طيار تركي مخضرم يكشف مخاطر كبيرة في مطار إسطنبول الجديد ويحذر من كارثة
أخطاء هائلة في التصميم والموقع والتنفيذ نتج عنها ارتباكا في أول أيام التشغيل وسط تحذيرات من كوراث للرحلات الجوية
كشف طيار تركي عن "مخاطر كبيرة" في مطار إسطنبول الجديد تهدد أمن وسلامة الرحلات الجوية التي يستقبلها المطار أو تقلع منه.
وبحسب صحيفة "جمهورييت" المعارضة، كشف الطيار الذي يملك خبرة 40 عاما في مجال الطيران أن المشكلات التقنية والمخاطر الكبيرة ظهرت منذ اليوم الأول لافتتاح المطار، مشيرا إلى أن الجهات المسؤولة تجاهلت التعامل مع تلك المشاكل ولم تتخذ التدابير اللازمة حيالها.
- صحيفة ألمانية: مطار إسطنبول الجديد شاهد على ديكتاتورية أردوغان
- الفوضى أبرز مشاهد مطار إسطنبول الجديد في أول يوم عمل
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد افتتح مطار إسطنبول الجديد الذي يقع في الجزء الأوروبي من المدينة، في 29 أكتوبر/تشرين الثاني 2018، ليصبح بديلا لمطار "أتاتورك" الدولي في المدينة نفسها، لكن تشغيل المطار الجديد تأخر كثيرا دون ذكر أسباب، حتى جرى تشغيله قبل أسابيع لأغراض انتخابية.
وشهد المطار، الجمعة الماضي، ارتباكا شديدا في مواعيد الرحلات بسبب الرياح الشديدة التي تسببت في عرقلة هبوط الطائرات؛ ليتم إثر ذلك توجيه بعض الرحلات لمطارات أخرى.
وكان نظام أردوغان يروج للمطار على أنه "الأكبر من نوعه بالعالم" ويستخدم تقنيات رادار حديثة.
لكن الطيار الذي رفض الكشف عن هويته، قال إن ما روج له النظام التركي "لا أساس له من الصحة" وأنه لا وجود لرادارات متطورة بدليل عدم القدرة على رصد الرياح وتأثيرها.
وشدد الطيار على أهمية مثل هذه الرادارات لتنبيه الطيارين بالحالة الجوية قبل إقلاعهم أو هبوطهم ليتخذوا الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث أي كوارث، على حد تعبيره.
وأعرب الطيار عن استغرابه من عدم التفات الدولة التركية إلى تحذيرات الخبراء من مسألة الرياح المعاكسة والرياح الجنوبية الغربية التي يشهدها المطار والتي تهدد أمن الرحلات الجوية.
ولفت إلى أن ما حدث الجمعة الماضي من تحويل بعض الرحلات إلى مطار مدينة "جورلو" العسكري القريب من إسطنبول، يتضمن في حد ذاته مخاطر كبيرة، لأن المطار البديل صغير وغير مهيأ لاستقبال الرحلات المدنية، وقد تواجه الطائرات المحولة إليه مخاطر الانتظار كثيرا لتوفير مكان لهبوطها ما يعرضها لاحتمال نفاد الوقود والسقوط.
وتابع:" كذلك فإن المطار العسكري لا يرتبط بأي وسيلة نقل سريعة كالقطارات والمترو بإسطنبول، ما يشكل معاناة كبيرة للمسافرين".
- بدء أولى جلسات محاكمة عمال مطار إسطنبول المعتقلين
- موجة الإفلاس بتركيا تضرب شركة ساهمت في إنشاء مطار إسطنبول الجديد
واستطرد الطيار في ذات النقطة قائلا: "ما دامت الدولة تضع في حسبانها استخدام هذا المطار(جولور)، عليها أن تقوم بتكبير حجمه والربط بينه وبين إسطنبول لتخفيف معاناة المسافرين، أو على الأقل عدم غلق مطار أتاتورك لاستخدامه في مثل هذه الحالات".
وأوضح أن مطار "أتاتورك" الدولي كان به مدرج تستخدمه الطائرات عند هبوب رياح لودوس القوية، في حين أن المطار الجديد ليس به هذه الإمكانية التي تعرقل عملية إلغاء هبوط الطائرات أو توجيهها لمطارات أخرى عند هبوب هذه الرياح.
وفي ذات السياق ذكر الطيار أن مدارج المطار الجديد تفتقر إلى آلية التدفئة والتسخين المتبعة لإذابة الثلوج من عليها عند تساقطها في فصل الشتاء، مشيرًا إلى أن مطار "أتاتورك" يتفوق على المطار الجديد من حيث هذه الخاصية.
جدير بالذكر أنه سبق أن أثيرت بعض التحذيرات عن كون المطار الجديد غير مؤمن من الرياح العنيفة القادمة من البحر الأسود.
وتشهد المنطقة الشمالية للمدينة التي يقع بها المطار الجديد 65 يوما غائما و107 أيام عواصف على مدار العام ما يجعلها غير ملائمة لإقامة مطار جوي.
وكان بعض الخبراء قد حذروا من أن يشهد مطار إسطنبول الجديد أياما عصيبة بسبب الرياح المعاكسة والرياح الجنوبية الغربية التي قد تهدد أمن الرحلات الجوية.
وكان موقع "تشينج دون أورج" قد شهد انطلاق حملة توقيعات لإلغاء مشروع المطار الجديد بزعم أن المطار لن يتمكن من العمل لمدى 120 يوما سنويا بسبب الرياح الشمالية الشرقية.
كما اشتكى الطيار من أسراب طيور اللقلق وخطورتها الكبيرة على الطائرات، مضيفًا: "هذه الأسراب كفيلة بإتلاف المحركات في لحظات ما يعرض الطائرة ومن عليها للخطر، هذه ظاهرة طبيعية وكان يجب وضعها في الحسبان عند إنشاء المطار".
وأزالت السلطات التركية 670 ألف شجرة في منطقة المطار الجديد، متجاهلة حقيقة أن المطار يوجد في طريق معروف للطيور المهاجرة، في اعتداء صارخ على البيئة والتوازن الأيكولوجي، حسب الصحيفة ذاتها.
وفي وقت سابق ذكر صحيفة "بيلد" الألمانية في تقرير لها أن "الحكومة التركية في سبيل تشيدها المطار، صادرت أراضٍ ومبانٍ مملوكة لمواطنين، وهو ما لا يمكن أن يحدث في ألمانيا".
وأشارت إلى أن حكومة أردوغان شيدت مطار إسطنبول الجديد في 5 سنوات فقط، متجاهلة عشرات الانتهاكات والوفيات التي حدثت، فيما لم تنهِ برلين بناء مطارها الجديد رغم وضعها حجر الأساس منذ 13 عاما.
ولفتت إلى أن عمليات بناء مطار إسطنبول جرت في ظل ظروف عمل غير آدمية ووفيات أسبوعية في صفوف العمال، موضحة أن عدد الوفيات بين العمال خلال الخمس سنوات التي استغرقها تشييده تفوق بكثير الرقم الرسمي المعلن وهو 27 حالة وفاة.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA=
جزيرة ام اند امز