البطالة تدفع مواطنا تركيا للانتحار حرقا: أطفالي جوعى ولا دخل لي
الشخص المنتحر بعد إشعال النار في نفسه نقل إلى أحد المستشفيات بالولاية لتلقي العلاج، لكن باءت كل المحاولات لإنقاذه بالفشل
انتحر مواطن تركي، الجمعة، بحرق نفسه أمام مقر حكومي، جنوبي البلاد، بسبب مروره بأوضاع مالية صعبة، لأنه عاطل عن العمل منذ فترة، ما جعله عاجزا عن إطعام أولاده.
صحيفة "برغون" التركية المعارضة، قالت إن أحد المواطنين -لم تذكر سوى أول حرفين من اسمه- أقدم على إشعال النار في نفسه أمام مقر ولاية هاطاي (جنوب)، الجمعة، لأنه عاطل عن العمل ولا يوجد له مصدر رزق للإنفاق على أسرته.
وأوضحت الصحيفة أن الشخص المنتحر بعد إشعال النار في نفسه نقل إلى أحد المستشفيات بالولاية لتلقي العلاج، لكن باءت كل المحاولات لإنقاذه بالفشل ليلقى حتفه في غرفة العناية المركزة.
وذكرت الصحيفة أن ذلك الشخص كان يردد والنيران مشتعلة في جسده عبارة "أطفالي جوعى ولا دخل لي"، في إشارة إلى الظروف الصعبة التي دفعته إلى اتخاذ قرار الانتحار بهذه الطريقة المرعبة.
وتشهد تركيا منذ فترة أزمة اقتصادية طاحنة أثبتت فشل نظام أردوغان في التعامل معها، وإيجاد حلول ناجعة لتخفيف وطأة الأزمة عن المواطنين الذين يعانون الويلات في ظل ارتفاع جنوني للضرائب، ومعدلات البطالة والتضخم، فضلا عن ارتفاع الأسعار.
وفي نوفمبر/تشرين ثان الماضي، ذكر موقع إخباري تركي أن حالات الانتحار المتتالية التي تشهدها تركيا منذ فترة "تجسد على اختلاف دوافعها وأبعادها أكثر النتائج الملموسة لحالة الفقر والعوز التي تعيشها البلاد.
جاء ذلك بحسب تقرير لموقع "أحوال تركية" المعارض، نشره آنذاك، سرد فيه معلومات عن الأوضاع الاقتصادية في تركيا، كما أنه عقد مقابلات مع مواطنين أتراك أعربوا خلالها عن حالة اليأس التي أصيبوا بها بسبب أوضاعهم الاقتصادية المتردية.
الموقع الإخباري ذكر أن "الدوافع الاقتصادية تعتبر السبب الرئيسي في غالبية حالات الانتحار التي تشهدها تركيا في الآونة الأخيرة".
ولفت المصدر إلى أن "معهد الإحصاء التركي المؤسسة الحكومية، ذكر في بيانات رسمية ظهرت مؤخرا أن معدل البطالة بشكل عام بلغ 13.5%، بينما وصل هذا المعدل في سن الشباب إلى 24.5% وهو معدل كارثي".
وتابع "ومهما تجاهل النظام الحاكم هذه الحقيقة فإن الناس البسطاء في الشارع يدركونها بشكل كبير".
وذكر المصدر أنه "إذا انهار الاقتصاد فحتما ستظهر مادة السيانيد السامة (التي انتحرت بها عائلة كاملة بمدينة إسطنبول بوقت سابق)".
ولفت آقداغ إلى أن "السيانيد مادة سامة للغاية تتسبب في الوفاة من خلال توقف النفس. ولقد بلغ عدد العائلات التي انتحرت بهذه المادة ثلاث عائلات مجموع أفاردها 11 فردا، أقدمت على الانتحار بهذه الطريقة المروعة التي لم نسمع عنها من قبل، وهذا مؤشر خطير يوضح مدى الضربة التي لحقت بالمجتمع التركي".
وفي ديسمبر/كانون أول الماضي، كشف تقرير متخصص عن تزايد حالات الانتحار في تركيا جراء تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي أغلقت العديد من المؤسسات والشركات مع زيادة معدلات البطالة.
التقرير أصدره مجلس سلامة العمال وأمن العمل التركي، ونقله الموقع الإخباري التركي "بولد ميديا"، بأن عدد من لقوا حفتهم من العمال بسبب حوادث العمل خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2019 بلغ 1606 عمال، بحسب بيانات حديثة.
وأشار في الوقت نفسه إلى تزايد حالات الانتحار بين العمال خلال السنوات الست الأخيرة، وذكر أن هذه الفترة شهدت انتحار 351 عاملا، وأرجع ذلك إلى توقف هؤلاء عن العمل بعد إفلاس أماكن عملهم أو ظروف العمل القاسية.
وأشار التقرير إلى أن 15 عاملا أقدموا على الانتحار في 2013، و25 عاملا في 2014، و59 عاملا في 2015، و90 عاملا في 2016، و89 عاملا في 2017، و73 عاملا في 2018.
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA== جزيرة ام اند امز