المعارضة تحاكم أردوغان.. التنصت والقضاء وكورونا
جدد زعيم المعارضة التركية هجومه على النظام التركي الحاكم على خلفية تدخل الأخير في أعمال القضاء مما يشكك في نزاهته.
واتهم زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، اتهامه لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان بالتنصت عليه وعلى أسرته، مشددا على أن تنصت النظام يشمل كذلك كافة خصومه من المعارضة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قليجدار أوغلو، الخميس، خلال مقابلة مع قناة "ميديا سكوب" التلفزيونية المحلية، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
وقال قليجدار أوغلو، في تصريحاته: "النظام يتنصت على هواتفي وهواتف عائلتي، وكذلك يتنصت على المعارضة بشكل عام؛ لكن بسبب احترامي للدولة، لا أريد أن أقول إن الدولة تتنصت علينا، رغم علمي بذلك، يتنصتون على خصومهم في بلد لا توجد فيه ديمقراطية".
وبات التنصت على المعارضة التركية أمرًا شائعًا خلال الآونة الأخيرة، فقبل أسبوع كان قليجدار أوغلو قد خرج ليتهم النظام بالتنصت عليه وأسرته، معتبرا أنه مهدد بالقتل.
وبعد تصريحات زعيم المعارضة، خرج تمل قره ملا أوغلو، زعيم حزب "السعادة" المعارضة، بتصريحات مماثلة اتهم فيها النظام أيضًا بالتنصت عليه، ورصد تحركاته أينما ذهب، على حد تعبيره.
وبعدها خرج حزب "الشعوب الديمقراطي"، الكردي المعارض؛ ليعلن عن عثوره على العديد من أجهزة التنصت في مقر فرع الحزب بمدينة إسطنبول.
الانتخابات وحقوق الإنسان
وفي سياق آخر، تطرق قليجدار أوغلو إلى اعتقال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الأسبق، صلاح الدين دميرتاش، قائلًا "أين حقوق الإنسان أمام اعتقال شخص لمدة ثلاث سنوات ونصف، رغم وجود قانون يؤكد أن الاعتقال ليس ضروريًا، وأن الأساس المحاكمة".
وأضاف "سبق أن قال أردوغان إن دميرتاش لن يرى النور أبدًا، الرئيس التركي يخيف القضاة ويرهبهم، هناك فساد وتعفن كبير في المحاكم، ووزارة العدل، حتى رئيس المحكمة العليا يقول إن معدل الثقة في العدالة يبلغ 30 %".
واعتقل دميرتاش عام 2016 عندما كان رئيسًا لحزب الشعوب الديمقراطي، ومعه فيجان يوكسك داغ، على خلفية ملف التحقيقات المتعلق بعدة قضايا، منها أحدات شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2014 الدامية التي وقع فيها قتلى كانوا يتظاهرون ضد عدم اتخاذ نظام أردوغان موقفًا واضحًا ضد تنظيم داعش عند احتلاله مدينة عين العرب(كوباني) ذات الأغلبية الكردية في سوريا.
في السياق نفسه شدد قليجدار أوغلو على أهمية إطلاق سراح رجل الأعمال التركي المعتقل عثمان كافالا، قائلًا "كانوا أطلقوا سراحه، لكنهم رفعوا دعوى قضائية ضده في نفس الحادث، لم يفعلوا ذلك مع القس برونسون، بل صدر على الفور قرارًا بالإجلاء وإعداد طائرته الخاصة وإرساله إلى أمريكا".
وكافالا شخصية معروفة وتحظى بالاحترام في الأوساط الثقافية في أوروبا، وهو رئيس مجلس إدارة "مؤسسة الأناضول الثقافية" التي تسعى إلى إزالة الانقسامات الإثنية والمناطقية من خلال الفنون.
ويقبع في السجن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وأصبح رمزا لما يقول مؤيدون أنه حملة قمع للمجتمع المدني.
وكافالا معتقل بسجن "سيليفري" في مدينة إسطنبول خلفية اتهامه بـ"محاولة قلب نظام الحكم" من خلال استخدام العنف في تظاهرات متنزه "جيزي" عام 2013، بعدها جددت مذكرة اعتقاله مرة أخرى ولكن هذه المرة بتهمة “التجسس”.
واستطرد قليجدار أوغلو قائلا "أصبح القضاء في تركيا مؤسسة تلبي مطالب أردوغان، القضاء ليس مستقلًا، ولهذا لا يتمتع الأتراك بالسلامة والأمان".
وأردف قائلا "يريدون استمرار نظام الرجل الواحد، لا نريد هذا النظام"، مشيرًا أن "تحالف الأمة يسعى إلى تحقيق الديمقراطية، ومرشحنا في الانتخابات الرئاسية المقبلة معروف، وهو أن يكون ممثلًا للديمقراطية وكافة الأتراك".
فيروس كورونا
زعيم المعارضة التركية شن في الوقت نفسه هجومًا على النظام الحاكم على خلفية ارتفاع إصابات ووفيات فيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة.
وفي هذا السياق قال قليجدار أوغلو مخاطبًا أردوغان "ألم يكن لديك لجنة علمية؟! بدلًا من (وزير الصحة) فخر الدين قوجة، كان يجب على المتحدث باسم اللجنة العلمية تولي زمام القضية".
وأردف قائلًا إن "منع تفشي الوباء هو حدث سياسي، لم تستطع السلطة السياسية تحديد استراتيجية سليمة في البداية، وبعدما بدأ وزير الصحة في قول (سيدي، وبتعليمات رئيسنا...) متملقًا أردوغان، وجدناه يخفي الحقائق عن المجتمع».
والأربعاء أعلن وزير الصحة التركي قوجة أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في تركيا بلغ 31 ألفًا و712 حالة خلال 24 ساعة، ليرتفع إجمالي الحالات إلى 558 ألفًا و517 إصابة.
كما كشف الوزير عن أن عدد المتوفين بسبب فيروس خلال الفترة نفسها بلغ 217؛ ليرتفع الإجمالي إلى 15 ألفا و531 وفاة بين الأتراك.