تركيا تنتقد ملاحقة واشنطن لذئاب أردوغان الرمادية
هاجمت وزارة الخارجية التركي مشروع قانون أمريكي تم عرضه على الكونجرس، تضمن بندًا حول تنظيم "الذئاب الرمادية" التركية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة طانغو بيلغيتش، الأربعاء، إنه "لمن المؤسف أن يتضمن مشروع القانون الذي تم عرضه على مجلس الشيوخ الأمريكي، بندًا يلزم وزارة الدفاع (بنتاجون) بإعداد تقرير عما إذا كان تنظيم الذئاب الرمادية منظمة إرهابية أم لا".
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
وتابع المتحدث "هذا القانون ينص على اتهامات لا أساس لها، ولا يتناسب مع السياسة بين دولتين حليفتين مثل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية".
وسبق أن فرضت العديد من البلدان الأوروبية قيودًا وحظرًا على أنشطة ذلك التنظيم؛ على اعتبار أنه "عنصري ومعاد للسامية ومعاد للديمقراطية ويهدد الأمن الداخلي".
"الذئاب الرمادية"
و"الذئاب الرمادية" تنظيم يميني متطرف مرتبط بحزب الحركة القومية، حليف العدالة والتنمية الحاكم، تأسس في أواخر الستينيات وشارك في العنف السياسي الذي اجتاح البلاد في السبعينيات، واستهدف النشطاء اليساريين والأقليات العرقية.
وشارك التنظيم في عمليات اغتيال عدد من السياسيين والمثقفين اليساريين. ويُقدَّر أنها قامت بـ694 هجوماً خلال الفترة 1974-1980 راح ضحيتها الآلاف.
ويقوم التنظيم على فكرة تمجيد الشعب التركي واستعادة أمجاده التاريخية، كما يساند بقوة الأطروحات الرسمية في قضايا الأرمن والأكراد، ويدعم بقوة تمدد البلاد في محيطها الجغرافي.
وسُمِّي التنظيم بـ"الذئاب الرمادية" لما يُمثِّله الذئب في الأساطير التركية. ولذلك فإن قادته ومناصريه يستخدمون إيماءة مميزة تُرفع خلالها قبضة اليد مضمومة مع رفع السبابة والخنصر وضم بقية الأصابع إلى بعضها، مما يعطي شكل وجه الذئب.
واستخدم أردوغان هذه الإيماءة لأول مرة في خطاب له في مدينة مرسين في 13 مارس/آذار 2018، وكررها عدة مرات، مما يُعبِّر عن تعاطفه مع أفكار هذه الجماعة.
وتعتبر "الذئاب الرمادية" الذراع العسكرية لحزب الحركة القومية. وكغيرها من التنظيمات اليمينية المتطرفة، فإنها تؤمن باستخدام العنف كأداة في العمل السياسي، وتوفر المبرر السياسي والأخلاقي لذلك.
ويتبنى حزب الحركة القومية أفكارا يمينية متعصبة تنطلق من مبادئ قومية وعنصرية، والحزب يدعو أيضاً إلى التواصل مع الأتراك أينما كانوا والعمل على توحيدهم في دولة واحدة، ويتبنى موقفاً عنصرياً تجاه الأقليات خصوصاً الأكراد والأرمن.
هذه الأفكار ذات طابع توسعي بالضرورة، إذ تعيش أقليات تركية في عدد من الدول التي تمتد من البلقان إلى آسيا الصغرى. ولهذا يؤيد الحزب سياسات أردوغان التوسعية بدعوى أنها خطوة على طريق تحقيق تلك المكانة الرفيعة التي يسعى إلى استعادتها.
وعلى مدى السنين، تم إنشاء فروع للذئاب الرمادية في الأحياء والمدن الأوروبية التي تعيش فيها جاليات تركية كبيرة في دول مثل ألمانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا، بهدف نشر أفكارها القومية المتطرفة بينهم. وعادةً ما تمارس نشاطها في شكل مجموعات أو حلقات نقاش مغلقة ليست مفتوحة للجميع.
واستخدمت تركيا "الذئاب الرمادية" في حشد التأييد لسياساتها ومواجهة التنظيمات التي تنتقد سياسات أردوغان. فتقوم بتوزيع المطبوعات والمنشورات التي تصب غضبها وتحريضها تجاه ثلاث فئات: الأكراد الذين يتمتعون بالجنسية التركية ويطالبون بالمساواة، والأرمن الذين يُذكِّرون العالم بالمذابح التركية التي ارتكبت ضدهم في عام 1915، ومناصري اليونان في خلافها مع تركيا.
كما تقوم بتنظيم المظاهرات التي ترفع هذه الشعارات في مواجهة المظاهرات التي ينظمها الأكراد والأرمن والتي تتحول في كثير من الأحيان إلى أعمال شغب وعنف.