أردوغان يتهم مساندي احتجاجات الطلاب بـ"الإرهاب"
واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عادته في اتهام كل من يعارضه بالإرهاب، لا سيما من ساندوا احتجاجات طلابية رافضة لوصايته على الجامعات.
واتهم أردوغان؛ جانان قفطانجي أوغلو، رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض في إسطنبول بـ"الانتماء" لأحد التنظيمات اليسارية لمجرد مشاركتها في احتجاجات طلابية رافضة لتعيين رئيس جامعة موالٍ للرئيس.
وردًا على اتهام الرئيس التركي، أعلنت قفطانجي أوغلو في تغريدة نشرتها على حسابها بـ"تويتر"، السبت، أنها ستتقدم بدعوى قضائية ضد أردوغان.
وخلال الأيام الماضية، شهدت تركيا العديد من الاحتجاجات سواء من قبل الطلاب والأكاديميين بجامعة "بوغاز إيتشي/البسفور"، أو من قبل طلاب آخرين متضامنين معهم في جامعات أخرى، احتجاجًا على قيام أردوغان بتعيين مليح بولو، رئيسًا للجامعة المذكورة، بنظام "الوصاية".
وفي تصريحات أدلى بها الجمعة، قال أردوغان إن "المشاركين في تلك الاحتجاجات ليسوا طلابًا بل إرهابيون"، ومن بينهم رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري والتي شاركت رغم أنها ليس لها أي علاقة بطلاب الجامعة، فهي تنتمي إلى جبهة تدرجها أنقرة على قوائم التنظيمات الإرهابية، على حد زعمه.
كما هاجم وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، المعارضة نفسها للسبب ذاته، متسائلا: "ما الذي كانت تفعله رئيسة فرع الشعب الجمهوري مع مجموعة من الإرهابيين أمام الجامعة؟»
وفي تغريدة على تويتر، قالت قفطانجي أوغلو: "سأستخدم جميع حقوقي القانونية كما ينبغي وفق تعليمات رئيسي. وأعلن من هنا للجمهور أنني سأقدم شكوى جنائية وكذلك دعوى تعويض".
وأضافت: "مهما كانت الأدلة التي لديه (أردوغان) بشأن هذا الاتهام السخيف، يجب عليه الكشف عنها للشعب".
وشددت على أن ما تواجهه من اتهامات اليوم "يرجع لأسباب سياسية بحتة". وتابعت: "سأواصل العمل دون خوف أو تردد وبإصرار من أجل أن تكون هناك تركيا أجمل بكثير من الآن، سأواصل النضال من أجل الديمقراطية".
وفي تغريدة أخرى ردت المعارضة التركية على اتهامات وزير الداخلية قائلة: "رؤساء فروع الشعب الجمهوري بكل الولايات يتعاملون مع جميع مشاكل الشرائح في محافظاتهم، ويقفون إلى جانب النضال الصحيح.. إنهم لا يتكبرون بل يقبلون دعوات تلك الشرائح فهؤلاء ليسوا إرهابيين".
رفض المعارضة للاتهامات
وردًا على اتهامات أردوغان، قال المتحدث الشعب الجمهوري، فايق أوزترق: "أصبح مسار البلاد غير واضح منذ اللحظة التي بدأ فيها الجالسون على كرسي المسؤولية توزيع الاتهامات بالإرهاب على المعارضين لهم".
وتابع: "إنهم مع الأسف يستطيعون توزيع الاتهامات دون أن تكون هناك أدلة، ودون قرار قضائي، وهذه اتهامات سخيفة للغاية".
وأوضح أن "قفطانجي أوغلو ستتخذ الإجراءات اللازمة ضد هذا الاتهام"، مؤكدًا "أهمية تكاتف الجميع لحماية الديمقراطية من ممارسات رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم"
واستمرارًا لتداعيات تلك الأحداث اعتقلت الشرطة التركية، صباح السبت، 20 طالبا في العاصمة أنقرة.
وتم اعتقال الطلاب خلال تنظيمهم مظاهرة في “غوفن بارك” في العاصمة، للتنديد باعتقال 36 من طلاب جامعة البوسفور الذين اعترضوا على تعيين رئيس جامعتهم من قبل أردوغان.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإنه خلال لحظات اعتقال الطلاب في أنقرة، قامت الشرطة بسحلهم والاعتداء عليهم بالضرب وتقييدهم بالأصفاد بشكل عكسي.
احتجاجات متواصلة
ومنذ الإثنين الماضي، شهدت مدينة إسطنبول التركية مظاهرات احتجاجية عدة شارك فيها طلاب وبعض الرموز السياسية، فضلا عن عدد من الأكاديميين للتعبير عن رفضهم تعيين مليح بولو، الذي قالوا إنه عين بأسلوب "فرض الوصاية" على المكان من جانب أردوغان، لكونه مواليًا له.
المحتجون اعتبروا التعيين عملية "غير ديمقراطية"، وحمل الطلاب لافتات كتب عليها "مليح بولو ليس رئيسنا"، و"لا نريد رئيسا معينا من طرف الدولة".
الاحتجاجات قوبلت بعنف شديد من الشرطة التركية التي اعتقلت 36 من المحتجين قبل اعتقال 20 السبت، واقتادتهم لمراكز الشرطة لاستجوابهم والتحقيق معهم، بطريق بلغت درجة تعريتهم، كما ذكر حقوقيون، الخميس.
قرار أردوغان وممارسات الشرطة لفض الاحتجاجات، واجهته معارضة شديدة من كافة الأحزاب السياسية المعارضة في البلاد، والتي أدلى قادتها بتصريحات شددوا من خلالها على ضرورة رفع "الوصاية" عن الجامعات، مطالبين أردوغان بالتراجع عن قراره.
بداية الأزمة
الأزمة بدأت عندما وقع أردوغان قرارا بتعيين رئيس الجامعة الجديد، حيث نشر مرسوما رئاسيا، السبت، يقضي بتعيين بولو، الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال رئيسا للجامعة، وهو من المقربين له.
وينتمي بولو إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، وخاض انتخابات برلمانية مرشحا عن الحزب، لكنه فشل.
وفجرت الخطوة غضبا داخل الجامعة، إذ اعتبر تدخلا في شؤونها، فهذه المرة الأولى منذ 1980، التي يجرى فيها تعيين رئيس للجامعة من خارجها، بل وامتدت الاحتجاجات إلى العاصمة أنقرة، حيث نظم طلاب جامعة "الشرق الأوسط التقنية" مظاهرة للتضامن مع زملائهم بجامعة "البسفور"، الأربعاء.
وكانت الجامعة تختار رئيسها عن طريق اقتراع أعضاء الهيئة التعليمية، لذلك اعتبر التعيين اعتداء على الديمقراطية.
ورفض اتحاد الطلاب القرار الرئاسي الذي صدر بعيدًا عن إرادة الجامعة، ونشروا تغريدات حملت وسم "لا نريد رئيس جامعة بالوصاية".
وخلال الفترات السابقة تم إسناد رئاسة جامعات تركيا لـ12 شخصية مقربة من الحزب الحاكم، بينهم 7 نواب سابقين عن حزب أردوغان.
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjQ5IA==
جزيرة ام اند امز