نبات الخشخاش هو المصدر الذي يؤخذ منه مخدر الأفيون إضافة إلى استخدامات أخرى.
نشرت الجريدة الرسمية التركية، الأربعاء، مرسوماً رسمياً وقّعه الرئيس رجب طيب أردوغان، يجعله المتحكم الأول في زراعة الخشخاش.
جاء ذلك بحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، نقلاً عن عدد الجريدة الرسمية؛ حيث تم نشر مرسوم بإجراء تعديلات على اللائحة المتعلقة بعملية زراعة الخشخاش، وجمعه والاستفادة منه وبيعه وشرائه واستيراده وتصديره.
ووفق هذا التعديل فإن "الأماكن التي سيتم تخصيصها لزراعة الخشخاش، وإنتاجه سيتم تحديدها سنوياً بموجب قرار من رئيس الدولة، وسيكون هذا التخصيص وفق الحالة الاقتصادية والزراعية للدولة، ووفق حاجة السوق الداخلي لهذه النبتة، ووفق إمكانيات التصدير ووضع المخزون منها".
وأضاف التعديل أن "هذا القرار يصدر كل عام يوم 1 يوليو/تموز على أقصى تقدير، وإذا لم يصدر قرار جديد، تستمر الجهات المعنية في تطبيق مواد القرار السابق".
وأشار المرسوم إلى أن "مجلس الحبوب التركي هو الذي سيتولى تحديد مقدار ما سيزرع من الخشخاش في الأماكن التي تم تحديدها بموجب قرار الرئيس، وتحديد عدد الحقول والمقدار الذي سيزرعه كل منتج، فضلاً عن تحديد عدد من المسائل الأخرى".
وتابع: "وعلى من يرغبون في زراعة الخشخاش في الأماكن التي تم تحديدها وإعلانها بموجب قرار الرئيس، الحصوص على تصريح من مجلس الحبوب المذكور، على أن يكون التقدم للمكتب للحصول على هذا التصريح في موسم الشتاء بين 1 يوليو و30 أكتوبر/تشرين الأول، وفي موسم الصيف بين 1 فبراير/شباط، و15 مارس/آذار، تقديم الطلبات سيتم إلكترونياً".
وأوضح المرسوم أن "تصاريح الزراعة الممنوحة ستكون سارية لمدة عام واحد فقط، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عنها لأي شخص آخر"، مشيراً إلى أن "قرار رئيس الجمهورية سيحدد كذلك الأمور المتعلقة بأسعار كبسولات الخشخاش".
ونبات الخشخاش هو المصدر الذي يؤخذ منه مخدر الأفيون، وهو نبات حولي يبلغ ارتفاعه من 2 إلى 4 أقدام، ينتج أزهاراً ذات أربع بتلات قد تكون بيضاء أو قرمزية أو حمراء أو بنفسجية أو أرجوانية ولكن اللون الأكثر شيوعاً هو اللون الأبيض.
وللنبات رأس أو كبسولة ذات استدارة غير منتظمة تبدو بيضاوية الشكل من القمة إلى القاع، ويتراوح حجمها عند النضج بين حجم حبة الجوز وحجم البرتقالة الصغيرة، وتحتوي الكبسولة على بذور النبات.
وتحتل تركيا مركزاً متقدماً على مستوى العالم من حيث المساحات المزروعة بالخشخاش، والمصانع التي تعمل على إنتاجه؛ بحيث يزرع بها أكثر من 50 نوعاً من هذه النبتة، بحسب ما ذكرته العديد من التقارير الصحفية في أوقات سابقة.
وأشارت تلك التقارير إلى أن هناك بعض المصادر تقول إن زراعة الخشخاش بدأت في الأناضول منذ 3000 سنة قبل الميلاد، وما زالت مستمرة حتى الآن.
وفي شهر يوليو/تموز من كل عام، يبدأ موسم حصاد الخشخاش الذي يعد قضاء "بي شهير" بولاية "قونيا" (وسط) من أكثر الأماكن التي تنتج فيها هذه النبتة بتركيا.
ومنذ انهيار قيمة الليرة التركية في العام الماضي، والتي نتج عنها أزمة اقتصادية حادة في تركيا مع ارتفاع في الأسعار، تحاول الحكومة التركية إيجاد حلول حتى وإن كان بزراعة النباتات المخدرة بشكل علني ورسمي.
تجدر الإشارة إلى أن أردوغان سبق وأن تحدث في أكثر من مناسبة مطلع العام الجاري، عن اعتزام بلاده زراعة نبتة القنب أو الحشيش "لأن له فوائد متعددة في مجالات مختلفة".
وهذه التصريحات ليست بمستغربة عن تركيا المعاصرة، التي تسير على نهج العثمانيين في هذا الصدد، إذ زُرع الحشيش بصورة شرعية في الدولة العثمانية.
وكانت منطقة البحر الأسود هي التي تتكاثف فيها عمليات زراعة الحشيش؛ حيث كانت عمليات زراعته، وصناعاته التحويلية تتم على أيدي عائلات صغيرة تمتلك الأراضي وكذلك الورش المصنعة.
وقد كانت الدولة العثمانية إضافة إلى تحصيلها الضرائب المالية من مزارعي القنب الهندي في منطقة البحر الأسود، تقوم بتحصيل جزء من تلك الضرائب عينياً في صورة "حشيش".