أردوغان يهاجم المعارضة مجددا.. و"الذئاب الرمادية" تنقلب عليه
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، هجومه على المعارضة، متهمًا إياها بالتزييف والتزوير، وأنها تسعى للسلطة عبر المؤامرات.
جاء ذلك في كلمة للرئيس التركي، خلال مشاركته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بالمؤتمر السابع لمجالس البلديات التابعة للعدالة والتنمية، الحاكم، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة.
وقال أردوغان في معرض هجومه على المعارضة: "لن يفوزوا بالديمقراطية، إنهم يحاولون الوصول إلى السلطة من خلال تدبير المؤامرات السرية واللعب وراء الكواليس، لغش الإرادة الوطنية".
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيها شعبية أردوغان، وحزبه، وتحالفه الحاكم، انهيارًا غير مسبوق، مقابل ارتفاع في أسهم المعارضة لدى الشارع التركي الذي يعاني من الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد.
على الصعيد نفسه كشف الكاتب التركي، المقرب من حكومة العدالة والتنمية، سليمان أوز إيشيق، عن وجود أزمة في صفوف مرشحي الحزب الذين يستعدون للانتخابات التشريعية المقبلة المزمعة بالعام 2023، إن لم تجر مبكرًا.
وعبر مقطع فيديو بثه الكاتب المذكور على قناته بموقع "يوتيوب"، توقع أن يتعرض أعضاء الحزب لخسارة كبيرة وبفارق أكبر من الذي شهدته الانتخابات الماضية، وذلك بسبب سوء التنظيم داخل الحزب، على حد قوله.
"الذئاب الرمادية" تنقلب
من ناحية أخرى، هدد مسؤول في تنظيم “الذئاب الرمادية”، التابع لحزب الحركة القومية، المعارض، حليف أردوغان، بإسقاط حكمه.
عبد الرحمن جُولْسَرَنْ، القيادي في تنظيم “الذئاب الرمادية” المحظور في عديد من الدول الأوروبية، وجه تهديدًا من شأنه أن يثير جدلًا واسعًا في البلاد، قائلاً "أردوغان يعتبر اليوم عبد الحميد الثالث، ونحن سنسقط حكمه كما سبق أن أسقطنا حكم السلطان عبد الحميد الثاني".
التصريحات جاءت في مقطع فيديو نشره جُولْسَرَنْ على حسابه بموقع "تويتر"، قبل أن يتم اعتقاله على خلفية اتهامه بالاعتداء على سلجوق أوزداغ، نائب رئيس حزب المستقل، أحمد داود أوغلو، الجمعة الماضية.
ويأتي هذا بعد فترة قليلة من التصريحات المثيرة التي أطلقها زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، حيث قال تعليقا على الاعتداء الذي طال نائبه أوزداغ تتجه فيه أصابع الاتهام إلى “الحركة القومية”، إن الرئيس أردوغان خاضع للوصاية العسكرية، وأن قادة انقلاب 28 فبراير 1997 سيتخلصون منه قريبا كما تخلصوا من رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس.
تصريحات جُولْسَرَنْ أعادت للأذهان أيضا التصريحات التي أدلت بها نائبة رئيس تكتل نواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بالبرلمان، ميرال دانيش باشتاش، وزعمت أن حزب الحركة القومية يبحث عن ذرائع للانسحاب من تحالف الجمهور القائم مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي المعروف جوهري جوفين، رئيس تحرير مجلة “نقطة” قبل إغلاقها بقرار رئاسي، إن رئيس المخابرات التركية الأسبق (1998 – 2005) شنقال آتاساجون، هو الاسم الواقف وراء السياسات القومية، وأنه يشغل حاليا منصب مستشار رئيس حزب الحركة القومية دولت باهجه لي.
وتابع جوفين في فيديو نشره عبر صفحته على موقع يوتيوب أن آتاساجون يحاول السيطرة على الشوارع من خلال زعماء المافيا، مثل علاء الدين جاقجي، وسدات بكر، وعلى الساحة السياسية من خلال الحركة القومية.
كما قدم جوفين معلومات مثيرة حول رئيس المخابرات الأسبق، حيث أكد أنه أصبح مستشارًا لشركة “بلاك هوك” للأمن الأمريكية بعد تقاعده، مشيرًا إلى علاقاته “المظلمة” مع عمليات نقل أسلحة إلى مناطق النزاع عبر توظيف زعماء المافيا.