معارضة تركيا تدشن معركتها الثانية لهزيمة أردوغان في إسطنبول
انتقادات أوروبية لزج القضاء في المواجهة
المعارضة مستعدة بشكل جيد للجولة الثانية من الانتخابات البلدية في إسطنبول واختارت شعار "كل شيء سيكون على ما يرام".
دشنت المعارضة حملتها للجولة الثانية من معركة الفوز ببلدية إسطنبول التركية، في ظل أجواء سياسية وشعبية تمنح مرشحها أكرم إمام أوغلو اليد العليا في الصراع مع حزب العدالة والتنمية.
- كاتب: أردوغان يوزع رشاوى لاستعادة إسطنبول
- أكرم أوغلو: إعادة الانتخابات هدر لحقوق 16 مليون تركي يعيشون في إسطنبول
يأتي ذلك وسط انتقادات أوروبية كبيرة لنظام رجب طيب أردوغان لاستغلاله القضاء لمواجهة التفوق المتوقع لخصمه في الاقتراع المقرر يوم 23 يونيو/حزيران المقبل.
وقالت صحيفة "نويه زوريشر" السويسرية الصادرة بالألمانية إن المعارضة التركية مستعدة بشكل جيد للجولة الثانية من الانتخابات البلدية في إسطنبول، واختارت بعناية شعارها "كل شيء سيكون على ما يرام" الذي يعد أبرز شعار لحملة سياسية في تركيا خلال السنوات الأخيرة.
وتابعت: "خلال فعاليات في الأيام الأخيرة، خرج أكرم أوغلو، نجم حزب الشعب الجديد، لمؤيديه لعرض برنامجه الانتخابي، وسط ترحيب كبير من الحضور".
ومضت الصحيفة تقول: "توليه رئاسة بلدية إسطنبول لمدة 18 يوما فقط عقب انتخابات 31 مارس/آذار، لم يضر أكرم أوغلو، بل على العكس لقد منحته هذه الأيام تصميما كبيرا على إكمال الطريق، وعززت مكانته كحامل لمشاعل الأمل في مواجهة نظام أردوغان القمعي".
واستطردت: "كما أسس أكرم أوغلو حملته الجديدة على تفنيد ومهاجمة القرار غير المبرر بإعادة الانتخابات في إسطنبول، وفضح المخالفات المالية التي رصدها في البلدية في فترة تولية المنصب".
وفي عرضه لبرنامجه الانتخابي، قال أوغلو: "العدالة والتنمية يخدم مصالح فئة ضيقة جدا ولا يعمل لمصلحة الشعب.. لكني سأكون عمدة لكل مواطني إسطنبول".
وأوضحت الصحيفة أن المناخ العام في تركيا يصب في مصلحة حزب الشعب؛ خاصة أن المعارضة متوحدة خلف أوغلو وناجحة في تعبئة المؤيدين والمتعاطفين بشكل كبير، فيما يعاني حزب العدالة والتنمية من انشقاقات، وهناك أصوات كثيرة داخله تعارض فكرة إعادة الانتخابات".
استغلال أردوغان للقضاء
بدورها، هاجمت صحيفة "دي برسه" النمساوية استغلال أردوغان القضاء في محاولة لكسر الزخم والتفوق الكبير الذي يتمتع به أكرم أوغلو في انتخابات بلدية إسطنبول.
وقالت: "ما يحدث في إسطنبول يدعو للاستغراب، وغير مفهوم؛ فممثلو الادعاء العام أعدوا عريضة اتهام بحق جنان كفتانجي أوغلو، رئيسة حزب الشعب في إسطنبول، بتهمتي إهانة الرئيس ونشر دعاية إرهابية، قبل نحو شهر من الانتخابات البلدية".
وتابعت: "السبب الحقيقي وراء هذه العريضة واضح للعيان، حزب الرئيس التركي قلق للغاية من أن تنجح جنان مرة أخرى في تنظيم حملة انتخابية قوية لأكرم أوغلو تنتهي بحمله إلى مقعد عمدة إسطنبول كما فعلت في مارس الماضي".
وأضافت: "هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها أردوغان للقضاء للتخلص من خصومه، حيث فعلها من قبل مع السياسي الكردي صلاح الدين ديمرتاش، لكنه اختار هذه المرة سمكة كبيرة وفي توقيت صعب للغاية، وبالتأكيد ستأتي الخطوة بنتائج عكسية على حزبه في انتخابات إسطنبول".
وفي وقت سابق هذا الشهر، قررت السلطات التركية إعادة الاقتراع في بلدية إسطنبول بعد فوز المعارض أكرم إمام أوغلو، بزعم انتماء عدد من المشرفين على مراكز الاقتراع لجماعة الداعية فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب المزعومة في يوليو/تموز ٢٠١٦.
aXA6IDMuMTQ3LjI3LjEyOSA=
جزيرة ام اند امز