10 ملايين مشاهدة.. الأتراك يصدقون المافيا ويرون أردوغان "مذنبا"
حصد مقطع الفيديو الثامن الذي بثه، الأحد، زعيم المافيا التركية سادات بَّكَرْ أكثر من 10 ملايين مشاهدة خلال 24 ساعة فقط.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "ميللي غزته" التركية، الإثنين، وتابعته "العين الإخبارية".
ومنذ أكثر من شهر يقوم زعيم المافيا بنشر فيديوهات عبر قناته على موقع "يوتيوب" يكشف من خلالها عن تورط مسؤولين أتراك بارزين سابقين وحاليين في عدد من الجرائم والفضائح.
والأحد، كان الرأي العام التركي على موعد من الفيديو الثامن من نوعه الذي يبثه بكر، بل كان كثير من الأتراك متشوقين لمشاهدته؛ لا سيما أن زعيم المافيا كان قد استبق الفيديو بسلسلة تغريدات على مدار الأسبوع الماضي، توعد فيها النظام بفضائح موجعة تخص الرئيس، رجب طيب أردوغان؛ بذلك المقطع.
غير أن "بكر" لم يفِ بما وعد به متابعيه، وأعلن في مقطع الفيديو الثامن أنه يتسامح مع “الأخ طيب أردوغان” في إشارة إلى تراجعه عن تنفيذ تهديده.
الفيديو الثامن حصد 10 ملايين و165 ألفًا و187 مشاهدة خلال 24 ساعة، وفق المصدر نفسه.
هذا وتتزايد نسب مشاهدة التسجيلات المصورة التي ينشرها سادات بكر بمرور الوقت، حيث حصد مقطع الفيديو الأول على نسب مشاهدة بلغت 6.8 ملايين مشاهدة، و6.1 مليون للفيديو الثاني، و5.9 ملايين للثالث، و7.1 مليون للرابع، و8.4 ملايين للخامس، و9.9 ملايين للسادس، و16 مليون للفيديو الثامن
تويتر واستطلاع رأي
على الصعيد ذاته تصدر هاشتاق "sedatpeker 8" أو "سادات بكر 8" قائمة الأكثر تداولًا وشهرة في تركيا، بعد ساعات من نشر زعيم المافيا الفيديو الثامن له.
كما كشفت نتائج استطلاع رأي أن 75% من الأتراك يصدقون الادعاءات التي أطلقها زعيم المافيا.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "غزته دوفار" المعارضة، أن مؤسسة "أوراسيا" للأبحاث، أجرت استطلاعًا للرأي في مواجهات مباشرة خلال الفترة من 23 إلى 28 مايو/أيار الجاري، بمشاركة 2480 شخصًا في 27 ولاية.
ووفق ما ذكره كمال أوزقيراز، رئيس المؤسسة المذكورة، فلقد تم تقسيم المشاركين إلى قسمين هما ناخبو "تحالف الجمهور" الحاكم المكون من حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية، و "تحالف الأمة" المعارض، المكون من عدة أحزاب معارضة أبروها الشعب الجمهوري، والخير.
أوزقيراز شدد على أن الاستطلاع ركز حول مدى تأثير مقاطع الفيديو التي نشرها على مدار شهر زعيم المافيا بكر في المجتمع.
وردًا على سؤال "هل شاهدت مقاطع فيديو سادات بكر؟" أجاب بـ"نعم شاهدتهم جميعًا" 35.2% من المشاركين بالاستطلاع ممن يؤيدون "تحالف الجمهور، فيما قال 40.1% من نفس الشريحة "نعم، شاهدت بعضهم".
وقال 38.9% من ناخبي تحالف المعارضة إنهم شاهدوا جميع مقاطع الفيديو، مقابل 50.9% قالوا إنهم شاهدوا بعضها.
وردًا على سؤال "هل تعتقد أن ما قاله سادات بكر صحيحًا؟" أجاب 22.5٪ من ناخبي التحالف الحاكم بـ “أعتقد كلها صحيحة”، فيما وصلت هذه النسبة إلى 78.2٪ بين ناخبي المعارضة.
وقال 23.7٪ من ناخبي تحالف الشعب الحاكم "أعتقد أن أغلبها صحيح"، بينما كانت هذه النسبة 8.6٪ بين ناخبي تحالف الأمة.
وفي تحليل منه لهذه النسب قال أوزقيراز "هذه النتيجة تشير أن 75% من الأتراك يصدقون ادّعاءات بكر".
وردًا على سؤال "هل يجب على السياسيين والإداريين المستهدفين من قبل سادات بكر الاستقالة؟"، أجاب 70.9% من ناخبي المعارضة بـ"نعم"، مقابل 25.6% منهم قالوا "نعم، يجب وقفهم عن العمل حتى يتم تبرئتهم".
كما أن 15.6% من ناخبي التحالف الحاكم، قالوا ردًا على نفس السؤال "نعتقد أنهم مذنبون، نعم يجب عليهم الاستقالة"، و21.3% قالوا "نعم، يجب عليهم ترك مناصبهم حتى تبرئتهم".
سؤال آخر طرحه الاستطلاع مفاده "هل لديكم معارف عدلوا عن فكرة التصويت لتحالف الجمهور، والرئيس أردوغان بعد فيديوهات زعيم المافيا؟"، فقال 19.6% من ناخبي التحالف الحاكم "نعم"، ونفس الشيء قاله 23.9% من ناخبي تحالف المعارضة.
فضائح الفيديو الثامن
وفي مقطع الفيديو الأخير، كشف بكر مزيدا من الفضائح التي تورطت بها حكومة أردوغان، من بينها تسليح جبهة النصرة الإرهابية والمتاجرة بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل.
ولفت إلى أن الحكومة أرسلت الأسلحة إلى "جبهة النصرة" من خلال شركة "صادات" الأمنية.
وقال في هذا الصدد "كنت أرسل باسمي شاحنات محملة بالمواد الغذائية والملابس والسترات الفولاذية والعربات المدرعة إلى إخواننا التركمان في سوريا".
وتابع "وفي وقت لاحق اقترحت عليّ شركة صادات الأمنية ضمّ شاحناتها إلى أسطول شاحناتي لإرسالها إلى قبائل التركمان في سوريا، لكن علمت فيما بعد أنها محملة بالأسلحة، وتم تسليمها لجبهة النصرة بدلا من التركمان".
وشدد زعيم المافيا على أن الشاحنات المحملة بالأسلحة لم تكن تابعة للجيش التركي والاستخبارات الوطنية وإنما كانت لشركة صادات الأمنية، التي توصف في تركيا بأنها "جيش أردوغان الموازي".
وفي الشأن الليبي، زعم بكر أن المناقصات التركية التي حددها أردوغان، في ليبيا، كانت السبب في قرار رئيس الوزراء الليبي السابق فايز السراج بالاستقالة فجأة.
وقال بكر "أخبرني أحد الوزراء الليبيين ولن أذكر اسمه حتى لا يحدث له أي مشكلات، أنه قد حدث في ليبيا حادث مثير، تمثل في قيام الرئيس أردوغان باختيار المناقصات لبعض الشركات التابعة له".
وتابع "أتعلمون لماذا استقال السراج؟ أنا كنت لا أعلم أيضا، ولكني علمت حديثا، استقال بسبب تلك المناقصات، لأنه ومن يدعمونه من المحاربين ورجال الأعمال الليبيين كانوا يريدون المناقصات، ولكن لم يأخذوها، ولهذا استقال فجأة. وأنا أنقل هذا الكلام عن الوزير".
وعلى خلفية دعمه وزير الداخلية سليمان صويلو، ووصفه اتهامات بكر بـ"المؤامرة الدولية"، توعد زعيم المافيا الرئيس أردوغان قائلا "فأنا سوف أخصص الفيديو القادم لك، وسوف أتحدث عن تاريخ العلاقة بيننا، وعن كيفية تعرفنا على بعضنا البعض وما جرى من حديث بيننا".
اتهامات كشفت المستور
اتهامات زعيم المافيا بالفساد والاغتيالات السياسية مرورا بالاتجار بالمخدرات والاغتصاب، والتي كشف عنها على مدار أكثر من شهر، من خلال مقاطع الفيديو، طالت الدائرة المقربة من أردوغان بما في ذلك رئيس وزراء سابق، ومسؤولون كبار وأفراد من أسرهم.
وتركزت التسجيلات بشكل خاص على وزير الداخلية سليمان صويلو، حيث قال بكر إنه "وفّر له الحماية ثم أبلغه عن اتهامات جديدة وشيكة ما أتاح له الفرار من البلاد".
وبدأ بكر بتسجيل الفيديوهات بعد أن دهمت الشرطة منزله في تركيا في أبريل/نيسان الماضي، وأساءت معاملة أسرته كما قال.
ولم يتم إثبات أي من الاتهامات، فيما تصر الشخصيات المستهدفة على البراءة، لكن الفضيحة السياسية التي فجرتها التسجيلات تأتي في أسوأ الأوقات لأردوغان، الذي تتراجع شعبيته وفق استطلاعات الرأي، بسبب ارتفاع معدلات التضخم والانخفاض الحاد في سعر صرف الليرة التركية.
ولزم أردوغان الصمت أولا ثم دافع الأربعاء وبدون أن يذكر اسم بكر، بقوة عن حكومته ووزير الداخلية صويلو محور الاتهامات.
وقال: "خلال 19 عاما سحقنا المنظمات الإجرامية الواحدة تلو الأخرى"، مؤكدا وقوفه "إلى جانب" وزير الداخلية، مضيفا "نلاحق أفراد العصابات الإجرامية في أي مكان يفرون إليه في العالم".
الفضائح التي كشف عنها سادات بكر جددت لدى الأتراك الشكوك في تعامل الحكومة مع عصابات المافيا، خاصة في حوادث الاغتيالات والاختطاف والاختفاء القسري، وتجارة السلاح والمخدرات.
وقبل عام غادر بكر الأراضي التركية لكنه أطلق تصريحات حول العلاقات المثيرة بين كل من السلطة والسياسة والمافيا والصراع الذي يدور حول مراكز القوى في البلاد، عقب عملية أمنية استهدفت 48 من رجاله في تركيا خلال أبريل/نيسان الماضي.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز