الأزمة التركية الهولندية... أردوغان الرابح الأكبر
رئيس تحرير صحيفة "زمان" التركية المعارضة، يفند لـ"العين" طرق أردوغان لاستمالة الرأي العام التركي تجاهه في الأزمة الدبلوماسية مع هولندا
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحكومة الهولندية بأنها ستدفع ثمن الإساءة للعلاقات مع تركيا، ردا على منع السلطات الهولندية وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية فاطمة بيتول سايان كايا من دخولها القنصلية التركية، ومنع هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في روتردام.
من جانبه قال إسحاق إنجي، رئيس تحرير النسخة العربية لصحيفة "زمان" التركية المعارضة، إن جميع استطلاعات الرأي في تركيا حول استفتاء تعديل الدستور ضيعفة للغاية وخالفت توقعات أردوغان، حيث اعتبرت الكثير من الدول هذه التعديلات الدستورية تمس بحقوق الإنسان وحرية الصحافة في تركيا، وخطوة للخلف في مجال الديمقراطية بسبب توسيع صلاحيات أردوغان.
وأضاف إنجي -في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية- الاتحاد الأوروبي يستبعد انضمام تركيا إليه منذ عامين تقريبا بسبب الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان، وتكميم حرية الصحافة والرأي والتعبير، لا سيما عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة منذ شهور، موضحا أن أردوغان يستخدم مصطلح "قوات الشر" في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي في مناسبات مختلفة خلال الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن أردوغان يستغل التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي قبيل أي انتخابات أو استفتاءات، لحشد الشعب التركي في صفه، ويستخدم مثل هذه الأحداث في السياسة الداخلية، ويزعم أن الدول الأوروبية لا تريد دولة إسلامية قوية في منطقة الشرق الأوسط، مستغلا الجالية الكبيرة داخل دول الاتحاد، التي تبلغ قرابة 5 ملايين تركي يصوتون على الانتخابات أو الاستفتاء في السفارات والقنصليات التركية.
وأوضح أن أردوغان يخرج بمثل هذه التصريحات في كل أزمة، وعقب ذلك يعتذر ويتراجع مثلما حدث في أزمة "مافي مرمرة"، متوقعا أن عقب هذا الاستفتاء سيقوم أردوغان باستغلال سلطاته ضد الشعب التركي.
وأكد أن الشعب التركي يوجه دائما من خلال وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يهدف إلى دفع الشعب إلى القيام بردود أفعال آنية، مشيرا إلى أن معظم الأتراك صوتوا لأردوغان من قبل لأنه أوهمهم بدخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA== جزيرة ام اند امز