أسطول طائرات أردوغان.. بذخ يستفز المعارضة
بذخ يكشف النشاز الحاصل بين نظام يستنزف الخزينة العامة بنفقات جانبية، وبين وضع اقتصادي انزلقت مؤشراته إلى مستويات متدنية غير مسبوقة.
مفارقة تستفز الأتراك عموما، والمعارضة بشكل خاص، وهي التي ترى أن التردي الاقتصادي لا يسمح بكل تلك الرفاهية التي يحيط الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه بها.
أسطول طائرات
تسونامي من الانتقادات يأتي على خلفية إعلان الرئاسة التركية أن الأسطول المخصص لأردوغان يتكون من 8 طائرات، ما اعتبرته المعارضة رفاهية وتبذيرا.
وجاء الإعلان في بيان صادر عن فؤاد أوقطاي، نائب أردوغان، ردًا على استجواب مقدم من أحد المعارضين، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، الثلاثاء.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، تقدم أوطقو تشاقير أوزر، الصحفي والنائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، باستجواب حول أسطول طائرات أردوغان.
ووفق الصحيفة المذكورة، أجاب نائب الرئيس عن الاستجواب، لأول مرة، حيث دأبت الرئاسة التركية على تحويل مثل هذه الاستجوابات إلى وزارة النقل والبنية التحتية، معتبرة أن هذه الأمور تندرج تحت مسؤولياتها.
وردًا على تصريحات أوقطاي، قال المعارض تشاقير أوزر، إنه "من الرفاهية والتبذير وضع ثماني طائرات تحت تصرف شخص واحد في الوقت الذي تواجه فيه تركيا أزمة اقتصادية وجائحة كورونا".
وأضاف: "تم تخصيص ثماني طائرات للرئاسة فقط، وبإضافة الطائرات المخصصة للوزارات ورئاسة الأركان وقيادات الأمن، فإن هذا الرقم سيتراوح بين 15 و16 طائرة”.
وبحسب تشاقير أوزر، فإن "ما يتوجب فعله خلال هذه الأزمة هو تقليل عدد الطائرات الفارهة، فتركيا أكثر دولة تمتلك طائرات فارهة. ويتم إنفاق الملايين على صيانة أسطول الطائرات هذا، فلنبع ما زاد عن الحاجة ولنستفد بأموالها لمواجهة الأزمة الاقتصادية".
بذخ أردوغان وحاشيته
بالسنوات الأخيرة، دأب الرأي العام التركي على سماع حقائق مذهلة عن فساد نظام أردوغان ورجاله، الذين يطالبون الشعب بالتقشف للتغلب على تداعيات الأزمة الاقتصادية، فيما يعيشون وذووهم حياة أشبه بحياة الملوك والسلاطين، وعلى رأسهم الرئيس.
ولعل آخر تلك الحقائق الأرقام التي كشفت عنها الإدارة العامة للمحاسبة بوزارة الخزانة والمالية التركية، بخصوص نفقات الرئاسة تحت بند "النفقات السرية"، والتي سجلت رقما قياسيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بلغ نحو 280 مليون ليرة.
وفي وقت سابق، كشف ديوان المحاسبة التركي عن زيادة نفقات القصر الرئاسي، في 2019، 4 مرات عن سابقه موضحا أن الرئيس أردوغان رفع ميزانية قصره الرئاسي إلى 3.6 مليار ليرة، أي ما يعادل 10 ملايين ليرة يوميًا.
وذكر نائب برلماني عن حزب "السعادة" المعارض، أن النفقات اليومية للمجمع الرئاسي، في يوم تعادل الرواتب الشهرية لـ4303 موظفين يتقاضون الحد الأدنى للأجور.
وذكرت تقارير إعلامية سابقة أن أزمة تفشي فيروس كورونا، لم تكن كافية لدفع القطاعات الحكومية إلى تقليل نفقاتها.
بذخ ترجم الفصام الحاد الذي يعاني منه النظام التركي في وقت يشهد فيه الاقتصاد المحلي أزمة غير مسبوقة، وانخفاض الليرة أمام الدولار إلى أدنى مستوياتها، مقابل ارتفاع نسبة التضخم بسبب سياسات أردوغان الاقتصادية الخاطئة.