مجلة فرنسية تهاجم أردوغان: كيف لدولة استبدادية نيل عضوية الناتو؟
مجلة "بوليفار فولتير" تؤكد أن حرق نظام أردوغان لـ300 ألف كتاب يتناقض مع عضويتها في حلف "ناتو" ورغبتها في عضوية الاتحاد الأوروبي.
نددت مجلة فرنسية بتصرف نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصفته بـ"المشين"، وهو حرق 300 ألف كتاب بزعم ارتباطها بالداعية المعارض فتح الله غولن، داعية الاتحاد الأوروبي إلى رفض قبول انضمام أنقرة لكونها "دولة استبدادية لا تحترم العلم".
وتحت عنوان "تركيا تحرق 300 ألف كتاب: على فرنسا تلقينها درساً"، تساءلت مجلة "بوليفار فولتير" مستنكرة، كيف لنظام أردوغان بعد الاعتراف بحرق 300 ألف كتاب بزعم صلتها بغولن أن يكون عضواً في حلف شمال الأطلسي "ناتو" ومرشح لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي؟.
واستنكرت المجلة واقعة حرق الكتب قائلة إن رواية "فهرنهايت 415" البديعة للكاتب راي رادبوري عام 1953، تم تكليف رجال المطافئ في تركيا بحرقها ضمن مجموعة من الكتب.
وأشارت المجلة إلى أن التصدي لحرية التعبير عن طريق الحرق من سمات الأنظمة الشمولية، مذكرة بما فعله أدولف هتلر عندما أحرق عام 1933 كل ما هو غير ألماني من الكتب، وهو الأمر نفسه الذي يفعله نظام أردوغان.
ووفقاً للمجلة الفرنسية، فإن واقعة حرق الكتب "جزء من ممارسات استبدادية يقوم بها نظام أردوغان منذ ثلاث سنوات، بينها إغلاق أكثر من 25% من دور النشر في تركيا، فضلاً عن 150 وسيلة إعلام وفصل 5800 أستاذ جامعي".
ولفتت المجلة إلى أن "النظام التركي يتخذ تلك الإجراءات لاستهداف حرية التعبير في إطار معركته السياسية".
وسخرت المجلة الفرنسية من أن النظام التركي قام بإعادة طباعة 1.8 مليون كتاب مدرسي فقط لمحو اسم "بنسلفانيا" من المناهج، وهي الولاية الأمريكية التي يقيم فيها غولن.
ونوهت إلى أنه ليست هناك حاجة للجوء إلى التطرف لمهاجمة هذه الحرية، موضحة أن الأنظمة التي تزعم أنها ديمقراطية تستسلم لإغراء الرقابة لتعزيز سلطتها.
واعتبرت المجلة أنه في حالة رغبة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فعليها الالتزام بقيمه ومبادئه، واحترام العلم وحرية الرأي والتعبير.
وكانت صحيفة "جارديان" البريطانية قد كشفت، الأسبوع الماضي، أن وزارة التعليم التركية أمرت بحرق أكثر من 300 ألف كتاب مدرسي وبالمكتبات منذ محاولة الانقلاب المزعوم عام 2016، وأن وزير التعليم التركي ضياء سلجوق اعترف صراحةً بحرق 301878 كتابا، كجزء من حملة الحكومة ضد كل ما له صلة بغولن.
ويتهم أردوغان الداعية الشهير بتدبير محاولة الانقلاب ضده في عام يوليو/تموز 2016، ويعاني نظامه من "فوبيا" غولن، رغم نفي الأخير المتكرر كل تلك الاتهامات واعتبار المعارضة ما حدث "مسرحية" دبرها النظام الحاكم للتخلص من منتقديه.
وبحسب تقرير صدر عام 2019 عن لجنة تحقيق إجراءات حالة الطوارئ، فإن حكومة أردوغان قامت منذ 2016 باتخاذ 131 ألفا و922 "تدبيرا"، وفصلت 125 ألفا و678 موظفا عموميا ونزع رتب 3 آلاف و213 عسكريا.
كما أغلقت السلطات التركية ألفين و761 مؤسسة وهيئة، فضلا عن إغلاق 204 مؤسسات إعلامية، ألغي قرار الإغلاق بشأن 25 منها.
ومؤخرا، كشفت وثائق سرية أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار هو قائد المجموعة الانقلابية التي أصدرت أوامر التعبئة، وأعلنت الحكم العسكري أثناء توليه رئاسة أركان الجيش إبان محاولة الانقلاب المزعوم في 15 يوليو/تموز 2016.