كرامتنا هي رأسمالنا التي لا ولن تسمح لنا بالسفر إلى تركيا، من أجل سياحة عابرة سنجدها في دول أخرى بشكل أفضل وأكثر أمانا.
المؤمن "كيّس فطن" كما يقال في الأثر، لذا يجب ألا تُمارس علينا الخدع ونرضخ ونستجيب إلى رغباتنا أو لكل ما يُقال أو يُكتب لا سيما غير المقنع لنا، خصوصا التي تخص الدين والوطن أو الكرامة، فهذه الأمور خطوط حمراء يجب ألا نتجاوزها وأن نَحْذَرَ من الخديعة وما عدا ذلك فإن فيه أخذا وردا.
من حق الشعب السعودي التوجس والحذر من السفر إلى تركيا ومحاسبة أردوغان وحكومته على تلك النوايا الخبيثة والغادرة، فهي لم تعد توقعات وتخمينات أو تلميحات بل تحولت إلى تصريحات، وهناك قاعدة معروفة في الفقه "الأحكام يعمل فيها بالظواهر والله يتولى السرائر"
ما حدث من وزير الداخلية التركي من تهديد باعتقال كل من ينتقد بلاده حتى من خارجها، والقبض عليه فور وصوله إلى تركيا، وبخاصة الذين يشاركون في فعاليات معارضة في أوروبا وألمانيا.
تبادر إلى ذهني سؤال هل يحق لنا أن نحاسب الأتراك على نواياهم التي لا يعلمها إلا علام الغيوب؟ أم أن لنا الظاهر فقط؟
بيان سفارة تركيا في الرياض بالنسبة إليّ لم يقنعني أبدا، لأنه لم ينفِ التهديد وأسلوب العصابات في تتبع الخصوم، وإنما حاول جاهداً أن يبين أن ذلك التهديد والوعيد الشديد يُقصد به الأكراد المعارضون لأردوغان، وهذا جزء من المراوغة المعهودة منهم ومحاولة لإصلاح ولملمة للموضوع لا سيما أن الحكومة الألمانية حذرت رعاياها من السفر إلى تركيا بعد التهديد، وأثارت تلك التهديدات غضب العديد من السياسيين في برلين.
إذن من حق الشعب السعودي التوجس والحذر من السفر إلى تركيا ومحاسبة أردوغان وحكومته على تلك النوايا الخبيثة والغادرة، فهي لم تعد توقعات وتخمينات أو تلميحات، بل تحولت إلى تصريحات، وهناك قاعدة معروفة في الفقه "إن الأحكام يعمل فيها بالظواهر والله يتولى السرائر".
ومما زاد الطين بلة هو إساءة الصحف المقربة والمدعومة من حزب أردوغان للسعوديين ووصفهم بالذباب، وما يهمنا هنا نظرتهم العنصرية المستحقرة إلى العرب، فلماذا وكالة الأناضول التركية الرسمية لم تسئ إلى ردود أفعال الإعلام الألماني كما أساءت للسعوديين؟
لهذا السفر إلى تركيا من وجهة نظري أصبح مخاطرة بالنفس، وهدرا للمال والوقت، وقبل هذا وذاك هو هدر لقيمة الإنسان وكرامته، فأنت هناك إما أن تتعرض للقتل وإما للاعتقال وإما للسرقة والنصب، وإما على أقل تقدير للإهانة، فأردوغان مارس ديكتاتوريته العثمانية على شعبه فطغى وتكبّر وتَجَبّر، ويسعى الآن لممارستها على السياح.
يجب الوقوف صفا واحدا أمام هذه الدولة المتغطرسة واتخاذ أقصى درجات المقاطعة الشعبية في دول الخليج مع هذه الحكومة المتكبرة، فهي لديها أحقاد ومطامع، وترى العرب مجرد سذج ومغفلين، وكرامتنا هي رأسمالنا التي لا ولن تسمح لنا بالسفر إلى تركيا، من أجل سياحة عابرة سنجدها في دول أخرى بشكل أفضل وأكثر أمانا.
فالمواطن السعودي، الذي يستحق الاحترام والتقدير استطاع هدم إمبراطوريات إعلامية، ووطئ بقدميه على رؤوس أعدائه، من السهل عليه تركيع تركيا وغيرها وإيقافها عند حدها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة