فيديو المافيا الثامن.. نظام أردوغان ينفي ويتهم "تحالفات شريرة"
لم يتأخر نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الرد على آخر مقطع نشره زعيم المافيا، وكشف فيه عن فضائح جديدة.
وفي وقت سابق الأحد، نشر سادات بكر، زعيم المافيا، مقطع فيديو هو الثامن له ضمن سلسلة فيديوهات يبثها على قناته بموقع "يوتيوب" منذ أكثر من شهر، وتحظى بنسب مشاهدة عالية، لتضمنها العديد من الجرائم والفضائح التي يزعم بكر تورط النظام بها.
الرد من النظام جاء على لسان أوقطاي صارال كبير مستشاري الرئيس أردوغان، وذلك في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقال صارال في تغريدته عن الاتهامات الجديدة "إنها تصريحات واهية، وفارغة مكانها سلة المهملات، وتركيا لا يمكن أن تهتز بمثل هذه الأوهام".
وأضاف قائلا "لقد كشف بكر بتصريحاته الواهية أنه تحت تصرف أعداء تركيا والتحالفات الشريرة بداخل تركيا، ستفعل دولتنا ما هو ضروري وستعلم أي قوة أيًّا كانت أن هذا البلد لا يمكن أن يهتز بمثل هذه الأوهام".
شركة "صادات" تنفي
بدورها نفت شركة "صادات" الأمنية (برئاسة عدنان طانري فردي مستشار أردوغان السابق)، التهمة التي وجهها زعيم المافيا بكر، في مقطع الفيديو الثامن، بإرسال السلاح إلى جبهة النصرة السورية، التي تعتبر الجناح السوري لتنظيم القاعدة، في شاحنات تابعة له عبر الحدود باعتبارها تحمل مساعدات غذائية إلى تركمان سوريا.
الشركة أصدرت بيانا للرد على ما قاله بكر، قالت فيه "استهدف زعيم التنظيم الإرهابي الهارب، الذي ثبتت جرائمه، المؤسسة الرسمية لجمهورية تركيا، وجهاز المخابرات الوطني، وشركتنا المتميزة للدفاع وبعض البيروقراطيين".
ودعت الشركة زعيم المافيا إلى إثبات اتهاماته بالوثائق، قائلة "ندعو من يلقون الافتراءات إلى تسليم المستندات إلى النيابة العامة، اعترف سادات بكر في مقطع الفيديو الخاص به أنه يبيع أسلحة للجماعات الإرهابية، لكن ليس لنا علاقة بالسلاح الذي سلمه بكر للجماعات الإرهابية".
صراعات العدالة والتنمية
على الصعيد نفسه، توقع الصحفي التركي الشهير محمد أمين قورناز أن نهاية العدالة والتنمية باتت وشيكة، مشيرا إلى كثرة الصراعات على السلطة داخل الحزب الحاكم.
وفي مقال له بصحيفة "برغون" التركية المعارضة، قال الكاتب المذكور إن "أعضاء الحزب وكذلك المعارضة يضمرون غضبا كبيرا تجاه أردوغان، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة بدعم وزير الداخلية سليمان صويلو، ضد تلك الادعاءات".
ولفت أن "الصراعات داخل العدالة والتنمية باتت على المكشوف، بعدما كانت تتم وراء الكواليس"، مشددا على أن "فيديوهات زعيم المافيا السبب الرئيسي وراء تلك الصراعات".
ومن بين تلك الصراعات، وفق ما ذكره قورناز، صراع بين صويلو ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إثر رغبة الأخير في ضم فرق الدرك لسيطرته، الأمر الذي رفضه الأول.
الكاتب ذكر كذلك أن وكالة الأناضول الرسمية للأنباء، نشرت مؤخرا وثيقة مزيفة تشير لتبعية سادات بكر إلى جماعة رجل الدين فتح الله غولن، دون وجود توقيع رسمي بأسماء أشخاص مقربين من صهر أردوغان ووزير الخزانة والمالية السابق براءت ألبيرق، موضحًا أن ذلك سببه "وجود صراع داخل الإعلام والسلطة".
الكاتب أوضح كذلك أنه لم يصدر أي أمر قضائي أو تحقيق مع السياسي الذي يتلقى 10 آلاف دولار رشوة شهريا، والذي تحدث عنه وزير الداخلية صويلو، حينما وجهت له اتهامات زعيم المافيا، وتكونت جبهة معارضة له داخل الحزب الحاكم.
صويلو في تصريحاته المثيرة آنذاك، قال إنه يعلم من هو هذا السياسي، وكان نائب رئيس حزب العدالة والتنمية السابق متين كولونك محور تلك المزاعم، ولكنه لم يؤكد أو ينفي تلك الادعاءات.
فضائح الفيديو الثامن
وفي مقطع الفيديو الجديد، كشف بكر مزيدا من الفضائح التي تورطت بها حكومة أردوغان، من بينها تسليح جبهة النصرة الإرهابية والمتاجرة بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل.
ولفت أن الحكومة أرسلت الأسلحة إلى "جبهة النصرة" من خلال شركة "صادات" الأمنية.
وقال في هذا الصدد "كنت أرسل باسمي شاحنات محملة بالمواد الغذائية والملابس والسترات الفولاذية والعربات المدرعة إلى إخواننا التركمان في سوريا".
وتابع "وفي وقت لاحق اقترحت عليّ شركة صادات الأمنية ضمّ شاحناتها إلى أسطول شاحناتي لإرسالها إلى قبائل التركمان في سوريا، لكن علمت فيما بعد أنها محملة بالأسلحة، وتم تسليمها لجبهة النصرة بدلا من التركمان".
وشدد زعيم المافيا على أن الشاحنات المحملة بالأسلحة لم تكن تابعة للجيش التركي والاستخبارات الوطنية وإنما كانت لشركة صادات الأمنية، التي توصف في تركيا بأنها "جيش أردوغان الموازي".
وفي الشأن الليبي، زعم بكر أن المناقصات التركية التي حددها أردوغان، في ليبيا، كانت السبب في قرار رئيس الوزراء الليبي السابق فايز السراج بالاستقالة فجأة.
وقال بكر "أخبرني أحد الوزراء الليبيين ولن أذكر اسمه حتى لا يحدث له أي مشكلات، أنه قد حدث في ليبيا حادث مثير، تمثل في قيام الرئيس أردوغان باختيار المناقصات لبعض الشركات التابعة له".
وتابع "أتعلمون لماذا استقال السراج؟ أنا كنت لا أعلم أيضا، ولكني علمت حديثا، استقال بسبب تلك المناقصات، لأنه ومن يدعمونه من المحاربين ورجال الأعمال الليبيين كانوا يريدون المناقصات، ولكن لم يأخذوها، ولهذا استقال فجأة. وأنا أنقل هذا الكلام عن الوزير".
وعلى خلفية دعمه وزير الداخلية سليمان صويلو، ووصفه اتهامات بكر بـ"المؤامرة الدولية"، توعد زعيم المافيا الرئيس أردوغان قائلا "فأنا سوف أخصص الفيديو القادم لك، وسوف أتحدث عن تاريخ العلاقة بيننا، وعن كيفية تعرفنا على بعضنا البعض وما جرى من حديث بيننا".
اتهامات كشفت المستور
اتهامات زعيم المافيا بالفساد والاغتيالات السياسية مرورا بالاتجار بالمخدرات والاغتصاب، والتي كشف عنها على مدار أكثر من شهر، من خلال مقاطع الفيديو، طالت الدائرة المقربة من أردوغان بما في ذلك رئيس وزراء سابق، ومسؤولون كبار وأفراد من أسرهم.
وتركزت التسجيلات بشكل خاص على وزير الداخلية سليمان صويلو، حيث قال بكر إنه "وفّر له الحماية ثم أبلغه عن اتهامات جديدة وشيكة ما أتاح له الفرار من البلاد".
وبدأ بكر بتسجيل الفيديوهات بعد أن دهمت الشرطة منزله في تركيا في أبريل/نيسان الماضي، وأساءت معاملة أسرته كما قال.
ولم يتم إثبات أي من الاتهامات، فيما تصر الشخصيات المستهدفة على البراءة، لكن الفضيحة السياسية التي فجرتها التسجيلات تأتي في أسوأ الأوقات لأردوغان، الذي تتراجع شعبيته وفق استطلاعات الرأي، بسبب ارتفاع معدلات التضخم والانخفاض الحاد في سعر صرف الليرة التركية.
ولزم أردوغان الصمت أولا ثم دافع الأربعاء وبدون أن يذكر اسم بكر، بقوة عن حكومته ووزير الداخلية صويلو محور الاتهامات.
وقال: "خلال 19 عاما سحقنا المنظمات الإجرامية الواحدة تلو الأخرى"، مؤكدا وقوفه "إلى جانب" وزير الداخلية، مضيفا "نلاحق أفراد العصابات الإجرامية في أي مكان يفرون إليه في العالم".
الفضائح التي كشف عنها سادات بكر جددت لدى الأتراك الشكوك في تعامل الحكومة مع عصابات المافيا، خاصة في حوادث الاغتيالات والاختطاف والاختفاء القسري، وتجارة السلاح والمخدرات.
وقبل عام غادر بكر الأراضي التركية لكنه أطلق تصريحات حول العلاقات المثيرة بين كل من السلطة والسياسة والمافيا والصراع الذي يدور حول مراكز القوى في البلاد، عقب عملية أمنية استهدفت 48 من رجاله في تركيا خلال أبريل/نيسان الماضي.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjgwIA==
جزيرة ام اند امز