السجون التركية في مرمى كورونا.. وتحذيرات من الأسوأ
حديث عن تسجيل إصابات بكورونا في سجون أردوغان سيئة السمعة، وسط تعتيم رسمي
في ظل التعتيم الذي تفرضه السلطات التركية على الوضع الحقيقي لمدى تفشي فيروس كورونا في البلاد، كشفت مصادر مختلفة عن تسجيل إصابات مؤكدة بين نزلاء سجونها سيئة السمعة.
معلومات تكشفت، وسط مطالبات بالإفراج الفوري، عن المعتقلين حتى لا تتحول السجون إلى بؤر لتفشي الوباء.
وقال برلماني معارض في حديث نقلته صحيفة "زمان" التركية، إنه "تم فرض حجر صحي على سجن أدرنة مساء الثلاثاء، بسبب فيروس كورونا الذي يواصل الانتشار بسرعة في تركيا".
وذكر النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي والناشط الحقوقي، عمر فاروق جرجرلي أوغلو، أنه تلقى أنباء من داخل سجن أدرنة تشير إلى "فرض حجر صحي بالسجن بعدما جاءت نتائج تحاليل 3 من أفراد الشرطة إيجابية".
ووفق ما تعلنه سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان، سجلت تركيا حالتي وفاة بفيروس كورونا، إضافة إلى 191 إصابة بالوباء. لكن المعارضة وحقوقيين يتحدثون عن أرقام أكبر من ذلك.
وكانت تركيا اتخذت تدابير عدة في الأيام الماضية لوقف تفشي وباء كوفيد-19 الذي أدى إلى وفاة شخص وإصابة 100 في البلاد بحسب آخر الأرقام الرسمية التي نشرت مساء الثلاثاء.
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام تركية معارضة أن "سجن كبسوت بمدينة باليكسير ظهرت به إصابة على الأقل بفيروس كورونا".
وقالت زوجة أحد السجناء في حديث لموقع "بولد ميديا" إن زوجها المعتقل في سجن كبسوت منذ عام، أصيب بفيروس كورونا.
وأضافت: "اتصل بي زوجي وأخبرني بثبوت إصابة أخرى بالفيروس داخل السجن، وأنه تم وضع الجميع داخل الحجر الصحي".
واستنادا لشهادات مراقبين وحقوقيين، تشهد زنازين سجن كبسوت ازدحاما في عدد النزلاء، حيث يقبع 45 شخصا داخل الزنزانة الواحدة التي تسع 25 شخصا فقط.
وكان برلمانيون وحقوقيون طالبوا بضرورة الإفراج عن المعتقلين في تركيا لمنع إصابتهم بفيروس كورونا الآخذ في الانتشار، وتحول السجون إلى بؤرة لانتشار المرض.
وحذر النائب المعارض جيهانجير إسلام، المستقيل مؤخرا من حزب السعادة، من أن فيروس كورونا قد ينتشر بين المعتقلين بسرعة كبيرة، مع استمرار انتشاره في الشارع بوتيرة كبيرة.
وقال في حديث صحفي: "يجب أن يخضع المعتقلون إلى معاملة مختلفة في مواجهة هذا التهديد الخطير، بموجب مبدأ احترام حقوق الإنسان. هناك من هم مصابون بالسرطان، ومن يعانون من أمراض مزمنة، ومن هم في سن أكبر من 40 عاما، كذلك يوجد داخل السجون الحوامل، والأطفال، يجب الإفراج بشكل عاجل عمن لا يوجد خطر من هروبهم".
وازداد عدد المعتقلين في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز المزعومة 2016، حيث نفذت السلطات حملة أمنية واسعة أسفرت عن اعتقال وفصل الآلاف من المدنيين والعسكريين بتهمة المشاركة فيها.
قبل أيام، حذرت مجلة "ناشيونال إنتريست" الأمريكية من خطورة سياسة التعتيم التي تنتهجها أنقرة في التعامل مع انتشار الوباء على أراضيها، وتوقعت أن الأمر سيقود إلى كارثة حتمية ستدمر الشعب التركي وستقضي على سلامه الاجتماعي.
ومنذ بداية انتشار الوباء في تركيا، حرص وزير صحتها على عدم تقديم أية معطيات حول المصابين، ولا عن مواقعهم، ورفض الرد على أسئلة الصحفيين بهذا الخصوص، متعللا بخصوصية المرضى، مع أن جل بلدان العالم وضعت تطبيقات عبر الإنترنت توضح خارطة تواجد المصابين بالمدن.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز