المقربين له.
وينتمي بولو إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، وخاض انتخابات برلمانية مرشحا عن الحزب، لكنه فشل.
وفجرت الخطوة غضبا داخل الجامعة، إذ اعتبر تدخلا في شؤونها، فهذه المرة الأولى منذ 1980، التي يجرى فيها تعيين رئيس للجامعة من خارجها، بل وامتدت الاحتجاجات إلى العاصمة أنقرة، حيث نظم طلاب جامعة "الشرق الأوسط التقنية" مظاهرة للتضامن مع زملائهم بجامعة "البسفور"، الأربعاء.
وكانت الجامعة تختار رئيسها عن طريق اقتراع أعضاء الهيئة التعليمية، لذلك اعتبر التعيين اعتداء على الديمقراطية.
ورفض اتحاد طلاب الجامعة للقرار الرئاسي الذي صدر بعيدًا عن إرادة الجامعة، ونشروا تغريدات حملت وسم "لا نريد رئيس جامعة بالوصاية".
وخلال الفترات السابقة تم إسناد رئاسة جامعات تركيا إلى 12 شخصية مقربة من الحزب الحاكم، بينهم 7 نواب سابقين عن حزب أردوغان.
ويسعى أردوغان عبر رجاله للسيطرة على الحرم الجامعي، الذي تختفي فيه حرية التعبير، ويشيع الرعب بداخله بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، حيث يخشى الجميع صدور قرار بفصله إذا وصلت شكوى ضده بأنه يعارض الرئيس التركي أو يتعاطف مع معارضيه.
فتح تحقيق
بدورها أعلنت السلطات في تركيا فتح تحقيق بواقعة وضع أصفاد حديدية “كلبشات” على باب المدخل الرئيسي لجامعة البوسفور، بعد احتجاجات الطلاب.
وبحسب المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام التركية، فإن الأصفاد تعود لضباط أمن الجامعة، بينما الذي قام بوضعها هو ضابط شرطة يعمل في مديرية الأمن.
وأوضح ضابط الشرطة أنه لم يتلق أوامر من رؤسائه بوضع الأصفاد على البوابة الحديدية، حيث فعل ذلك من تلقاء نفسه، لمنع فتح الباب الحديدي.