تراجع شعبية أردوغان.. نزيف يدفع نحو النهاية
أداء داخلي واهن، وحروب خارجية تستنفد موارد تركيا ومقدرات مواطنيها، وحريات تحتضر..
محصلة هزيلة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تشي بأن السطر الأخير في عهده سيكون بتوقيع الناخبين.
نتائج استطلاع جديد للرأي كشف استمرار تراجع نسبة تأييد حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، فضلا عن رغبة المواطنين في عودة النظام البرلماني بدلًا من الرئاسي المعمول به منذ أكثر من عامين.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية، الثلاثاء، وتابعته "العين الإخبارية"، أجرى الاستطلاع مركز "ماك" للأبحاث واستطلاعات الرأي، حول اتجاهات الرأي في تركيا بشأن الأحزاب السياسية والنظام الحاكم.
وشمل الاستطلاع 30 مدينة تركية، وجرى خلال الفترة من 15 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وبلغت نسبة النساء المشاركات فيه 47.5%، والذكور 54.5%.
وطرح الاستطلاع على المشاركين سؤالا يقول: "أي حزب سياسي صوتت له في انتخابات 24 يونيو/حزيران 2018، وهل ستصوت له في الانتخابات المقبلة؟".
وأظهرت النتائج أن 37 % من المشاركين في الاستطلاع كانوا قد انتخبوا العدالة والتنمية، و19 % حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، فيما ذكر 9 % أنهم انتخبوا حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
أما 8 % من المشاركين فصوتوا للحركة القومية حليفة أردوغان، و7 % لحزب الخير، و1 % لأحزاب أخرى، بينما أكد 19 % أنهم لم يصوتوا من الأساس.
وحول اتجاه هؤلاء الناخبين بشأن أي انتخابات قد تعقد غدًا، قال 21 % من المشاركين إنهم سيصوتون لحزب مختلف، فيما أكد 60 % أنهم سيصوتون للحزب نفسه، بينما لم يقرر 19 % بعد.
وتظهر النتائج تراجعًا واضحًا في نسبة تأييد حزب العدالة والتنمية، والحركة القومية، اللذان يخوضان معًا تحالفًا منذ فترة يسمى "الجمهور".
وبخصوص الاختيار بين نظام الحكم الرئاسي والنظام البرلماني، قال 44 % إنهم يفضلون نظامًا برلمانيًا معززًا، مقابل 37 % فضلوا النظام الرئاسي، و10 % قالوا إنهم سيقررون عقب رؤية ماذا يعني تعزيز النظام البرلماني، بينما لم يقرر 9 % بعد في هذا الموضوع.
نتيجة التراكمات
ويأتي هذا التراجع في شعبية الحزب الحاكم على خلفية سياسات نظام أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم داخليًا وخارجيًا، وتسببت في تراجعها على كافة الأصعدة، وفي كافة المجالات، لا سيما الاقتصادية منها.
ودفع هذا التراجع أحزاب المعارضة التركية إلى التنبؤ بنهاية حقبة أردوغان والعدالة والتنمية، ومن ثم بدأت تلك الأحزاب باتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة تحسبًا لإجراء انتخابات مبكرة يرون فيها المخرج لما تعانيه من البلاد من أوضاع سيئة.
وردًا على تلك الاستطلاعات لا يجد العدالة والتنمية سوى الخروج بتصريحات يصفها بـ"المضللة"، على حد تعبير حمزة داغ، البرلماني عن الحزب ونائب رئيسه العام.
وزعم داغ في تصريحات إعلامية سابقة: "أنهم يجرون استطلاعات مضللة، ويعمدون لخفض أصوات العدالة والتنمية لتحقيق غايات في أنفسهم".