خبيران تركيان: المحادثات بين القاهرة وأنقرة "أذابت جليد" العلاقات
انتهت عصر اليوم الأربعاء، جولة المحادثات الاستكشافية الثانية بين مصر وتركيا، بعد يومين من النقاشات في أنقرة.
واتفقت مصر وتركيا على ضرورة اتخاذ إجراءات وخطوات إضافية لتطبيع العلاقات الثنائية بين الجانبين، وفقا لبيان مشترك صدر عقب انتهاء الجولة الثانية من المحادثات في أنقرة.
وقال سياسيون أتراك في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن الجولة الثانية من المباحثات بين مصر وتركيا نجحت في إذابة جبلا من الجليد في العلاقات بين البلدين.
لكن هؤلاء الخبراء شددوا في المقابل على أن "الجولة الثانية لم تحقق الاختراق المطلوب واللازم في ملفات عديدة من طريق التطبيع بين البلدين، وفي مقدمتها الملف الليبي.
وفي قراءته لمخرجات الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية، قال المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، إن البيان المشترك عقب المحادثات يعكس نجاح الجانبين المصري والتركي في إذابة وكسر الجليد في العلاقات بينهما، وإنهما يتحركان نحو مسار إيجابي في التقارب".
وتابع: "التطبيع سيحتاج لشهور قليلة وكل خطوة للأمام جيدة".
وإذ أشار رضوان إلى تقدم لافت في مسار المفاوضات، وتفاهم مبدئي بين الطرفين في عدد من الملفات يمكن البناء عليه، شدد على أنه "لازالت هناك ملفات خلافية عالقة بين الجانبين، أبرزها ليبيا وشرق المتوسط".
ونبه المحلل التركي إلى أن "التواصل سيستمر بين البلدين، رغم الاختلاف بينهما في عدد من الملفات، تماما كما يحدث في العلاقات بين تركيا وروسيا".
وأوضح "رغم التباين الكبير في الملفات بين موسكو وأنقرة وفي مقدمتها الملف السوري، إلا أن هناك تواصل وتفاهم بينهما في العديد من الملفات".
رضوان لفت أيضا إلى أن "هناك متغيرات قوية في المنطقة ساهمت في تنشيط العلاقات بين الطرفين فضلا عن الوضع الإقليمي والدولي".
إلى ذلك، توقع رضوان أيضا أن "يتم قريبا تسليم بعض العناصر المطلوبة ممن ثبت تورطهم في ارتكاب أعمال إرهاب في مصر، ومنع الإخوان بشكل عام من القيام بأي أعمال تضر بالسياسة المصرية".
بدوره، قال المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "مخرجات جلسات الجولة الثانية من المباحثات تعكس عدم التوصل لتطبيع كامل وسريع في العلاقات بين البلدين".
وتابع أن "مسار التطبيع طويل وليس قصيرا، والمطلوب من أنقرة تقديم المزيد من التنازلات في ملفات إقليمية عديدة مثل الملفين السوري والعراقي".
وقالت مصر وتركيا، في بيان مشترك في نهاية الجولة الثانية من المشاورات الاستكشافية، والتي عقدت في أنقرة يومي 7 و8 سبتمبر/أيلول الجاري، إنهما "ناقشتا قضايا ثنائية وعدة موضوعات إقليمية مثل الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وشرق المتوسط".
ولفت البيان إلى أن الجانبين اتفقا على مواصلة المشاورات، والتأكيد على رغبتهما في تحقيق تَقدُم بالموضوعات محل النقاش.
وكان سامح شكري وزير الخارجية المصري، أشار إلى أن القاهرة تسعى لإيجاد صيغة لتطبيع العلاقات مع تركياـ "لكن أمامنا الكثير لتنفيذ ذلك"، على حد قوله في تصريحات صحفية.
وتابع شكري "سنفتح الباب لمزيد من التقدم في علاقتنا مع تركيا عندما نكون راضين عن الحلول المطروحة للمسائل العالقة بيننا".
وأمس، استأنفت مصر وتركيا، الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بين البلدين، بعد نحو 4 أشهر على انتهاء الجولة الأولى.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في تصريحات صحفية أمس، إن بلاده ستتخذ الخطوات اللازمة لتعيين سفير لها في مصر، حال نجاح المفاوضات بين البلدين.
وأوضح أن "مسيرة التطبيع مع مصر مستمرة، ووضعنا لأجل ذلك خارطة طريق، واليوم نستضيف في أنقرة وفدا مصريا، وإن توصلنا إلى اتفاق سنقدم على الخطوات اللازمة لتعيين السفراء في كلا البلدين".
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA= جزيرة ام اند امز