من مثل هذه الخطابات الزائفة يحاول أردوغان أن يكسب شعبية لدى الشعوب العربية دون أن يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل.
في عصرنا الحالي أصبحت القضية الفلسطينية تجارة رابحة ليتكسّب منها أصحاب المشاريع التوسعية في منطقتنا العربية، ففي الماضي سلك قائد ما يسمى الثورة الإيرانية "الخميني" استغلال المتاجرة بقضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين عبر إطلاق الشعارات الزائفة لكسب الشعوب العربية والمسلمة عبر تكرار خطابات عن نيته تحرير فلسطين والقدس.
وعلى نفس النهج سار من بعده الخامنئي والذي كرر خطاباته بتحرير فلسطين لكسب شعوب المنطقة العربية وكافة المسلمين، ولهذا الغرض سار على ذلك النهج التجاري الرخيص أردوغان عبر تكرار خطاباته المزيفة لخداع الشعوب العربية والمسلمين.
بتكرار شعارات تحرير فلسطين وعقد المؤتمرات كل ذلك كي يرسم أردوغان صورة أنه سوف يحرر فلسطين، وبالطبع لكسب شعبية عربية لا يستحقها، ولو قمنا بمراجعة التاريخ القريب تحديداً خلال فترة احتلال إسرائيل لدولة فلسطين نجد أن تركيا هي أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل، بل أكثر من ذلك وصل التعاون التركي الإسرائيلي إلى أعلى مستوى عبر فتح مصانع إسرائيلية للسلاح في تركيا.
وعندما استلم أردوغان سدة الحكم في تركيا سار على نفس النهج واستمرت العلاقات التركية الإسرائيلية تعيش أزهى عصورها، والمثير للدهشة بعد كل هذا التعاون في كافة المجالات بين تركيا وإسرائيل أن نجد تصريحات استهلاكية لا تسمن ولا تغني من جوع من قبل أردوغان عبر شاشات التلفزة أن القدس وفلسطين قضيته الأولى، وأن تركيا على استعداد لتحرير فلسطين.
من مثل هذه الخطابات الزائفة يحاول أردوغان أن يكسب شعبية لدى الشعوب العربية دون أن يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل، وحتى نضع النقاط على الحروف نجد أن هناك شريحة من الشعوب العربية تصدق مثل هذه الخطابات الزائفة التي يرددها أردوغان وقبله الخميني وخامنئي وتقوم بالتصفيق له وتسمية أبنائهم باسم أردوغان. علما أن أردوغان لم يخسر شيئا كل ما هنالك خطابات و كلام دون أفعال تهدف لكسب شعبية لا يستحقها.
من مثل هذه الخطابات الزائفة يحاول أردوغان أن يكسب شعبية لدى الشعوب العربية دون أن يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل.
وفي أغلب خطابات أردوغان يكرر "القدس القدس"، وبنفس الوقت يتحالف سرا مع إسرائيل ويقيم علاقات قوية معها، ويعلم أردوغان أن هناك شريحة من الشعوب العربية تصدق أي خطاب عن فلسطين وهو يعلم أنه لم ولن يفعل أي شيء لصالح القضية الفلسطينية والقدس، بل حتى إسرائيل تعلم ذلك.
وحتى يعرف العرب مدى كذب أردوغان بالوقوف مع القضية الفلسطينية والفلسطينيين، نجد أن تركيا تستقبل الإسرائيليين في مطاراتها دون طلب أي تأشيرة للدخول، وتطلب تركيا من الفلسطينيين الذين يرغبون بزيارة تركيا عمل تأشيرة كي يتسنى لهم دخول البلاد، وهذا الأمر أتمنى أن يعرفه كل فلسطيني متعاطف مع أردوغان، بسبب خطاباته الزائفة بدعم القضية الفلسطينية وهو بالوقت نفسه يقدم الإسرائيلي عليه، مثل ذلك يعطينا يقينا أن المشروع الإيراني التوسعي في منطقتنا العربية استخدم القضية الفلسطينية والقدس بما يعرف "محور المقاومة" لكسب الشعوب العربية حتى تصدق مثل هذا الهراء، وأيضاً بالجانب الآخر يقوم المشروع التركي بقيادة أردوغان بسلوك نفس النهج الإيراني عبر استغلال القضية الفلسطينية، وواقع الأمر يقول إن المشروع الإيراني والمشروع التركي لم يطلقان رصاصة واحدة على إسرائيل، بل جل تدخلاتها العسكرية كانت موجهة ضد الدول العربية وشعوبها طمعا بكسب خيراتها، وكأنهم يتنافسون للحصول على نصيب الأسد منها.
حتى الأيديولوجية التي استخدمتها إيران في تدخلها بالدول العربية وخير مثال لذلك العراق، حيث ردد المسؤولون الإيرانيون أن تدخلهم في العراق يأتي حماية لأبناء طائفتها ومقدساتهم، كي تعطي نفسها مسوغا قانونيا للتدخل في شؤون العراق، بالمقابل كرر أردوغان نفس الأيديولوجية الإيرانية عبر تدخله عسكريا في ليبيا أنه من أجل الدفاع عن الأقلية من أصول تركية في ليبيا !
لفت انتباهي مؤخراً تصريح الجامعة العربية حين قالت أن الأتراك يقلدون الإيرانيين في تعاملهم عبر تدخلهم في شؤون العرب طمعاً في ثرواتهم، إذ ليس من المعقول أن دولا مثل تركيا وكذلك إيران والتي تعيش وضعاً اقتصادياً مترديا جداً، أن تقدم المساعدات للدول العربية التي تمددت بها، فإذا كانت تركيا وإيران لم تتمكنا من نفع اقتصادهما فكيف سوف تنفعان الدول العربية التي تتمدد فيها؟.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة