ثلاثية تدمير أردوغان لتركيا.. اعتقالات وكورونا وفشل اقتصادي
قليجدار أوغلو أطلق هجوما عنيفا على أردوغان خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية.
شن زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، الثلاثاء، هجوما على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، لإصراره على حبس القيادي الكردي البارز، صلاح الدين دميرتاش، والناشط الحقوقي، رجل الأعمال عثمان كافالا.
وأطلق قليجدار أوغلو هجومه على أردوغان، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، بحسب صحيفة جمهورييت المعارضة.
وقال: "تم الزج بصلاح الدين دميرتاش الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، في السجن لأنه قال لأردوغان لن نجعلك رئيساً".
وأضاف: "أما عثمان كافالا فموجود داخل السجن لأن أردوغان يريد ذلك لكن ليعلم النظام أن المدة التي يقضيها المظلومون خلف القضبان ستكون وسام شرف على صدورهم".
واعتقل دميرتاش عام 2016 عندما كان رئيساً لحزب الشعوب الديمقراطي، ومعه فيجان يوكسك داغ الرئيسة المشاركة للحزب، على خلفية ملف التحقيقات المتعلق بعدة قضايا، منها أحداث شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014 الدامية التي وقع فيها قتلى كانوا يتظاهرون ضد عدم اتخاذ نظام أردوغان موقفا واضحا ضد تنظيم داعش عند احتلاله مدينة عين العرب (كوباني) ذات الأغلبية الكردية بسوريا.
وكافالا شخصية معروفة وتحظى بالاحترام في الأوساط الثقافية في أوروبا، وهو رئيس مجلس إدارة "مؤسسة الأناضول الثقافية" التي تسعى إلى إزالة الانقسامات الإثنية والمناطقية من خلال الفنون.
ويقبع في سجن سيليفري بمدينة إسطنبول، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بدعوى "محاولة قلب نظام الحكم" من خلال استخدام العنف في تظاهرات متنزه "جيزي" عام 2013، بعدها جددت مذكرة اعتقاله مرة أخرى ولكن هذه المرة بتهمة "التجسس".
قليجدار أوغلو تابع في السياق نفسه قائلا: "يواصل نظام أردوغان اعتقال كافالا رغم أن محكمة حقوق الإنسان الأوروبية سبقت وأن قالت إن في اعتقاله انتهاكًا لحقوق الإنسان".
واختتم تصريحاته مشددا على أنه سيواصل النضال ضد الظلم في هذا البلد و"إن كلفنا هذا حياتنا".
أوضه تي في.. انتقام سياسي
زعيم المعارضة التركية، أشار كذلك إلى الدعوى القضائية المرفوعة ضد موقع "أوضه تي في" التركي الإخباري، موضحاً أن إحدى جلساتها ستنعقد غدًا الأربعاء، معتبراً إياها "نوعًا من الانتقام السياسي".
وتابع قليجدار أوغلو: "كل هؤلاء المعارضين والنشطاء والصحفيين زج بهم في السجون لعدم مبايعتهم ومباركتهم أردوغان وسياساته".
وفي 7 يونيو/حزيران الماضي، أوقفت السلطات التركية كلا من إسماعيل دوكَل، ممثل محطة (تلي 1 أنقرة) التلفزيونية المحلية بالعاصمة (أطلق سراحه بعد استجوابه)، والصحفية ميسّر يلديز، مديرة موقع (أوضه تي في) الإخباري بالمدينة نفسها، على خلفية اتهامهما بالإرهاب.
أرقام كورونا.. تضليل متواصل
في سياق آخر جدد زعيم المعارضة التركية تأكيده أن الأرقام الرسمية التي تعلن عنها الحكومة بخصوص إصابات ووفيات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" لا تعكس الحقيقة على أرض الواقع.
وقال: "هذه الأرقام غير حقيقية، وهذا نعرفه نحن وأنتم والأطباء جيدًا، لكن مهما حدث سنواصل نضالنا"، مضيفًا: "وها هي المستشفيات والعنايات المركزة بها ممتلئة عن بكرة أبيها".
ومضى في حديثه: "كل هذا إن دل على شيء فيدل على أن هذه الدولة لا تدار بشكل جيد، أيعقل أن اللجنة العلمية المعنية بمتابعة أزمة كورونا ليس لها متحدث رسمي نستقي منه المعلومات الحقيقية بشأن تفشي الفيروس؟!"
وأضاف: "طيلة فترة تفشي الفيروس تركنا المعارضة، وحاولنا توجيه النظام لما فيه الصالح العام، لكن وزارة الصحة سرعان ما فقدت مصداقيتها بسبب الأرقام غير المقعنة التي باتت تعلن عنها يوما تلو الآخر، تلك الأرقام التي كانت تصدر بتعليمات مباشرة من أردوغان".
يذكر أن استطلاع رأى أجرته إحدى الشركات التركية، الاثنين، كشف عن أن 33.7% فقط من أنصار حزب العدالة والتنمية يثقون في أرقام وزارة الصحة حول فيروس كورونا، وبلغت النسبة 37.4% بين أنصار حزب الحركة القومية حليف الحزب الحاكم.
استطلاع الرأي أجرته مؤسسة “ميتربول” لاستطلاعات الرأي والدراسات، وأوضحت نتائجه أن 36.2% من المواطنين يرون أن الأرقام المعلنة صريحة وبها قدر من الشفافية، بينما يرى 58.9% من المواطنين أن الحكومة لا تتعامل بشفافية في هذا الأمر.
أما عن نسبة الثقة في الأرقام بين مؤيدي الأحزاب، فقد اعتبر 33.7% من أنصار حزب العدالة والتنمية أن الأرقام المعلنة غير شفافة، وكانت الإجابة نفسها بالنسبة لـ37.4% من أنصار حزب الحركة القومية.
فشل أردوغان اقتصاديًا
وفي الشق الاقتصادي قال زعيم المعارضة التركية إن "نظام أردوغان بالديون التي يحصل عليها من الخارج، يرتكب ظلمًا ضد 83 مليون تركي بسبب فشله الاقتصادي، إذ بات يستدين من أجل سد الديون، والاقتصاد بات عاجزًا".
وأضاف قليجدار أوغلو: "لقد بلغ عجز الموازنة خلال الأشهر السبع الأولى من العام الجاري 139 مليار ليرة، وهذا أكبر عجز في تاريخ الموازنة التركية".
وتابع: "هذا النظام بلغ به الحد إلى بيع 105 مليارات دولار حتى لا يتخطى الدولار حاجز الـ10 ليرات، ومن حصل على هذه الدولارات؟ حفنة من لوبي العملة الصعبة".
وأردف: "أقول لأردوغان وصهره (وزير الخزانة والمالية براءت ألبيرق)، عليكما أن توضحا لنا كيف يمكنكما إخراج البلاد من هذه الأزمة؟ أنا كمواطن أنتظر هذا التوضيح لأنكما السبب في هذه الأزمة".
وأدت السياسات الفاشلة للرئيس رجب طيب أردوغان وتدخله في القطاعات المالية إلى تعميق أزمات تركيا الاقتصادية والسياسية وفرار المستثمرين.
ووفقا لبيانات معهد الإحصاء التركي، فإن توقعات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من عام 2020، تشير إلى انخفاض مستمر، حيث انخفض الناتج الإجمالي 9.9% مقارنة بالربع المماثل من العام السابق 2019.
وتخلفت الليرة التركية عن معظم العملات الأخرى هذا العام بسبب مخاوف من استنزاف احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي التركي وتدخلات مكلفة للدولة في سوق الصرف وأسعار فائدة حقيقية سلبية بشكل حاد.
وتضررت الليرة أيضا على مدار الشهر المنصرم من النزاع بين تركيا واليونان حول موارد طبيعية في شرق البحر المتوسط.
وتواصل العملة التركية حالة الانهيار التي تعيشها منذ سنوات في ظل إصرار البنك المركزي التركي على معاندة المستثمرين وتثبيت سعر الفائدة للشهر الثالث على التوالي، مخالفا بذلك توقعات المراقبين والمحللين والخبراء.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز