محلل سياسي: على تركيا إبعاد "الجغرافيا السياسية" في دعم لبنان
العلاقة بين تركيا ولبنان طغت عليها الجغرافيا السياسية والمنافسات الإقليمية وصراعات النفوذ في الشرق الأوسط، وفق عدنان ناصر المتخصص في شؤون الشرق الأوسط.
وقال ناصر، خلال مقال منشور بمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن أنقرة قدمت مبادرات إلى لبنان في شكل مساعدات ودعم سياسي، ويمكن الشعور بذلك بشكل أكبر في المناطق ذات الأغلبية السنية وخاصة طرابلس التي وصفها بأنها أكثر المناطق فقرًا في لبنان.
وأشار ناصر إلى أنه بعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين السعودية ولبنان، سافر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى بيروت وأخبر كبار المسؤولين اللبنانيين بأن أنقرة مستعدة لبدء حوار بين البلدين، "كما هدفت الزيارة أيضا لممارسة نفوذها على اللبنانيين والنظام السياسي الطائفي في لبنان".
وعن سبل الدعم التركية، أوضح أنه "في 2013، استأجرت بيروت بارجتين كهربائيتين من شركة تركية "كارباورشيب"، لوضعها على ساحل البلاد، وتلبية حوالي ربع الطلب على الطاقة في لبنان".
وتابع: "بالرغم من أنها أوقفت الإمدادات مؤقتا بسبب انتهاء العقد وتأخر المدفوعات، استئأنفت الشركة إمدادات الطاقة بدافع "النية الحسنة".
وأشار إلى أن "أنقرة أقامت أيضا روابط مع اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت مساعدات طائرة عبر عدة منظمات أهلية، لكنها أججت في المقابل انتقادات خارجية حيث اتهمتها تقارير إعلامية بتسييل تدفق السلاح عبر الجمعيات الأهلية المحلية، ولم تعلق عليها تركيا".
ولفت ناصر إلى أن تركيا عملت مؤخرًا على "تحسين العلاقات مع السعودية، وتريد استخدام نفوذها لإصلاح العلاقات بين لبنان وحلفائها السابقين في الخليج"، موضحا أنه عندما التقى تشاووش أوغلو مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب، ناقشا سبل تعزيز العلاقات الثنائية من خلال تطوير القطاعات الاقتصادية، مثل: السياحة، والطاقة، والزراعة، وحل الأزمة الدبلوماسية مع الرياض.
وأكد على أن الساسة اللبنانيين يرغبون بالفعل في استئناف العلاقات الطبيعية مع الرياض والدول الخليجية الأخرى، داعيا إلى ضرورة "ألا يعني إعادة تقويم العلاقات الدبلوماسية إفلات القادة اللبنانيين من مأزق الفساد، ولا ينبغي العفو عن أي مؤسسة دولية سمحت بسنوات من سوء الإدارة الاقتصادية دون مساءلة".
وأكد المحلل "حاجة لبنان إلى شركاء دوليين مستعدين لإظهار التضامن خلال الأوقات العصيبة، وإذا أرادت تركيا أن تصبح حليفا حقيقيا للبنانيين، وليس طرفا آخر يستغل أولئك المحتاجين، يجب علينا ضمان وصول أي دعم لوجهته المقصودة، بدون الاعتماد على الجغرافيا السياسية".
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA= جزيرة ام اند امز