شعبية أردوغان.. نزيف مستمر يقابله صعود لأسهم المعارضة
استطلاع جديد للرأي في تركيا يكشف عن تراجع نسبة تأييد حزب العدالة والتنمية، الحاكم، بزعامة رجب طيب أردوغان مقابل ارتفاع أسهم المعارضة
كشف استطلاع جديد للرأي في تركيا عن تراجع نسبة تأييد حزب العدالة والتنمية، الحاكم، بزعامة الرئيس، رجب طيب أردوغان، وحليفه حزب الحركة القومية، المعارض، بشكل كبير، مقابل ارتفاع أسهم المعارضة.
وأجرت الاستطلاع مؤسسة "ماك" التركية للدراسات المجتمعية واستطلاعات الرأي خلال الفترة من 12 إلى 17 يونيو/حزيران الجاري وشمل 30 مدينة بها بلديات كبرى، إلى جانب 15 ولاية وقضاء.
ووفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، السبت، أعلن محمد علي قولاط، رئيس الشركة المذكورة، عن نتائج الاستطلاع الذي طرح على المشاركين فيه سؤال "لأي حزب ستصوتون حال إجراء الانتخابات غدًا؟".
نتائج الاستطلاع كشفت عن تراجع نسبة تأييد الحزب الحاكم ليحصل على 35.5% بإضافة أصوات المترددين، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة على 25.3%، تلاه في المركز الثالث حزب "الخير" الذي حصل على 11%.
وفي المركز الرابع جاء حزب الحركة القومية بحصول على 10.8%، ثم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي والذي حصل على 9.3% ليكون بذلك تحت العتبة الانتخابية التي تسمح للأحزاب بدخول البرلمان وتقدر بـ10%.
وطرح الاستطلاع على المشاركين سؤالًا حول ما إذا كانوا يفكرون في تغيير قناعاتهم في تأييد الأحزب التي صوتوا ها في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في 24 يونيو 2018
وردًا على السؤال المذكور أجاب 85% مممن صوتوا للشعوب الديمقراطي إن قناعاتهم لن تتغير، وبلغت هذه النسبة 80% لحزبي الشعب الجمهوري، والخير، و75% لحزب الحركة القومية، و70% لحزب السعادة.
فيما تراجعت هذه النسبة إلى 65% بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، ما يعني أن 35% قرروا التصويت لأحزاب أخرى غير الحزب الحاكم.
الاستطلاع سأل المشاركين عن حزبي "المستقبل" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، و"الديمقراطية والتقدم" بزعامة، نائب رئيس الوزراء الأسبق، علي باباجان، وهما القياديان السابقان بالحزب الحاكم قبل أن ينشقا عنه، بعد انحراف العدالة والتنمية عن مسار الديمقراطية.
وبلغت نسبة من يتجهون لدعم حزب "المستقبل" من المشاركين بالاستطلاع 2.9%، مقابل 2.8% لحزب "الديمقراطية والتقدم".
ويشهد الحزب الحاكم منذ فترة سلسلة من الاضطرابات استقالات كان أبرزها، استقالة باباجان، في يوليو/تموز الماضي، وداود أوغلو يوم 13 سبتمبر/أيلول الماضي، وقيامها بتأسيس حزبين مناهضين للعدالة والتنمية.
ويأتي هذه الاستطلاع ضمن سلسلة من استطلاعات الرأي ظهرت مؤخرًا، وتؤكد جميعها وجود تراجع كبير في شعبية الحزب الحاكم الذي حصل في انتخابات 2018 على 42.28% من أصوات الناخبين.
يأتي هذا التراجع على خلفية سياسات نظام أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم داخليًا وخارجيًا، وتسببت في تراجعها على كافة الأصعدة، وفي كافة المجالات، لا سيما الاقتصادية منها.
ودفع هذا التراجع أحزاب المعارضة التركية إلى التنبؤ بنهاية حقبة أردوغان والعدالة والتنمية، ومن ثم بدأت تلك الأحزاب اتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة تحسبًا لإجراء انتخابات مبكرة في أي وقت، يرون فيها المخرج لما تعانيه من البلاد من أوضاع سيئة.
وردًا على تلك الاستطلاعات لا يجد الحزب الحاكم سوى الخروج بتصريحات يصفها بـ"المضللة"، وذلك حسبما قال حمزة داغ، البرلماني عن حزب، ونائب ئيسه العام، في وقت سابق.
وقال داغ في هذه الصدد "إنهم يجرون استطلاعات مضللة، ويعمدون لخفض أصوات العدالة والتنمية لتحقيق غايات في أنفسهم".