كاتب تركي: أردوغان يعرقل مشاريع رؤساء البلديات المعارضة
الكاتب أورخان أوغور أوغلو قال إنه إذا استمر أعضاء حزب أردوغان بعرقلة المشاريع فليعلموا أنهم سيخسرون السلطة في أول استحقاق انتخابي
قال كاتب تركي إن الرئيس رجب طيب أردوغان أصدر تعليماته لأعضاء المجالس البلدية التي يترأسها أشخاص ليسوا من حزب العدالة والتنمية الحاكم بعرقلة مشاريع حزب الشعب الجمهوري، الذي يترأس عدد من أعضائه بعض البلديات الكبرى بعدد من المدن، ولا سيما بلدية إسطنبول التي فاز برئاستها أكرم إمام أوغلو.
- صحفيو تركيا يقاضون حكومة أردوغان لتحريضها ضدهم
- هجوم جماعي على أردوغان بعد إقالة محافظ المركزي: قرارك غير قانوني
جاء ذلك في مقال للكاتب أورخان أوغور أوغلو، نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة، بعنوان "إنذار أحمر داخل حزب العدالة والتنمية".
وذكر الكاتب في مقاله أنه "إذا استمر أعضاء العدالة والتنمية في مجالس البلديات في عرقلة مشاريع الشعب الجمهوري، فليعلموا أن حزبهم الحاكم سيخسر السلطة في أول استحقاق انتخابي تشهده البلاد".
وأوضح أن حكومة القصر الرئاسي والكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية بالبرلمان تتصرفان كحزبين منفصلين، مشددا على أن أردوغان قد انفصل تماما عن الشعب في الشارع.
وتابع الكاتب قائلا "هذا الحزب الذي يمسك بزمام الحكم منذ 17 عاما يحاول الخلاص من الانهيار من خلال عقد تحالفات مع حزب الحركة القومية، لكن كما يعلم الجميع هناك حالة من الغضب تزداد بمرور الوقت في القاعدة الحزبية للحركة القومية، تتكشف كل يوم بشكل جلي، إذ باتوا لا يعلقون آمالا على دولتهم، ولا أعتقد أن هذا الحزب قد يعقد أي تحالف مستقبلا مع العدالة والتنمية في أية انتخابات مقبلة".
وأكد أن أردوغان يسعى لتقييد رؤساء البلديات المنتمين لحزب الشعب الجمهوري، مستشهدا في هذا الصدد بحي بوزتبه في العاصمة أنقرة، حينما طرح رئيس بلدية العاصمة منصور يافاش خطة إعمار لذلك الحي على جدول أعمال مجلس البلدية، لكن لم يتم الموافقة عليه بعد تصويت أعضاء المجلس من العدالة والتنمية ضد الخطة، على الرغم من أن السكان ينتظرون الإعمار منذ 35 عاما.
وخلال الآونة الأخيرة تحدثت تقارير إعلامية عن عقد الرئيس أردوغان النية وتبييتها لإفشال إمام أوغلو، الذي فاز برئاسة بلدية إسطنبول في جولة الإعادة التي جرت يوم 23 يونيو/حزيران، بفارق 800 ألف صوت عن مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم.
وبالفعل ومع بدء أكرم إمام أوغلو عمله بشكل رسمي بعد استلام وثيقة تنصيبه رئيسا للبلدية، بدأ الحزب الحاكم افتعال مشكلات عديدة في وسائل المواصلات العامة بشكل غير مسبوق.
فقد بدأت الأزمات في وسائل المواصلات في اليوم التالي للانتخابات، إذ بدأت خطوط الحافلات والمترو والترامواي والحافلات المفصلية تعمل بشكل جزئي حسب مخطط العمل في عطلات نهاية الأسبوع، على الرغم من أن يوم الإثنين كان بداية الأسبوع.
أدت تلك المشكلات المفتعلة إلى انتظار المواطنين أكثر من 12 دقيقة في محطات المترو، بينما وصلت مدة الانتظار على محطات الحافلات من 25 إلى 45 دقيقة، وتسبب في حالة من التكدس والازدحام الشديد في وسائل المواصلات العامة.
كما لاحظ المواطنون أن سائقي المترو والترامواي انطلقوا بقطاراتهم دون تشغيل أجهزة التكييف، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في إسطنبول، زاعمين أن المكيفات عاطلة لا تعمل.
لم تقتصر العراقيل عند هذا الحد، وإنما وصلت إلى إلغاء خطوط الحافلات المتجهة إلى مطار إسطنبول من البلدات المختلفة بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى حدوث خطأ مفاجئ في نظام محاسبة الركاب الخاص بكارت إسطنبول، ليتم تحصيل أموال زائدة من المواطنين.
أردوغان نفسه، وخلال تصريحات أدلى بها على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت مؤخرا بمدينة أوساكا اليابانية، قال "لن ندعم إمام أوغلو إلا إذا أتى بمشاريع واقعية لصالح إسطنبول، ولكن إذا أتى بمشاريع غير مقبولة فلن ندعمها أبدا"، في تأكيد واضح للنوايا التي يضمرها في نفسه لإفشال عمل الرجل، حتى ولو كان ذلك على حساب مصالح مدينة بحجم إسطنبول وسكانها.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز