المعارضة التركية في مرمى المافيا.. وأردوغان يتجاهل
يصمت حين يتعلق الأمر بأمن المعارضين وسلامة المواطنين، ويخوض حروبا كلامية جوفاء حول قضايا جانبية لا أساس لها.
تهديدات أطلقها زعيم المافيا التركية علاء الدين جاقجي، ضد زعيم المعارضة كمال قليجدار أوغلو، لم تلق أي رد من الرئيس رجب طيب أردوغان، في موقف يبدو غريبا بالنسبة لرجل يدعي الدفاع عن سياسيي بلاده بغض النظر عن انتماءاتهم.
المعارضان أحمد داود أوغلو وعلي باباجان، شددا على ضرورة أن يرد أردوغان على التهديدات التي وجهها زعيم المافيا لكمال قليجدار أوغلو.
وقال داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" المعارض، في تصريحات إعلامية تابعتها "العين الإخبارية"، إن "هذا الأمر يستوجب ردًا رادعًا من السلطة الحاكمة".
وأضاف أنه "لا يمكن لأحد إهانة وتهديد زعيم المعارضة الذي يتمتع بمكانة دستورية. وهذا لا يقتصر عليه فقط بل على جميع القيادات السياسية".
وتابع: "لذلك، يتوجب على الرئيس أن يعطي رسالة مفادها أنه هو المسؤول عن إدارة البلاد، ولا يمكن إهانة وتهديد رئيس حزب سياسي، وتركيا تواجه اليوم مشكلات لعدم إقدام أردوغان على هذه الخطوة".
بدوره، قال باباجان رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم": "اتصلت بالسيد كمال قليجدار أوغلو، وأكدت له إدانتنا لتهديدات الهياكل الخارجة عن القانون (في إشارة للمافيا) ودعم شريكها الحاكم".
وتابع، في تغريدة عبر تويتر، أن "صمت الرئيس (أردوغان) عن هذا الأمر، وهو الذي لا يترك في العادة أية قضية إلا ويتحدث بشأنها، أمر غير مقبول. سندافع دائما عن السياسة الشرعية".
وأدى انتقاد زعيم حزب الشعب الجمهوري للإصلاحات القضائية التي تعتزم الحكومة إجراءها، إلى تلقيه تهديدات من زعيم المافيا علاء الدين جاقجي، الموالي لحزب الحركة القومية، حليف أردوغان، بعد أن أفرج عن الأخير قبل أشهر ضمن عفو جزئي بسبب كورونا.
وأفرجت السلطات التركية عن جاقجي في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن أمضى 16 عاماً في السجون، بتهم ترؤسه شبكة جرائم منظمة، وذلك في تعديلات دستورية جاءت للتخفيف عن السجون، بسبب انتشار الفيروس.
وتزعم حكومة أردوغان سعيها لإجراء إصلاحات قضائية، ما دفع قليجدار أوغلو، الثلاثاء، لمطالبة الحكومة بأن تكون صادقة وإعادة الموظفين المفصولين من الخدمة.
لكن تلك الكلمات دفعت زعيم المافيا جاقجي بالرد عليها عبر رسالة على حسابه بموقع تويتر، مكتوبة بخط يده، استخدم فيها كلمات غير لائقة بحق قليجدار أوغلو، منها "كن عاقلا".
